الأخبارمانشيت

ساروخان: الدفاع هو حق مشروع لنا وحجج تركيا غير صحيحة

في لقاء لصحيفة الاتحاد الديمقراطي مع عبدالكريم ساروخان عضو المجلس العام لحزب الاتحاد الديمقراطي PYD, حول العملية العسكرية التي أطلقتها دولة الاحتلال التركي على شمال وشرق سوريا، بدأ ساروخان حديثه بالقول:

التهديدات التركية وتحشيد قواتها العسكرية على الحدود مع مناطق شمال وشرق سوريا ليست بالأمر الجديد بالنسبة لنا, فعبر التاريخ الكردي دائماً كنا بمواجهة هكذا تهديدات من تركيا, ومنذ تولي أردوغان رئاسة تركيا ورئاسة حزب العدالة والتنمية التركي, يومياً يطلق التهديدات عل مناطقنا وقد نفذ الكثير منها, فقد هاجم شنكال وقرجوخ وهاجم عفرين واحتلها, وكذلك يهاجم جنوب كردستان, وكذلك جعل إدلب تحت وصايته واحتل الباب وجرابلس, وأطلق الكثير من التهديدات باحتلال منبج ولكنه لم يصل إلى نتيجة,  وبقراءة سياسية للوضع السوري نجد أن تركيا هي السبب الرئيسي لديمومة الأزمة السورية واستمراريتها.

كما أشار ساروخان إلى أن أردوغان وحكومته وبعد انقضاء 8 سنوت على الأزمة السورية وثورة روج آفا لم يحقق أياً من أهدافه وأجنداته, وصار يسلم مناطق المعارضة المرتهنة له إلى النظام وروسيا ضمن صفقات, وقال:

بعد قمة أستانا الأخيرة تم عقد بعض الاتفاقات بين روسيا وتركيا وإيران, ومن المعلوم أن تركيا سلمت بعض المناطق التي كانت تسيطر عليها المعارضة السورية إلى روسيا والنظام السوري, وانحصرت الأزمة في إدلب التي لم يتم أي توافق بخصوص وضعها بين ثلاثي أستانة, لأن أردوغان لم يستطع تمرير قرارته على جبهة النصرة وإلزامها بالتنفيذ, ولذلك برزت هناك خلافات بينه وبين روسيا والنظام, ومن خلال هذه القمة اتفق ثلاثي أستانة على بعض البازارات أو المقايضات على شمال وشرق سوريا, وتم إعطاء الضوء الأخضر لأردوغان من أجل الهجوم على شرق الفرات مقابل إدلب, وهذا الأمر ليس جديداً علينا لأن كل طرف إقليمي ودولي منخرط في مشكلة الشرق الأوسط يبحث عن مصالحه ويعمل من أجلها.

كما بين ساروخان أن حكومة تركيا وبسبب خساراتها المتتالية في الملف السوري وخسارتها لحلفائها الدوليين ووضعها الاقتصادي الذي يتردى يوماً بعد يوم, وانخفاض شعبية حزب العدالة والتنمية ضمن المجتمع التركي, والمعارضة التركية صارت قوية من خلال فوزها بالانتخابات المحلية في المدن الكبرى بتركيا, تشنّ هجوماً عسكرياً خارجياً وقال:

عن طريق شن حرب خارجية يوجه أردوغان أنظار الشعب التركي إليه ويشغله عن المشاكل الداخلية السياسية والاجتماعية, وهو يخشى من الناحية العسكرية على حكومته بحصول انقلاب عسكري ضده كما حصل سابقاً, والحرب الخارجية ستشغل الجيش وتبعد خطره عن أردوغان ريثما يتسلم زمام الأمور من جديد, ولأن الفترة الانتخابية باتت قريبة فأردوغان من خلال شن حربٍ على الكرد والمشروع الديمقراطي القائم في شمال وشرق سوريا تحت شعار أهداف قومية سيجمع الأتراك حوله وسيوسع قاعدته الشعبية”.

وشدد ساروخان على أن الهجوم تركي يؤدي إلى إبادة وقتل عام لجميع مكونات المنطقة, ولذلك لا سبيل أمامنا سوى المقاوم والدفاع عن أنفسنا.

وأضاف ساروخان: نحن كحزب الاتحاد الديمقراطي أصحاب المشروع الديمقراطي في شمال وشرق سوريا لا نشكل تهديداً لتركيا ولم نقم بأية أفعال تشكل خطراً على أمنها  وننظر إليها كدولة جارة ونسعى إلى حل المشاكل بيننا بالحوار, ولكنها هاجمتنا لذلك سوف نقاوم بكافة الوسائل الدفاعية وسنتواصل مع جميع الأطراف الدولية والجهات المعنية, والدفاع هو حق مشروع لنا, وحجج تركيا غير صحيحة في أننا نشكل خطراً عليها, فنحن لم نكن موجودين في جرابلس أو إدلب أو حتى في ليبيا ومصر, وتركيا تتدخل في كل هذه المناطق والدول.

وبالنسبة للتخاذل لأمريكي أوضح ساروخان قائلاً:

أمريكا هي القائد للتحالف الدولي ضد داعش, وقوات سوريا الديمقراطية هي جزء أساسي من هذا التحالف, ونحن شركاء في محاربة داعش التي ما تزال تشكل خطراً كبيراً على سوريا والعالم, ويوجد لدينا أكثر من 70 ألف من عوائل داعش وعشرات الآلاف من المقاتلين وهم يشكلون خطراً على الإنسانية جمعاء, والسياسة الأمريكية غير واضحة اتجاه المنطقة وباعتقادي أنها تحاول إدخال تركيا إلى مستنقع تغرق فيه, لأن أمريكا لا تريد المواجهة العسكرية المباشرة مع تركيا, وإنما تريد أن تواجهها قوة أخرى, ولذلك لن تقول لتركيا أننا سنمنعك من الدخول إلى سوريا أو سنواجهك عسكرياً, ولتبين للعالم أن تركيا تتصرف لوحدها وتغرد خارج السرب الدولي ويجب أن يتم إيقاف اردوغان أو تأديبه, ويبدو أن القوة الوحيدة التي تستطيع مواجهته هي قوات سوريا الديمقراطية ووحدات حماية الشعب والمرأة, واعتقد أن هذا القرار الأمريكي معه المفاجآت ونحن سننتظرها, لأن تصريحات ترامب فيها الكثير من التناقض, وأمريكا لم تعطنا أية وعود ونحن لا نعتمد على أمريكا ونستقوي بها كي تحمينا, وأعتقد أنه في الفترة القادمة ستتوضح الأمور وسنكون نحن الكاسبون والأمر يتطلب المقاومة والدفاع كما قاومنا ودافعنا ضد داعش, فالموقف الأمريكي ليس موقف ترامب لوحده, فترامب يغرد خارج سرب القيادة الأمريكية, وموقفه مناقض لمواقف الكونغرس والبنتاغون, ونعتقد أن عجلة الحل السياسي في سوريا ستنطلق بعد حربٍ نخوضها ضد الأتراك.

زر الذهاب إلى الأعلى