المجتمعمانشيت

ساكينا ورفيقاتها رموز نضال المرأة وكفاحها في العالم

ست سنوات تقريباً مرّت على الجريمة البشعة المتمثّلة باغتيال (ساكينا جانسيز وفيدان دوغان وليلى شايلمز), وتعتبر هذه الجريمة حلقة من مسلسل الجرائم والاغتيالات التركية بحق الكرد.

في 9 كانون الثاني 2013 قام عناصر من المخابرات التركية باغتيال المناضلات الثلاث في العاصمة الفرنسية باريس, ووقعت هذه الجريمة عندما دعا الزعيم الكردي (عبد الله اوجلان) من الأسر في تركيا  إلى إطلاق محادثات سلام بين الدولة التركية وحزب العمال الكردستاني, وكان من المأمول أن تؤتى عملية السّلام هذه ثمارها, ولكن أردوغان وحزبه بسبب الكره والعداوة والحقد على الكرد نَقَضَ هذا الاتفاق.

من هي ساكينا جانسيز؟

 ساكينا هي ابنة مدينة (ديرسم) الواقعة في باكور (شمال) كردستان من مواليد 1957، وورثت روح المقاومة والثورية من موطنها (ديرسم), وسطرت تاريخاً عظيماً بمقاومتها

الشّهيدة (ساكينا) بوقفتها وتنظيمها ومعرفتها كانت شخصية مؤثرة جداً، وكان لها الفضل الكبير في تنظيم الفئة الشابة، ونقلت هذه الفئة من الحياة البسيطة إلى السياسة والحياة المليئة بالمعاني, وبثت دوافع إيجاد الحقيقة في داخل الشباب.

وبسبب الاضطهاد الّذي كانت تنالها من قبل الدولة التركية حصلت (ساكينا)على حق اللجوء السياسي في فرنسا لتكون في ملاذٍ آمن بعيدة عن خصومها في تركيا، لكن حياتها وحياة زميلاتها انتهت من خلال جريمةٍ وحشية ببصماتٍ تركية شوفينية.

كانت (ساكينا) من المؤسسين لحزب العمال الكردستاني, وقضت سنوات عديدة في السجن بظروف سيئة, كما جرى تعذيبها في سجن (آمد) في الثمانينات, وكانت تقود حركة الاحتجاج من داخل سجنها, وبعد إطلاق سراحها انضمت إلى الكفاح المسلح من أجل تحرير كردستان.

(ساكينا) هي قوة إلهامٍ لحركة المرأة الكردية, وتبقى رمزاً للأمل لنساء الشرق الأوسط.

فيدان دوغان

فيدان دوغان من  مواليد عام 1982 في البستان بباكور كردستان, وكانت ناشطة كرديّة تعمل في مركز الإعلام الكردي في باريس, وعضواً في المؤتمر الوطني الكردي في بروكسل.

انتقلت مع عائلتها إلى فرنسا عندما كانت صغيرة, ونشأت في ستراسبورغ حيث أكملت تعليمها الجامعي, وكشفت التحقيقات بعد استشهادها بأنها كانت معروفة جيداً في الأوساط السياسية وقريبة جداً من القائد عبد الله أوجلان .

 وقد قدّم رئيس البرلمان الأوروبي (مارتن شولز) التعازي شخصياً لأسرتها.

تم استهداف المناضلات الثلاث وقتلهن بسبب أنشطتهنّ السياسية من أجل قضية الشعب الكردي.

 وفي 23كانون الثاني 2017 كان من المقرر أن تبدأ محاكمة القاتل المزعوم في (عمر غونيه), ولكنه  توفي في السجن قبل ذلك الموعد, ووفقاً لمعلومات القضية كان (غونيه)على صلة بأجهزة الأمن التركية في أنقرة, وكان الدّور الذي لعبته المخابرات التركية واضحاً في لائحة الاتهام عند قاضي التحقيق, لذلك لا يمكن اعتبار القضية مغلقة بمجرد وفاة الشخص الذي نفذ عملية الاغتيال, فالقضية أعمق من ذلك بكثير.

 الفعاليات التي تم تنظيمها باقتراب ذكرى الاغتيال

دعت حركة المرأة الكردية في أوروبا (IRKWM) إلى مظاهرة يوم السبت 12 كانون الثاني في باريس للمطالبة بتحقيق العدالة في قضية اغتيال الناشطات الكرديات الثلاث (ساكينا وفيدان وليلى)  اللواتي قُتلن في باريس 9كانون الثاني 2013.

نص الدعوة

(نحن ندين اغتيال (ساكينا وفيدان وروجبين) و نجدّد احتجاجاتنا ضدّ المؤسسات الفرنسية والحكومات المتعاقبة التي لم تتصرف بعد من أجل العدالة عندما يعرف مرتكبوها والرعاة.

على مدى ست سنوات وحتى الآن، الشعب الكردي وأصدقاؤه يناضلون من أجل إظهار الحقيقة في هذه القضية، وإظهار الدور الذي لعبته الحكومة التركية للعلن, ففي 17كانون الأول 2016 منعت وفاة القاتل المزعوم المحاكمة المقرّرة إجراؤها في 23 كانون الثاني 2017، ويجب الأخذ في الاعتبار الطبيعة السياسية للجريمة وتدهور صحة غوني المعروفة منذ اعتقاله بالنسبة للمحكمة في الدولة, وبتأجيل هذه المحاكمة أهدرت فرنسا فرصةً حاسمةً لمحاولة كشف جريمة سياسية ارتُكبت على أراضيها.

هذا الهجوم اللاإنساني ضدّ الناشطات الثلاث هو هجومٌ على أنصار حركة المرأة الكردية, وهو هجوم على وجود جميع النّساء, ونحن نعلم أن جريمة القتل هذه والإفلات من العقاب هو الاعتداء على نضال المرأة من أجل الحرية والمساواة والعدالة والديمقراطية, ونحن نعلم أن كل العنف ضد المرأة سياسي وأيديولوجي.

ندعو جميع النساء للمشاركة في المسيرة العظيمة ضدّ عدم محاسبة القتلة ومنح  العدالة( لساكينا و فيدان وليلى).

(ثلاث نساء، ثلاثة أجيال، ثلث ناشطات سلامٍ قُتلن في باريس، الإفلات من العقاب يجب ألا ينتصر، الإفلات من العقاب يجب أن يتوقف).

الموقعون: (المسيرة النسائية العالمية)، (الشبكة النسوية “Ruptures” )، (التنسيق الفرنسي ل لوبي النساء الأوروبيات (CLEF) ، فرنسا- كردستان) ، (اتحاد النساء الاشتراكيات (SKB) )، (لورانس كوهين) نائبة رئيس وفد حقوق المرأة ، (دانييل سيمونيه)  منسقة حزب اليسارالفرنسي، (حليمة منوهودج) نائبة رئيس البلدية المسؤولة عن التعاون اللامركزي, (الجماعة التحررية لمكافحة الجنس) ، (كاترين ساماري) برلمانية ، (فابيان ليفيبفري(عضو المجلس البلدي والمجال الإقليمي ل(فيتري-سور-سين )، (كريسيس كوربورال) إيكولوجية نسوية ، (رابطة النساء الإيرانيات من أجل الديمقراطية (LFID)) ، (مجموعة من الأمازيغيات في فرنسا) ، (حركة الشيوعيين الشباب في فرنسا) (MJCF)، (عصبة حقوق الإنسان) (LDH).

مظاهرة في باريس للمطالبة بالعدالة لساكينا وفيدان وليلى

أصدر مؤتمر الجمعية الكردية الديمقراطية الأوروبية (KCDK-E) بياناً بمناسبة الذكرى السنوية لاغتيال المناضلات الكرديات الثلاث في باريس,

أشار فيه بأنه سينظم مظاهرة في وسط باريس في 12 كانون الثاني 2019  داعياً إلى المشاركة العالية في المظاهرة للمطالبة بتقديم قتلة (ساكينا وفيدان وليلى)إلى العدالة.

وجاء في نص الدعوة

(المسيرة لن تطالب فقط بالعدالة (لساكينا وفيدان وليلى ), بل سنردّ بقوة على الدولة التركية وزعيمها أردوغان الذي يخطط لنفس مفهوم الإبادة الجماعية في الأجزاء الأربعة من كردستان.

وأردوغان كان رئيس الوزراء آنذاك، هو الآن رئيس الجّمهورية التركية, وهو ارتكب مجزرة (روبوسكي)، وارتكب المجازر في (عفرين وكوباني  والباب ، وجرابلس ، وباكور كردستان)، وأردوغان هو المحرّض على عمليات القتل في باريس).

وكان أردوغان قد قال عندما كان رئيساً للوزراء:

(إن من واجب الدولة التركية القضاء على أعضاء المنظمات الإرهابية أينما كانوا)

ومذبحة باريس كانت مثالاً واضحاً على ذلك, فهو نقل حربه القذرة ومذابحه إلى أوروبا، وكانت تجربة اغتيال المناضلات الثلاث البداية).

كما شدّد البيان على أن أردوغان نفذ هذه السياسة ضدّ ثورة روج آفا التي تقودها المرأة، وضد المشروع القائم على مبادئ الديمقراطية والحرية في روج  آفا, فعملت تركيا وأردوغان على الإبادة الجماعية الهائلة للكرد).

كما جاء في البيان:

هذه المجزرة شهدت دوراً لعبته بعض الدول والقوى السياسية, ونحن نعلم أن فرنسا وألمانيا ليستا بريئتين في هذا الصدد, فهناك معلومات خاصة بالدولتين تثبت بأن لهما علاقة مع تركيا في هذه الجريمة, وكل هذا يبين لنا أنه لا يوجد سوى شيء واحد يمكننا القيام به, إنها المقاومة.

و الواجب الأساسي للشعب الكردي وأصدقائه هو أن يطلبوا العدالة لمذبحة باريس.

ودعا البيان أيضاً إلى دعم النائبين (حاكاري هبكاري ، ليلى غوفن) اللذان أضربا عن الطعام لمدة 61 يوماً للمطالبة بإنهاء نظام العزلة المفروض على زعيم الشعب الكردي السيد أوجلان.

دعوة للتعبئة الدولية في12 كانون الثاني

دعت كل من منظمة (Red Rescue) في جنيف ومنظمة (الإغاثة البلجيكية الحمراء) إلى التعبئة الدولية لمظاهرةٍ يوم السبت 12 كانون الثاني في باريس, لمطالبة العدالة الفرنسية بتسليط الضوء على الاغتيال السياسي الثلاثي للناشطات الكرديات (ساكينا جانسيز وفيدان دوغان وليلى شاليميز).

نص الدعوة

في كانون الثاني 2013 ، قُتلت كلٌّ من (ساكينا جانسيز وفيدان دوغان وليلى شايلميز) اللاتي كُنَّ جزءاً من الحركة الثورية الكردية على يد عميلٍ للحكومة الفاشية التركية في باريس.

(ساكينا جانسيز) هي رمزٌ للنضال الثوري في كردستان, وهي من المؤسسات لحزب العمال الكردستاني (PKK), سجنت في السجون التركية لمدة 12 عاماً، وتعرضت للضرب والتعذيب, وبعد إطلاق سراحها من السجن استمرت في النضال داخل حزب العمال الكردستاني ثم في أوروبا لتُعرّف بقضية شعبها, وشاركت بنشاطٍ في الحركة الكردية في أوروبا مع (فيدان وليلى) اللتان استُشهدتا معها.

 لقد فضحت هؤلاء النسوة الثلاث الدولة الفاشية التركية و أردوغان وحزبه, وكَشَفنَ جرائمه وإرهابه وفاشيته للعالم, ومن أجل هذا السبب تمت تصفيتهن.

لكن كفاحهنّ لم يمت معهن, كفاحهنّ يستمر في الجبال, في قنديل وزاغروس و ديرسيم, ويظهر استمرار كفاحهنّ عمليّاً  في ثورة روج آفا, ففي هذه المنطقة من شمال سوريا يجري بناء نظام سياسي تقدمي وشعبي, يلعب فيه تحرير المرأة دوراً رئيسياً, والمرأة في طليعة الحركة الثورية.

والآن أصبحت روج آفا مهددة أكثر من أي وقتٍ مضى, فبعد قتال الدولة الإسلامية (داعش) واقتراب هزيمتها أصبحت قوات روج آفا الثورية الآن مهددةً من قبل تركيا وحلفائها الإسلاميين, وتستعد ميليشيات مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية والقاعدة السابقين للهجوم إلى جانب الجيش التركي على المناطق الكردية.

وروج آفا تمثل تهديداً لجميع الدول الاستبدادية والرجعية, ولهذا السبب فهي مستهدفة, ونحن كثوارٍ في أوروبا يجب علينا الدفاع عن المشروع الثوري لروج آفا, والوفاء لذكرى رفيقاتنا الثلاث اللواتي قدمن كلّ شيء للنضال).

ندعو إلى تعبئة دولية في ذكرى استشهاد( ساكينا وفيدان وليلى) السبت 12 كانون الثاني في باريس، 10:30 Gare du Nord.

تضامن ثوري مع المقاتلين الكرد

تولوز- فرنسا, مظاهرة يوم 9 كانون الثاني

تمر ست سنوات على اغتيال ثلاث مناضلات كرديات بوحشية في باريس في 9 كانون الثاني 2013, ومنذ ذلك الوقت القضاء الفرنسي يتسكّع على الأقدام بدلاً من أن يقوم بتسليط الضوء على هذا الاغتيال السياسي الثلاثي الّذي ينطوي على خدماتٍ سريةٍ للدولة التركية.

وفي عدة مدن في العالم, سيكون الكرد وكلّ من يدعمون القضية الكردية في الشارع لطلب العدالة من أجل (ساكينا وفيدان وليلى)

وفي مدينة (تولوز) الكرد وكل من يدعم القضية الكردية سيتظاهرون يوم الاربعاء 9 كانون الثاني 2019 في الساعة 17

بلديّة باريس ترفع صورة ساكينا ورفيقاتها

بلدية الدائرة 10 في باريس تشيد بالمناضلات الكرديّات الثلاث اللواتي قُتلن في باريس في 9 كانون الثاني 2013.

حيث علقت البلدية لافتةً عملاقة على واجهتها, عليها صور ساكينا ورفيقاتها, مع نصٍّ مكتوبٍ:

(المناضلات الكرديات الثلاث اللواتي قتلن في 9 كانون الثاني 2013 في منطقة باريس 10).

مجزرة باريس كانت خطة دولية

البرلمانية في حزب الشعوب الديمقراطي بولاية آمد (صالحة أيدنيز)  قالت:

 ننظر إلى 9 كانون الثاني عام 2013كأحد أصعب الأيام  على الشعب الكردي، فهذه المجزرة ارتُكبت قبل بدء حوارٍ بين القائد أوجلان والنظام التركي، وفي الوقت الذي كان هذا الحوار يهدف إلى السلام في البداية، جاء اغتيال رفيقاتنا الثلاث بهذه الصورة الوحشية ليظهر كيف أن الديكتاتورية التركية من المستحيل أن تكون صالحة للسلام.

كما أكدت (أيدنيز) بأن المؤامرة الدولية الّتي بدأت ملامحها مع تسليم القائد الكردي عبد الله أوجلان عام 1999 للدولة التركية، وجاء اغتيال سارة وروجبين وروناهي كجزءٍ من أجزاء هذه المؤامرة.

وأضافت أيدينز:

 ارتكبت مجزرة باريس أمام أنظار العالم بنفس الصورة التي تتمّ بها الهجمات المتتالية الآن على روج آفا (غرب كردستان) والعالم يتفرج ولا يعقّب.

وأشارت أيدنيز إلى أنه منذ مجزرة باريس وحتى الآن لم تسع حكومة العدالة والتنمية للعمل على وضع أية حلول إيجابية, بل وسعت من هجماتها وتهديداتها ضد الشعب الكردي, وقالت:

منذ اللحظات الأولى لعملية الاغتيال تبين الطرف الذي ارتكب هذه المجزرة، فهم سعوا بهذه العملية الإجرامية لبثّ الفوضى، لذلك فإننا نرى إن في شخص ساكينا ورفيقاتها مقاومة كافة النساء المناضلات اللاتي قدمن أرواحهن فداء للحرية, وهن شعاع الأمل والحرية.

وأضافت: رغم الرسالة التي أرسلها مرتكبو جريمة اغتيال ساكينا ورفيقتيها، وتهديدهم الواضح للمجتمع الكردي إلا أننا نعاهد بالسير على دربهنّ وتوسيع نظام مجتمعنا ومقاومة المرأة، وسنسير على خطى سارة (سكينة) وسنواصل مسيرتنا مهما كانت المعوقات من حولنا.

كلمة المحرر:

كل المجازر والجرائم المرتكبة بحق الشعب الكردي تكون بيد الأتراك, فبعد اغتيال ساكينا ورفيقاتها ومجازر روبوسكي وجزرا وشرناخ وعفرين يحاول أردوغان وحاشيته الفاشية إبادة الكرد في سوريا, وليس أمامنا سوى النضال والمقاومة في وجه عدونا التاريخي, ولكن ما نتأسف له هو أن بعض الكرد يساندون أردوغان ويحضونه على ذبح الكرد, فأن تُقتل بمواجهة عدوك هو فخر وعزة, وأمّا أن تقتل بالغدر والخيانة فهو أمرٌ مؤلمٌ على مرّ العصور والأجيال.

ثورة المرأة في روج آفا نجحت وانتصرت لأنّ القدوة فيها كانت تضحية ساكينا ورفيقاتها, ومن بعدهنّ آرين ميركان وأفيستا خابور وبارين كوباني, وما زالت التّضحيات والبطولات مستمرّةً حتى تحقيق النصر.

زر الذهاب إلى الأعلى