الأخبارمانشيت

صالح مسلم: نحن مستمرون في نضالنا ومتأكدون من نجاح مشروعنا الديمقراطي

… هناك دفع روسي من أجل إجراء مصالحة بين النظامين السوري والتركي، ولكن النظام السوري يربط البدء بالمفاوضات بانسحاب القوات التركية من الأراضي السورية المحتلة، ومن جانبه النظام التركي يرفض الانسحاب ويتحجج بحجج كاذبة، وحول هذا الموضوع أكد “صالح مسلم” الرئيس المشترك لحزب الاتحاد الديمقراطي PYD أن تركيا دولة احتلال في سوريا وأنها مارست النهب والتدمير وكافة أنواع الانتهاكات.

وأضاف قائلاً:

تركيا دعمت وما زالت تدعم كافة التنظيمات الإرهابية في سوريا سواء داعش أو جبهة النصرة وكافة الجماعات الإرهابية, وأدخلت جميع العناصر الإرهابية إلى سوريا ووظفت ورقة اللاجئين السوريين من أجل أجنداتها, وإذا ألقينا نظرة على التاريخ سنجد أن العثمانيين أيضاً عندما كانوا يحتلون سوريا مارسوا كافة أنواع الانتهاكات والظلم, وقام جمال باشا السفاح بإعدام السياسيين والمثقفين الذين كانوا ينادون بالحرية للشعب السوري في دمشق وبيروت, وأيضاً احتلت تركيا لواء الاسكندرون السوري وسلخته عن سوريا عبر مخططات مع فرنسا, والآن أيضاً تركيا تحاول تمرير خططها عبر الاتفاق مع النظام السوري, وهي تعمل على شرعنة احتلالها للأراضي السورية عبر هذا الاتفاق ومن ثم إلحاق هذه المناطق بتركيا, وروسيا تدعم هكذا اتفاق وتعمل على تحقيق التقارب بين النظامين السوري والتركي من أجل تحقيق أهدافها ومصالحها لكي تستفيد من موقع تركيا الجيوسياسي, وموقف النظام السوري المتمثل في رفض هكذا اتفاق جيد ولكنه غير كافي, وبالمقابل النظام السوري غير قادر على محاربة الأتراك من أجل تحرير المناطق السورية المحتلة لأن قوته غير كافية وكذلك لن تسانده أية جهة أخرى سواء روسيا أو التحالف الدولي, النظام السوري اشترط انسحاب القوات التركية من الأراضي السورية المحتلة لبدء الحوار مع تركيا, وكذلك هو موقف كل من إيران وروسيا, حيث تم طرح هذا الشرط في اللقاء الأخير بين بوتين وأردوغان في سوتشي, إلا أن تركيا ترفض ذلك عبر تصريحات مسؤوليها المتعاقبة, ولن تنسحب إلا إذا مورس ضغط كبير عليها, وروسيا فقط تستطيع ممارسة هذه الضغوط على تركيا.

وتابع مسلم:

لكي يكون النظام السوري قادراً على حماية سيادة سوريا وتحرير المناطق السورية المحتلة سواء من تركيا أو غيرها يجب عليه أن يقوم بترتيب البيت السوري من الداخل, والوصول لتسوية سياسية ترضي جميع السوريين, فمنذ 1946 والشعب السوري منقسم, فالكردي كان لا يشعر بالانتماء لسوريا وكذلك العربي والدرزي والمسيحي, ومنذ استقلال سوريا لم تُزرع روح الانتماء والوطنية والدفاع عن الوطن في نفوس السوريين, ولم تحقق الحكومات السورية المتعاقبة ولم تعمل على توحيد الشعوب في سوريا تحت راية الوطن السوري, لذلك يجب أن نتحاور نحن السوريون جميعاً باختلاف قومياتنا وأدياننا ومشاريعنا السياسية مع بعض, ونصل إلى حلول ترضي الجميع.

وعن موقف النظام من الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا قال (صالح مسلم):

حتى الآن لا يقبل النظام السوري فتح باب الحوار معنا أو إبداء الجدية في التحاور معنا في الإدارة الذاتية من أجل الوصول لاتفاق يخدم مصلحة سوريا, وهو يبدي هذا الموقف لأنه يحسب حساباً لإيران وروسيا رغم أن الطرفان لا يريدان الخير لسوريا وإنما يريدان تحقيق مصالحهما في سوريا, إنه يريد أن نستسلم له.

وحول العلاقات الروسية التركية ومستقبلها, أوضح مسلم بالقول:

هناك الكثير من الخلافات بين روسيا وتركيا, فتركيا تلعب على حبلين, من جهة هي عضو في حلف الناتو وتعتبر نفسها قريبة من أوروبا, ولكنها تخالف مبادئ حلف الناتو والمبادئ الأوروبية في الديمقراطية والحرية بالداخل التركي وفي خارجها وذلك في حربها ضد الشعب الكردي, ومن جهة أخرى تحاول خداع روسيا بالتحالف معها, حيث أن روسيا قامت بتأجيل دفع ديونها التي في ذمة تركيا, والتي تبلغ حوالي 30 مليار دولار, وأيضاً روسيا تعطي البترول لتركيا بأسعار رخيصة وتزودها بالقمح مجاناً, وبالمقابل تركيا تزود أوكرانيا بطائرات بدون طيار لتحارب بها روسيا, ولكن روسيا لا تريد أن تحارب تركيا أو تعاديها لأن لها مصالح في علاقتها الجيدة مع تركيا, وكذلك هناك خلافات بين تركيا وحلف الناتو وأوروبا, لذلك تقلص النفوذ التركي, ويحاول اردوغان الاستفادة من هذه التناقضات والخلافات أو تخفيف نتائجها لأن تركيا تعاني من أزمة اقتصادية حادة تفاقمت نتيجة حربها على الكرد منذ ثماني سنوات والتي كلفت الاقتصاد التركي ثمناً باهظاً, ورغم أن أردوغان استجدى الدعم من دول الخليج وتسوّل هناك إلا أنه لم يستفد شيئاً, فحربه على مقاتلي حركة حرية كردستان في باشور تكلفه يومياً ملايين الدولارات.

وحول مستقبل الإدارة الذاتية وثورة روج آفا, قال مسلم:

عندما أعلنا انطلاق ثورة روج آفا لم نكن نعرف إلى أية مرحلة سنصل, ونحن كحزب عملنا على تحقيق ما تتطلب المرحلة من خلال الثورة, والمتطلبات كانت تنظيم الشعب وتقوية هذا التنظيم, وقيادة الشعب حسب المتطلبات والإمكانيات, ونحن الآن موجودون كقوة رئيسية في سوريا والشرق الأوسط, ولا يستطيع أي طرف تمرير مخططاته وأجنداته بدون أن يحسب حساباً لنا, ونمتلك مشروعاً وهو مشروع الإدارة الذاتية الديمقراطية من أجل حل الأزمة السورية, وطريقنا واضح وشعبنا منظم, ومشروعنا هو الأمثل والأفضل لحل هذه الأزمة, مشروع الأمة الديمقراطية الذي يستند على حرية الشعوب وحرية الشعب الكردي, ونحن مستمرون في نضالنا ومتأكدون من نجاح مشروعنا, ولا نعرف متى سواء بعد سنة أوسنتين أو أكثر, والشعب الكردي يناضل من أجل الديمقراطية في الشرق الأوسط ويقود هذا النضال, ومستمرون فيه, ونحن نريد ونناضل من أجل تحقيق الوحدة الوطنية الكردية, وكلما تحققت بسرعة ستقل خسائرنا.

زر الذهاب إلى الأعلى