الأخبارمانشيت

رئيس مركز القاهرة للدراسات الكُردية: – دميرتاش مناضل كبير صمد في وجه ديكتاتور كبير

تحدث السيد عبد الفتاح علي رئيس مركز القاهرة للدراسات الكُردية” في حوار خاص مع آدار برس عن الانتخابات البرلمانية والرئاسية التي تجرى في تركيا قائلاً:

“تجري الانتخابات الرئاسية التركية في نفس الأجواء المعتادة كما كل الانتخابات السابقة سواء البرلمانية أو الرئاسية، يعني ليس هناك جديد في أجواء هذه الانتخابات، هي نفس الإجراءات التي يتخذها نظام أردوغان وحزبه، حزب العدالة والتنمية، سواء من حيث السيطرة على الشارع بمختلف الوسائل المشروعة وغير المشروعة، تأجيج مشاعر المواطنين القومية بمزاعم وأكاذيب باطلة للأسف غالباً ما تكون نتائجها إيجابية على أردوغان وحزبه، كذلك هناك استمرار في التضييق على الحريات العامة والشخصية وحرية الإعلام والتعبير موجهة ضد كل المعارضين لأردوغان ونظامه وحزبه، التقييد الكبير على كل المرشحين المنافسين لأردوغان وفي المقدمة منهم بالطبع صلاح دميرتاش الذي له نصيب الأسد من هذه الممارسات، علاوة على أن أردوغان أحكم قبضته تماماً على مختلف مؤسسات الدولة التركية سواء القضاء أو الشرطة أو الجيش، وهو ما يستغله في توجيه الأمور لصالحه في أي انتخابات”.

“وبالتالي فإنني لا أتوقع أن تكون هذه الانتخابات مختلفة عن سابقاتها من حيث النزاهة والشفافية والحرية للناخبين والمرشحين، وحسب متابعتي ومعي الكثيرون غيري ممن لا نتوقع أن يحقق المرشحون المنافسون أي مفاجآت في الانتخابات، فأردوغان لن يسمح لهم حتى بالحصول على ما يستحقونه من أصوات ونتائج”.

وأضاف رئيس مركز القاهرة للدراسات الكُردية السيد:

“ليس خافيًا على أحد أن فوز أردوغان في هذه الانتخابات أمر مضمون للغاية، وهذا ما يعرفه الجميع سواء في الداخل التركي أو في المحيط الإقليمي أو الدولي، الجميع يعلم وعلى ثقة من أن هذه الانتخابات تجري في أجواء غير ديمقراطية وغير نزيهة، وبالتالي فإن كل الطرق تؤدي إلى فوز أردوغان وإلى مزيد من إحكامه السيطرة والهيمنة على الأمور في تركيا، أما من يتوقعون خسارته فهؤلاء قلة، لكن كل الشواهد والواقع تؤكد أن أردوغان سيفوز، وتبقى التوقعات في سقوطه مجرد آمال لا تسنده أي شواهد أو وقائع”.

وحول منح الحكومة التركية الجنسية لأكثر من 30 ألف لاجئ سوري، لكسب أصواتهم في الانتخابات, علق السيد بالقول:

“هذه إحدى الوسائل التي لجأ إليها أردوغان لحسم المعركة الانتخابية، وبالطبع فإن أصوات هؤلاء الثلاثين ألف سوري سوف تذهب لا محالة إلى أردوغان، فهو في رأيهم صاحب فضل عليهم ولابد أن يردوا له المعروف، ولم يكن أردوغان يهتم بأي عوامل إنسانية عندما فتح حدوده أمام اللاجئين السوريين ـ الموالين له بالطبع ـ فقط هو كان يخطط للحصول على الكثير من المكاسب من وراء استخدام ورقة اللاجئين، سواء من الدول الغربية، أو باستخدامهم فيما بعد لحسم أي انتخابات تجري في تركيا، علاوة على استخدامهم في أمور أخرى، وليس الانقلاب المزعوم من ذلك ببعيد”.

وفي إشارة إلى الازمة السورية تحدث السيد:

 “في الحقيقة لا أستبعد أي احتمالات أو سيناريوهات في الأزمة السورية، كل الأمور متوقعة وليست مستبعدة، الجميع في سوريا يبحث عن مصالحه الخاصة على حساب الشعب السوري، وبالتالي فإنه كما تمت صفقة تركية ـ أميركية، فإنه ليس مستبعداً أن نشهد صفقة جديدة بين روسيا وتركيا، ولا ننسى أن أردوغان ماهر جداً في عقد هذه الصفقات، وهو شخص دأب على تغيير مواقفه تبعاً لمصالحه”.

وبالعودة إلى الانتخابات التركية المبكرة ونسبة الأصوات التي قد يكتسبها المرشح عن حزب الشعوب الديمقراطية “صلاح الدين دميرتاش” أوضح السيد:

“كما قلت من قبل، هذه الانتخابات محسومة النتائج قبل إجرائها، والفائز فيها معروف سلفاً وهو أردوغان، وهذا ليس لأن الشعب التركي بمختلف قومياته وطبقاته سيختاره، ولكن لأن أردوغان ونظامه اتخذا كل الاجراءات التي تؤدي لنتيجة واحدة هي فوزه في الانتخابات، وبالتالي فإنه وللأسف لن يتمكن السيد دميرتاش من تحقيق مفاجأة في انتخابات غير ديمقراطية كهذه، حتى أنه ربما لن يحسب له الأصوات التي اختارته، سيتم حرمانه بالتزوير من نسبة كبيرة منها، لكن على كل الأحوال يبقى دميرتاش مناضلاً كبيراً صمد في مواجهة ديكتاتور كبير مثل أردوغان، وسيبقى دميرتاش أيقونة لمواجهة الديكتاتورية”.

زر الذهاب إلى الأعلى