حواراتمانشيت

سيهانوك ديبو: إما عفرين أو سوريا وإما الحل السياسي أو التقسيم والتفتيت

* عودة عفرين وعودة شعبها مسألة وقت؛ فهي مسألة حاسمة وحتمية.

*إما عفرين أو سوريا. إما الحل السياسي أو التقسيم والتفتيت.

*مشروع الإدارة الذاتية الديمقراطية والفيدرالية الديمقراطية لشمال سوريا هي مشاريع لحل الأزمة السورية ولكن نؤكد في الوقت نفسه إننا منفتحون لتكون هناك علاقات متوازية ومتوازنة مع كل من يعنيه حل الأزمة السورية.

*فتركيا اليوم دولة مارقة يجب أن ننتظر أن يتم محاسبتها وليس منحها صواريخ وطائرات متقدمتين.

في سياق التطورات المتسارعة في سوريا والمنطقة بشكل عام وحول الاوضاع السياسية والعسكرية في مدينة عفرين ومناطق النزاع المختلفة وحول العلاقات الكردية الروسية ومواضيع اخرى ذات صلة، قامت مراسلة (خبر24) سعاد عبدي بزيارة مقر حزب الاتحاد الديمقراطي (PYD) واجرت حوار مع عضو الهيئة التنفيذية ومستشار الرئاسة المشتركة للحزب (سيهانوك ديبو) وهذا نص الحوار:

1: البعض يدعي بأنه بعد احتلال عفرين يجب ان نترك السياسة ودعوة الحقوق الكردية ما ردكم على ذلك ؟

بدون أي شك أن نكسة عفرين هي مصيبة ألمت بالكرد والشعب الكردستاني والقوى الديمقراطية بعمومها وهذا لا يعني أن مسيرة الشعوب ومعركة النضال من أجل تحقيق الحرية هي يجب تكون دائما وفق نتائج إيجابية او محفوفة بالنصر دائما. عودتنا مسيرات الشعوب كما ان قراءات التاريخ أيضاً تؤكد ذلك بأن الحقوق او القضايا حتى تحل تمر بعدة منحنيات ومستويات في الوقت نفسها، أعتقد بأن مسألة عفرين في هذا المضمار يشكل مفهوما حقيقيا للسياسة الدولية غير الاخلاقية التي تم مشاهدتها .

عفرين كانت مدينة تدار من قبل نموذج ادارة مدنية ديمقراطية ولكن إثر سياسة لعبة الدول رأينا كيف تم مقايضتها بعدة مناطق سورية كانت تتبع لما يسمى بالمعارضة السورية المسلحة، ناهيكم عن ملفات اخرى خارج سوريا كما في وسط آسيا وملفات أخرى واصلة حتى اوكرانيا، بالعكس تماماً نعتقد بأن حجم التنازلات التي قدمتها تركيا من أجل روسيا وإيران حتى السماح لها باحتلال وشن العدوان على الكرد، يؤكد بأن مشروعنا لا بد من الاستمرار به وان المشروع الديمقراطي يجب تبنّيه من قبل القوى الديمقراطية والكردستانية ،و أؤكد مرة اخرى بأن حجم التنازلات التي رأيناها والتي لمسناها في تلك المقايضة غير الإنسانية نعتقد بأن هذا يؤكد من جانب آخر بأن مشروعنا هو الحل والذي لا بد من تقوية النضال والاستمرار به حتى الرجوع الى مشهد 19كانون الثاني 2018 ،قبيل اليوم الذي شن العدوان التركي واحتلال عفرين ،ولكن الآراء التي تؤكد ان نترك حقوق الكرد أو العمل السياسي نعتقد بأنها آراء عاطفية لا تنم عن حقيقة الشعب الكردي الذي يميزه في وضع معين أنه اكثر الشعوب التي تعرضت للخيانات والغدر وللمقايضات الدولية؛ والغدر في عفرين ليس وليد اليوم وليس في المؤامرة التي أودت إلى اعتقال قائد الشعب الكردي أوجلان 1999وليس إلى نكبة الكرد في العام 1975 وخيانة مهاباد و نسف كردستان الحمراء من قبل الاتحاد السوفيتي في وقت “ستالين ” ولوزان 1923 …. إنما الى ما قبلها بمئات السنين. هذا يعني بأن هذه القضية الحقة يجب دوام المقاومة من أجلها حتى الحل الديمقراطي. وفي ذلك فإن عودة عفرين وعودة شعبها مسألة وقت؛ فهي مسألة حاسمة وحتمية.

2:حزبكم يتعرض لحملات تشهير مستمرة ولكن في الآونة الاخيرة تم تصعيد هذا التشهير دون اي ردود فعل منكم ما السبب وراء صمتكم؟

في الحقيقة حزبنا حزب الاتحاد الديمقراطي الذي لم يتجاوز عمره 15 عاماً قدم في هذه الفترة الزمنية القليلة إنجازات كبيرة على المستوى الكردي في سورية أو الكردستاني أو حتى الإقليمي و الدولي. شخصنا الأزمة السورية واخترنا ولا نزال الخط الثالث؛ وكان لنا في ذلك مشروع الإدارة الذاتية وتم تأسيسه مع القوى والأحزاب التي نشبهها وتشبهنا، لكن؛ لمسنا منذ بداية الحراك الثوري السوري حملات تشهير ضد حزبنا كنا نتهم من قبل الاحزاب الشوفينية العروبية بخاصة المدعومة من تركيا وقطر بأن مشروعنا هو تقسيم سورية وفي الوقت نفسه كنا نتعرض لحملة تشهير من قبل الأحزاب الكلاسيكية الكردية في سوريا ،بأننا ليس لمشروعنا علاقة بالقضية الكردية. خلاف ذاك وذلك، و ما يميز اطراف التشهير بأنهم اجتمعوا في عدة تحالفات منها مثلا الائتلاف وكانوا يشكلون ما يسمى بوفد المعارضة إلى جنيف وإلى الأستانة ،في الحقيقة خلاف هذين الرأيين والآراء الأخرى ،فأن حزبنا لديه برنامج سياسي يربط بين حل القضية الكردية بشكل ديمقراطي وحل القضايا التي لا بد أن تحل والتي تشكل بمجملها سلة القضايا للأزمة السورية، نعلم بأن مصادر التشهير تتعدى هذه الأطراف السورية التي لا وزن لها اليوم وفقدت كل قيمة لها. نعلم جيداً أن مكامن هذا التشهير تتعدى هذه الأطراف والأحزاب لتصل إلى النظام الفاشي التركي.

3:ما هو وضع عفرين في الوقت الحالي؟

وضع عفرين الآن يشبه وضع سوريا، وسوريا نموذج مصغر عن وضع الشرق الأوسط ،والشرق الأوسط الذي يمر بأزمة تلو الاخرى، لا يمكن فصلها عن وجود أزمة بحد ذاتها في النظام الدولي العالمي ،والعالم كله يمر في أزمات. ومشهد عفرين يمكن تسميته بالمرحلة الثانية للشرق الأوسط برمته ،قلنا سابقاً من عند عفرين تتجه سوريا إما إلى الحل أو التقسيم، والوضع في عفرين اليوم الجميع يعلم بعد 58 يوماً من المقاومة البطولية كنا نعلم بأن المقاومين لا يقاومون الطائرات الحربية التركية فقط وإنما ايضاً يناضلون ضد الدعم الروسي لتركيا ،ويناضلون ضد تواطئ كل من إيران والنظام السوري حتى احتلت تركيا عفرين. نعلم إننا نناضل ضد الصمت الدولي أيضاً.

حقيقةً كل هذه الأمور هي مدعاة للتوقف عندها ولكن نعلم أن المقاومة دخلت مرحلتها الثانية ومتأكدين اليوم قبل أي يوم آخر إن هذه المقاومة ستُتكلل بالنصر ،وعفرين اليوم تتعرض لحملة تغيير ديموغرافي ممنهج ما بعد الاحتلال التركي. لكن نؤكد بأن عفرين لن تكون مثل الغوطة ولن تمر تلك المخططات لتغيير معالمها واقتلاع جذورها وانتمائها الكردي والكردستاني وحتى السوري ، نعتقد أن عفرين ستكون في فترة قادمة سوف تعود الى مشهد 19 كانون الثاني 2018 أي اليوم الذي سبق شن العدوان التركي على عفرين. نكرر إما عفرين أو سوريا. إما الحل السياسي أو التقسيم والتفتيت.

4:كيف هي علاقتكم الآن مع الجانب الروسي؟

حقيقةً كانت للإدارة الذاتية الديمقراطية علاقات متميزة مع الجانب الروسي وكنا ننظر إلى موسكو في الإدارة الذاتية الديمقراطية على إن له تأثير أساسي في حل الأزمة السورية كما القرار الأممي 2254 كنتيجة لاجتماعات فيينا 2015 الذي رأى في روسيا وامريكا انهما راعيان للأزمة السورية ،لكن بعد عفرين نعتقد بأن روسيا بات ينظر إليها بمعرض الشك والشبهة ليس فقط من قبل الكرد إنما عموم شعب سوريا. وأنها فقدت مثل هذا الدور، وإنها لا تصلح ان تكون راعية لحل الازمة السورية.

يرى عموم شعب سوريا بكامل مكوناته المجتمعية بأن روسيا هي دولة احتلال وساعدت لاحتلالات أخرى ،مثل احتلال تركيا لمناطق سورية بدءاً من (جرابلس واعزاز والباب وصولاً الى مدينة عفرين والاستانات وخاصتاً الاستانة 9) التي منحت تركيا 12 نقطة مراقبة، سميت نقاط انتشار لكنها في الحقيقة هي نقاط وقواعد للاحتلال ولتعقيد الأزمة السورية، وكانت لدى الإدارة الذاتية علاقات سياسية جيدة مع الجانب الروسي ،وكانت هناك تفاهمات عسكرية وعلاقات عسكرية وآخر هذه التفاهمات ما جرى في اكتوبر تشرين الاول 2017 في الجانب الذي يتعلق بالريف الشرقي لدير الزور، وكانت هناك بالأساس نقاط تمركز وقواعد عسكرية للشرطة الروسية في عفرين ولكن روسيا قدمت نموذجا سيئاً للعلاقات.

نؤكد بأن مشروع الإدارة الذاتية الديمقراطية والفيدرالية الديمقراطية لشمال سوريا هي مشاريع لحل الأزمة السورية ولكن نؤكد في الوقت نفسه إننا منفتحون لتكون هناك علاقات متوازية ومتوازنة مع كل من يعنيه حل الأزمة السورية؛ ومن جانب آخر إذا ما صححت روسيا تلك الخطايا وليست الأخطاء، تلك الخطايا بحق عموم شعب سوريا وبشكل خاص بحق “الشعب الكردي” في سوريا، وأن تكون طرفاً مساعداً للتحرير أو إنهاء الاحتلال التركي للمناطق السورية عموماً وخاصةً في عفرين نعتقد بأننا جاهزون لعلاقة أخرى خاصةً في ظل تعقيدات جمة تنال الأزمة السورية ومصطلحات فرضت علينا كسوريين وككرد منها ما يسمى بشرق الفرات وغرب الفرات .

5:تركيا تروج لمقايضة منبج بمنظومة اس400 الروسية وطائرات اف 35 الأمريكية، برأيكم هل ستنجح هذه الصفقة ؟

تركيا هي أكثر الأطراف التي تخسر بشكل يومي في سوريا، نعتقد بأن أحد أسباب احتلال تركيا لعفرين هي كانت بمثابة تصدير الأزمة السياسية الداخلية التي تعاني منها تركيا هذه من ناحية, ومن ناحية اخرى تريد اليوم من خلال تبكير الانتخابات البرلمانية والرئاسية في تركيا ،ولفت انتباه الشعوب في تركيا الى المسألة الاقتصادية المتدهورة التي تعاني منها تركيا.

على العموم تركيا اليوم في الحقيقة تتخبط من مرحلة الى مرحلة أخرى وتخسر وهي اليوم في أسوء علاقة مرت عليها منذ نشوء تركيا وحتى اليوم ،علاقات سيئة مع عموم الأطراف الدولية وحتى دول الجوار هي بعلاقة سيئة مع هذه الدول ،والجميع يعلم ما ينتظر تركيا بعد أقل من شهر لأن الانتخابات سوف تكون لها تأثير مباشر على مستقبل تركيا، ومسألة المقايضات جعلت تركيا في نظر الجميع تشبه بالتاجر الرخيص جداً الذي لا قواعد له ولا مبادئ ،انما أردوغان ينظر إلى نفسه بإنهُ كبير التجار في تركيا, باع واشترى في المعارضة السورية أكثر من مرة منذ تشرين الأول 2016 عندما قايض حلب باحتلال جرابلس. وعفرين مقابل الغوطة وإدلب وجسر الشغور وحتى ملفات خارجية ،اعتقد أن هذه المسألة تتعدى قدرة تركيا إذْ ليست لديها اتخاذ رفاهية القرار في مثل هذه النقاط العسكرية لأنها بمثابة تحدي لأمن واستقرار هذه المناطق ،انما مناطق كثيرة سواء في الشرق الأوسط وعلى اعتبارها كعضو في حلف الناتو من ناحية، بالإضافة الى النقاط التي تشترك وإياها مع الاتحاد الأوروبي اعتقد بأن مثل هذه الصفقة لن يكتب لها النجاح إذا ما كان هناك علاقات مستجدة أو تفاهمات مع تركيا وروسي.ا ولكن هناك ايضاً تفاهمات مع الجانب الروسي والجانب الأمريكي والاتحاد الأوروبي ،مثل هذه الصفقة لا تختصر على كل من موسكو و أنقرة وإنما هناك الكثير من الامور بأي شكل من الأشكال. نعتقد بأن منبج لسببين السبب الأساسي وجود مجلس مدني ومجلس عسكري يمثل عن إرادة الشعب في منبج من ناحية ،ومن ناحية آخرى التفاهمات في المجلس العسكري لمنبج والتحالف الدولي وبالأخص الوجود الفرنسي وفكرة توسعة التحالف الدولي عربياً، نعتقد بأن هذه الامور تكون عصية على تركيا أن تترك منفلتة العقال أكثر مما سبق. فتركيا اليوم دولة مارقة يجب أن ننتظر أن يتم محاسبتها وليس منحها صواريخ وطائرات متقدمتين.

زر الذهاب إلى الأعلى