مقالات

دور الدول العربية بعد فوز أردوغان

محمد ايبش

في ظل المتغيرات الراهنة وتسارع الأحداث، لابد أن ننوه إلى جملة من الأمور المؤثرة في طبيعة العلاقات الدولية، وأهمها الحرب الروسية الأوكرانية  وتداعياتها على العلاقات الدولية باعتبارها حرب ستفرز معها إظهار قطبين أو أكثر، وذلك حسب نتائج تلك الحرب، إضافة الى الانتخابات التركية التي أفرزت في نتائجها عن فوز أردوغان في الانتخابات الرئاسية بالجولة الثانية بتاريخ 28 من شهر أيار، ولكن ليس هذا هو المهم، بل الحكومة التي شكلها ومن أبرزها “هاكان فيدان” والذي يعتبر صندوق أسرار أردوغان، و”محمد شمشيك” وزيراً للمالية، و”علي يرلي قايا” وزيراً للداخلية، و”يشار غولر” وزيراً للدفاع، و”يلماز تونج” وزيراً للعدل، وإبعاد كل من “خلوصي آكار” و”مولود جاويش أوغلو”  و”مصطفى صويلو” لها دلالات بأن أردوغان يسعى لإرسال رسائل عديدة للأطراف الدولية وإظهار نفسه كلاعب أساسي على الصعيدين الدولي والإقليمي ومن الواضح جلياً أنه لن يقدم أي تنازلات لأي طرف كان، وأنه سيستمر في سياسته الحالية تجاه الشعب الكردي في شمال كردستان وشمال وشرق سوريا رغم هزيمته الواضحة في كردستان على الصعيد العسكري والانتخابي رغم استخدامه لكل الأساليب التي لا علاقة لها بالديمقراطية  إضافة إلى الأخطاء والنواقص التي حصلت مع حزب الخضر اليساري (حزب الشعوب الديمقراطي) فيما يتعلق بسير الانتخابات وقد جاء ذلك  على لسان قادة حزب الشعوب الديمقراطي.

أما على صعيد الساحة العربية فلقد شهدت تحركاً دبلوماسيا قوياً خلال الفترة الماضية، من أبرزها المصالحة الإيرانية السعودية بوساطة صينية والاجتماع الخماسي في عمان وبمشاركة وزير الخارجية السوري  فيصل المقداد وما تضمنه  البيان الختامي ومخرجاته بالاتفاق على مبدأ خطوة مقابل خطوة وتلا ذلك زيارة وزير الخارجية السعودي إلى دمشق وتوجيه الدعوة للرئيس السوري لحضور اجتماع  القمة العربية في جدة وانفتاح العواصم العربية على دمشق، لها أهداف استراتيجية تسعى المملكة  العربية  السعودية ومصر إليها بهدف حل الأزمات في الدول العربية “اليمن  ليبيا  سوريا والسودان”، وأخيراً وليس آخراً اجتماع وزراء خارجية دول التحالف لمحاربة تنظيم داعش الإرهابي في الرياض والتأكيد على القرار الدولي 2254 بخصوص الأزمة السورية والتي ما زالت تراوح مكانها بالرغم من قيام الإدارة الذاتية الديمقراطية في شمال وشرق سوريا بطرح مبادرتها بتاريخ 18 نيسان من هذا العام والتي لا تتعارض مع القرار الدولي 2254 ولا مع بيان قمة عمان والذي وقع عليه وزراء الخارجية السعودي والمصري والعراقي والسوري والأردني، وبالتالي نرى بأن هناك تأييد وقبول المبادرة من القوى السياسية والشخصيات الوطنية داخل سوريا وخارجها. إضافة إلى أن قرار الإدارة الذاتية الديمقراطية في شمال وشرق سوريا البدء بمحاكمة مرتزقة داعش جاءت خطوة في زمانها ومكانها المناسبين.

وبالعودة إلى الدور السعودي والمصري في رسم استراتيجية عربية  مستقبلية قد يفضي إلي تشكيل قطب وازن ومؤثرة على مجرى الأحداث في المنطقة وسد الطريق أمام التمدد التركي والإيراني في المنطقة العربية كي تصبح المنطقة منطقة صفر مشكلات، وهذا ما أكده ولي العهد السعودي محمد بن سلمان أمام القمة العربية ووزير خارجيتها في قمة الرياض لوزراء خارجية دول التحالف لمحاربة داعش ولا ننسى دور قوات سوريا الديمقراطية والإدارة الذاتية الديمقراطية في شمال وشرق سوريا المساهم في لعب دور الاستقرار وتقديم الحلول لتجاوز سوريا لأزمتها الخانقة.

زر الذهاب إلى الأعلى