الأخبارمانشيت

ديبو لـ آدار برس: الانتخابات التركية المبكرة لا مسند قانوني لها… وفوز أردوغان مستبعد… وديمرتاش هو الكردي الصح في المكان الخطأ

يتعلق أحد أهم اسباب احتلال تركيا لعفرين بتصدير الأزمتين الداخلية والخارجية التي تعاني منها تركيا، وإلهاء الشعوب في تركيا عن حالة الاعوجاج الكبير التي تعاني منها تركيا على كافة الأصعدة… أردوغان يدير أزماته، ويعالج الخطأ بالخطيئة، والآن يود استثمار احتلال عفرين لصالح أجنداته الداخلية.

ما يجري في تركيا اليوم لا يختلف كثيراً عنه في الأيام الأخيرة للسلطنة العثمانية. فرمان يتلو فرمان. لا وجود لحياة سياسية في تركيا حتى نتحدث عن تنافس حقيقي في الانتخابات؛ لقد أنهت سياسات أردوغان ذلك بشكل كبير.

يُنْظَرُ بشكٍّ كبيرٍ في إنسانية ذلك الكردي الذي يصوّت لأردوغان. في إنسانية ذلك التركي والعربي والعلوي والأرمني والسرياني وكل الشعوب الموجودة في تركيا، كيف لهم وتحت أي بند يصوّتون لأردوغان؟ الأخير الذي بات في خانة المتلبس والعداء لعموم الشعوب في تركيا.

صلاح الدين ديمرتاش: الكردي الصح في المكان الخطأ. السجن يليق بأردوغان وبرهطه الفاسد. محاولة شجاعة أن يترشح ديمرتاش من خلف القضبان ويواجه (أحكام) أولية تقدر بـ حوالي 140 سنة سجن. لكن فرص نجاح هذه المحاولة في ظل انهاء للحياة السياسية لا تبدو مشجعة.

إن فاز اردوغان في الانتخابات –هذا مستبعد بطبيعة الحال- فالأزمة التركية الداخلية ستتعمق ومن الممكن أن تتجه تركيا نحو التقسيم والتجزئة من بعد حالة الانقسام المجتمعية الكبيرة في تركيا اليوم، أما إن لم يفز –هذا هو المحتمل بطبيعة الحال- فتركيا متوجهة نحو تغيّرٍ كبير.

جاءَ ذلك في حوارٍ أجراه «آدار برس» مع مستشار الرئاسة المشتركة وعضو الهيئة التنفيذية في حزب الاتحاد الديمقراطي “سيهانوك ديبو” حول الانتخابات التركية المقبلة، وأسباب تبكيرها، وترشح “صلاح الدين ديمرتاش” من خلف القضبان كمنافس لأردوغان، وفيما إذا كان من المحتمل أن يفوز أردوغان في هذه الانتخابات أم لا.

وفيما يلي نص الحوار:

الانتخابات التركية على الأبواب… برأيكم ما أسباب تبكير الانتخابات الرئاسية التركية، حيث كان مقرراً إجراء الانتخابات في السنة القادمة؟

يتعلق أحد أهم اسباب احتلال تركيا لعفرين بتصدير الأزمتين الداخلية والخارجية التي تعاني منها تركيا، وإلهاء الشعوب في تركيا عن حالة الاعوجاج الكبير التي تعاني منها تركيا على كافة الأصعدة. تركيا الاقتصادية في أزمة خانقة أيضاً. مجموع هذه الأزمات تدل أنها في معرض الحرج، وخاصة من بعد اقدامها على احتلال عفرين وارتكابها جرائم حرب ضد الإنسانية بحق شعبها وإدارتها الذاتية الديمقراطية وبحق الشعوب في سوريا. إن أردوغان يدير أزماته. ويعالج الخطأ بالخطيئة. الآن يود استثمار هذا الاحتلال لصالح أجنداته الداخلية. بالأساس خطوة الانتخابات المبكرة لا مسند قانوني لها. فلا اعتبار قانوني لتشريع في ظل حالة الطوارئ.

أربعة مرشحين للرئاسة التركية ينافسون أردوغان في الانتخابات التركية… برأيكم كيف يمكن أن تجري الأمور في هذه المنافسة؟

لا نعتقد بأن جولة 24 حزيران تحسم النتائج. وأيضاً الجولة الثانية التي من المقرر أن تعقد في 8 تموز. تركيا تتجه إلى فراغ دستوري وتتحول حكومتها الحالية إلى تصريف للأعمال. وهذا ما يريده أردوغان بالضبط. بالأساس المجتمع في تركيا منقسم على نفسه منذ الخطوة غير الشرعية التي أقدم عليها أردوغان منذ أبريل نيسان العام الماضي وتحويل تركيا من النظام البرلماني إلى الرئاسي؛ إلى السلطنة. ما يجري في تركيا اليوم لا يختلف كثيراً عنه في الأيام الأخيرة للسلطنة العثمانية. فرمان يتلو فرمان. لا وجود لحياة سياسية في تركيا حتى نتحدث عن تنافس حقيقي؛ لقد أنهت سياسات أردوغان ذلك بشكل كبير. ونزول تصنيفها الائتماني إلى BB سلبي يعد بمثابة عدم رضا عالمي لما يحدث في تركيا ومؤشراً على انهيار الحياة الاقتصادية في تركيا في الوقت نفسه.

كيف يمكن أن يكون التصويت الكردي في تركيا، حيث استطاع اردوغان سابقاً الحصول على قسم من أصوات الكرد؟

أعتقد بأن هذا القسم ينكمش على نفسه كثيراً. لقد دمّر أردوغان مدن كردية في تركيا وهجّر شعبها وهدم آثارها كما الذي حدث في شرناخ وسور وجزره ونصيبين، وهذا لا يختلف عما فعلته الأنظمة التركية من مجازر إبادة بحق الكرد فيما مضى كما في مجزرة ديرسم ووان وبتليس وجولمرك وروبوسكي، وغيرها الكثير منذ أيام السلطنة العثمانية وحتى اليوم. وسياسات الإبادة التركياتية طالت الكرد في سوريا في عفرين وعموم روج آفا وسوريا. وطالتهم أيضاً في إقليم كردستان العراق. يُنْظَرُ بشكٍّ كبيرٍ في إنسانية ذلك الكردي الذي يصوّت لأردوغان. في إنسانية ذلك التركي والعربي والعلوي والأرمني والسرياني وكل الشعوب الموجودة في تركيا، كيف لهم وتحت أي بند يصوّتون لأردوغان؟ الأخير الذي بات في خانة المتلبس والعداء لعموم الشعوب في تركيا.

صلاح الدين ديمرتاش ترشح من خلف القضبان، وهذا الرجل له انصاف حتى من بعض شرائح المجتمع التركي أيضاً بالإضافة إلى الكرد، ما رؤيتكم لوضعه وهو يخوض الانتخابات في هذه الحالة؟

صلاح الدين ديمرتاش رئيساً لتركيا مؤشرٌ قوي يعني بأن تركيا تتعافى. مثل هذا المؤشر وبما يقابله لا يختلف كثيراً عنه في سوريا أيضاً. هذا الشيء يعني القطع على طرق التخلف المتمثلة بالشحن القومي والمزاودة القومية والتعصب وعن كل محاولة للتقسيم. يتحدثون عن دولة المواطنة ويكرسون الفئوية والطبقية والانتماءات الأولية القومية منها والدينية. ويتباكون ويذرفون دموع التماسيح حين حصول الأزمات ويدوخون رؤوس الشعوب بأنها المؤامرة. صلاح الدين ديمرتاش: الكردي الصح في المكان الخطأ. السجن يليق بأردوغان وبرهطه الفاسد. محاولة شجاعة أن يترشح من خلف القضبان ويواجه (أحكام) أولية تقدر بـ حوالي 140 سنة سجن. لكن فرص نجاح هذه المحاولة في ظل انهاء للحياة السياسية لا تبدو مشجعة، وأيضاً يبدو أن الموّال الخارجي حيال تركيا يأتي أن تنتقل تركيا من حفرة إلى أخرى حتى يحين وقت تكسرها وتفتيتها. وسياسة أردوغان تأتي ضمن مثل هذا المطلب الخارجي.

برأيكم ما نصيب أردوغان من الانتخابات المقبلة، بعد كل ما قام به في عفرين من احتلال وتغيير ديمغرافي؛ ورفضه لاستفتاء إقليم كردستان؟  ولو استطاع أردوغان الفوز بالانتخابات؛ حسب رؤيتكم.. تركيا إلى أين؟

إن فاز اردوغان –هذا مستبعد بطبيعة الحال – فالأزمة التركية الداخلية ستتعمق ومن الممكن أن تتجه تركيا نحو التقسيم والتجزئة من بعد حالة الانقسام المجتمعية الكبيرة في تركيا اليوم، أما إن لم يفز –هذا هو المحتمل بطبيعة الحال- فتركيا متوجهة نحو تغيّرٍ كبير. وبكلا الحالتين إن تقديم الانتخابات التركية وتأجيلها أو من حيث المتوقع ألا يتم حسمها في الجولة الأولى ولا في الثانية فإن قضية الحرية في تركيا باتت مطروقة بشكل كبير ولا يمكن تأجيلها وهذا هو الأهم، وفي ذلك؛ فإن المسارات كلها تصب في ما طرحه القائد الفيلسوف أوجلان من حيثيات وخيارات تتعلق بالاحتكام لمسألتي الديمقراطية والسلام في تركيا والمنطقة برمتها.

زر الذهاب إلى الأعلى