PYDالأخبارروجافامانشيت

سيهانوك ديبو في ذكرى مئوية لوزان: الإدارة الذاتية شكل ضامن ومعايرة متقدمة لحل مشكلات المنطقة

نظّم مكتب العلاقات العامة في حزب الاتحاد الديمقراطي PYD ندوة حوارية تحت عنوان “في المئوية الأولى لاتفاقية لوزان. كيف للإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا أن تسهم في حل الأزمة السورية”، وذلك في مركز اتحاد مثقفي روج آفايي كردستان “HRRK” بقامشلو بمشاركة وحضور العشرات من المحامين والمحامِيَّات في إقليم الجزيرة.

بدأت الندوة بالوقوف دقيقة صمت إجلالاً لأرواح شهداء الحرية والكرامة تلاه محاضرة للرئيس المشترك لمكتب العلاقات في حزب الاتحاد الديمقراطي PYD “سيهانوك ديبو”.

وقال ديبو في مستهل حديثه:

في المئوية الأولى لمعاهدة لوزان يجب أن نمتلك معايرة مختلفة عن السرديات التي باتت معلومة فيما يتعلق بـ “لوزان” وجميع المعاهدات والاتفاقات التي كانت بمثابة السكاكين التي قطّعت المنطقة وجزأتها.

وأضاف: سايكس بيكو لم تنصف المنطقة، بل على العكس تماماً هي جزأت المنطقة وأرادت أن يكون بديل السلطة العثمانية وبديل الرجل المريض شيئاً يشبه فترة حكم السلطنة العثمانية وأن تكون المنطقة تحتمل الكثير من الإشكاليات ومن الأزمات.

وتابع ديبو: معاهدة سيفر عام 1920لم تكن ضمن جميع موادها وخاصة في المواد التي خصت القضية الكردية أو الكرد مُنصفة بحق الكرد.

وقال: هناك من يعتبر أن معاهدة سيفر أعطت حق الكرد وأنصفتهم، لكن على العكس تماماً، نقول: إن سيفر كانت بمثابة الظلم الأول للكرد وأعادت القضية الكردية بثلاث مواد مغمغة ولم تكن واضحة وبالأساس هذه المواد كان يقصد بها حوالي 20 بالمئة من جغرافيّة كردستان على الشاكلة التي انتجت من خلالها أرمينيا من 330 ألف متر مربع فقط

واعتبر “سيهانوك ديبو” أن معاهدة سيفر ضمن هذه المواد الثلاث التي عايرت حوالي 20 بالمئة من جغرافية كردستان، أنهت كل شيء اسمه الحلم الكردي

وأوضح: في مؤتمر القاهرة كان هناك بعض المواد المنصوص أو الرؤى بأن تكون هناك كردستان حاجزاً مقتصراً فقط بإقليم كردستان العراق مع المناطق المتنازع عليها، وأن تكون حاجزاً بين ثلاثة أو أربعة شعوب، منها الشعب العراقي والشعب العربي والفارسي والتركي والروسي أيضا. هذه كانت الغاية الأساسية من رؤية بريطانيا وقت ذاك كدولة منتصرة في الحرب العالمية الأولى، رغم التمثيل الكردي في معاهدة السلام 1919 وفي سيفر كان هناك وفد كردي متشكل وفق الجهات التي كانت يومها فاعلة.

وأشار ديبو في السياق ذاته إلى أنه يجب النظر إلى الموضوع الذي اقحمت فيه الشرق الأوسط برؤية ومعايرة مختلفة واستخلاص النتائج من لوزان ومن جميع المعاهدات والاتفاقات التي طرأت على المنطقة،

وقال: اليوم نحن نتحدث عن فكر الأمة الديمقراطية أهم مرتكزات هذا الفكر الذي يعد بمثابة قراءة متقدمة بالبعد التاريخي الذي هو مشهود عنه في منطقة الشرق الأوسط.

وأضاف: أهم النتائج التي يمكن استخلاصها منذ معاهدة لوزان إلى اليوم هو أن مفهوم القومية المركزية بكل الأشكال فشل في كل العالم وبشكل خاص في الشرق الأوسط، ما يعني إذا كنا نريد أن نبحث عن حل مستدام للقضية الكردية في الشرق الأوسط وفي سوريا ونبحث عن أمن واستقرار المنطقة برمتها فلابد أن تكون النتيجة الأولى هي أنه لا يمكن معايرة مسألة الحقوق والحرية ضمن مفهوم الدولة القومية المركزية التي تخلق أزمات بنيوية معرفية وثقافية وسياسية.

وشدَّد ديبو على أن مفهوم الأمة الديمقراطية من خلال تجسيد الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، الذي يبدو اليوم معايرة متقدمة لجميع الأزمات التي تعاني منها المنطقة، يبرز كأحد الحلول الناجحة لجميع الأزمات في المنطقة.

وأوضح: الأزمة السورية اليوم هي شكل من أشكال تراكم الأزمات التي شكلت خلال 100 عام من تصدعات في جميع أبعاد المجتمع الواحد، الجميع بات مهدد من خلال هذه المفاهيم، ومن أجل ذلك يلزم بعض الحلول التي من خلالها يتم استعادة رونق منطقة الشرق الاوسط ويتم أيضاً حل جميع القضايا التي تحتاج للحل في مقدمتها حل القضية الكردية إذ إنه لا يمكن المُضي أكثر من ذلك بأفق الانكار وعدم الاعتراف بقضايا الشعوب، وليس بتقديم بحلول إسعافية تعيد انتاج السلطة بصيغة ما قبل 2011 من خلال التطبيع أو تشكيل المنطقة وفق مشاريع العثمانية الجديدة أو ما يسمى بالميثاق الملي. اليوم يوجد حل واقعي لجميع أزمات المنطقة نؤكدها من خلال شكل ونموذج الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا.

واعتبر سيهانوك ديبو أن مفهوم الإدارة الذاتية تجسيد للتحول الديمقراطي الشامل الذي يحتاجه سوريا والمنطقة برمتها ومعايرة متقدمة لحل جميع اشكاليات المنطقة، ولا يمكن القول بأن هذه الإدارة سوف تكون مؤقتة وضرورة نجمت عن مرحلة معينة.

وجدّد “سيهانوك ديبو” تأكيده على أن استبعاد وتغييب الادارة الذاتية من العملية السياسية السورية بجميع مساراتها ليس فقط “أستانا أو جنيف” هي مسألة باتت مثبتة بأنه لا يمكن التقدم بخطوة واحدة في الحل السوري دون أن تكون الادارة الذاتية ممثلاً في العملية السياسية وإلا سوف يكون على حساب تثبيت واقع تفكك سوريا مقسمة إلى أربع مناطق ودولة فاشلة كما حالها الراهن اليوم، لذا نؤكد أيضاً على أن مفهوم اللامركزية والإدارة الذاتية شكل مهم وضامن لحل الأزمات، يبدأ اولاً بتقوية الجبهة الداخلية من خلال العيش المشترك ومن خلال السياسة الديمقراطية وممارسة وفعل وعملانية أخوة الشعوب ووحدة مصيرها وتاريخها حيث أنه لا حظوظ لاتفاقات دولية أخرى “لوزان” أن تُفرض على المنطقة ومكوناتها من “سريان واشور وعرب وأرمن وتركمان وكرد”.

زر الذهاب إلى الأعلى