تقاريرمانشيت

شهيد من الجولان سقى بدمائه تراب الرقة

الشهداء هم أكرم وأنبل الناس وأشرفهم، لأنهم وضعوا أرواحهم على أكُفِّهم وضحَّوَا بها من أجل وطنٍ غالٍ وهدفٍ سامٍ نبيل، تجردت نفوسهم من حب النفس والحرص على الحياة فلبُّوا نداء الواجب.

إننا نقف عاجزين عن الكلام أمام بطولات هؤلاء الشهداء فهم يناضلون بصمت، لكنهم يرحلون بكبرياء وسط زغاريد أمهات الوطن وفرح أبنائه لِمَا قدّموا للوطن من تضحيات، وما سطّرُوا في سجل مجده من صفحات، نقف مبهورين لهذه الروح الفدائية التي يتحلون بها وهذا البذل والعطاء من دون انتظار شكر أو ثناء، إنهم يحاربون العدو في أيَّة رقعة من وطنهم فهذا ابنُ الجولان الواقعة في القنيطرة جنوبي سوريا حارب العدو والتنظيمات الارهابية في شمال سوريا من خلال عدسته وينقل الصورة الواضحة والصحيحة للعالم، إنه المناضل البطل اسماعيل خليل الاسم الحركي أبو السباع الجولاني.

وُلد المناضل أبو السباع في مدينة الجولان، إلّا أنه ومنذ فترة طويلة سكنت عائلته مدينة الرقة، درس المناضل في مدارس مدينة الرقة وتابع دراسته الجامعية وتخرج منها بشهادة الصيدلة، وتمكن من فتح صيدلية بمدينة الرقة وعمل في الصيدلة وأمله تأمين الأدوية لأبناء بلده، وعند اندلاع الثورة السورية وتمددها إلى أغلب المحافظات السورية والتي أدت إلى خلق وظهور فصائل وتنظيمات إرهابية منها داعش التي احتلت مدينته وزعموا أنها عاصمتهم وبعد استلائهم على الرقة بدأ تنظيم داعش بممارسة أعمالهم الوحشية من قتل وتدمير وتهجير فتعرض المناضل أبو السباع لكثير من المضايقات في عمله كصيدلي من قبل إرهابيي داعش، حيث شاهد الكثير من أفعالهم الوحشية، وفي أول يوم من إعلان قوات سوريا الديمقراطية حَمْلة غضب الفرات لتحرير الرقة من رجس الإرهاب قرر المناضل أبو السباع أن ينضم إلى قوات سوريا الديمقراطية كإعلامي عسكري في إعلام قسد وذلك لنقل الحقيقة وفضح أعمال داعش الوحشية اللاأخلاقية، فعمل على تغطية حملة تحرير الرقة منذ بدايتها وحتى بعد تحرير المدينة، كما كان يرافق المقاتلين في عملية نزع الألغام التي خلفها التنظيم أثناء سيطرته على المدينة لتأمين الطرق لعودة الأهالي بعد التحرير، وعلى الرغم من الجهود الجبارة التي قامت بها قوات سوريا الديمقراطية ومجلس الرقة المدني لإزالة الألغام إلّا أن الألغام فاقت التصور بعددها والطرق التي استخدمتها داعش في تمويه عملياتها لزراعة الألغام، هذا وخلال قيام المناضل أبو السباع بأداء واجبه في نقل الصورة الحقيقية لجرائم داعش التي ارتكبها بحق مدينة الرقة وأهلها، ومن خلال نقله لهموم المدنيين وصور عودة الحياة إلى المدينة التي طالما خيم عليها السواد، انفجر فيه لغم من الألغام التي زرعها التنظيم الإرهابي داعش فأدى ذلك إلى استشهاده.

وثيقة الشهادة:

الاسم الحركي: ابو السباع الجولاني

الاسم الحقيقي: إسماعيل الخليل

الأم: عوش

الأب: إبراهيم

مكان الولادة: القنيطرة

مكان وتاريخ الانضمام: 2017 الرقة

مكان وتاريخ الاستشهاد: الرقة 29-1-2018

زر الذهاب إلى الأعلى