المجتمع

حَلَّ الشتاء؟؟؟ وبدأت الناس بشراء المدافىء

 تقرير: حسينة عنتر

 تُعتبرُ التدفئة من أهم الأمور التي نفكر بها جميعاً كل عامٍ قُبيل حلول فصل الشتاء، حيث يبدأ الأهالي بتأمين خزان أو برميل للمازوت، حتَّى إن كنا قد اعتدنا على نمط تدفئة معين، لا بد أن معظمنا يخطط ويفكر كيف سيجعل بيته دافئاً.

هناك عدد كبير من أشكال الدفايات الكهربائية التي تُعتبرُ من أكثر الدفايات شيوعاً؛ خاصة قبل هذه الأوضاع والانقطاع المتواصل للكهرباء، وكانت هذه المدافئ الكهربائية العاكسة أو المشعة على تسخين سلك حراري يقوم بإصدار حرارة مرتفعة، وغالباً ما يكون هذا السلك داخل أنبوب زجاجي مُعِدٌّ خصيصاً لنقل الحرارة، فعند شراء هذه المدافئ الكهربائية كان لا بد من الانتباه إلى استطاعتها، أي عدد النيونات أو الأنابيب الحرارية، وأهم ما يجب البحث عنه هو ميزة الأمان ولكن هذا أصبح من الماضي في ظل انقطاع الكهرباء، ووضع المولدات والأمبيرات لا يمكن تشغيل الدفايات إلا إذا كان عددها كبيراً وهذا مكلف لأن سعر الآمبير الواحد 1200 فما فوق، لذا لجأ الأهالي إلى المدافىء العادية وشرائها مع بواريها، لذا ارتأت صحيفة الاتحاد الديمقراطي أراء بعض أصحاب المحلات

نعيم يوسف نعمة من المكون المسيحي صاحب مصنع بواري الصوبيات:  في هذه السنة هناك إقبال للمواطنين على شراء المدافىء مقارنة بالسنوات الماضية، وذلك لأسبابٍ عديدة: منها توافر المازوت الذي تم توزيعه لكافة مقاطعة قامشلو وبلداتها ونواحيها من قبل كومينات الأحياء، فكل بيت استلم 400 ليتر من مادة المازوت كدفعة أولى، وأخبر نعيم عن سبب  ارتفاع أسعار المدافئ كونه يتم تصنيعه في الداخل بدمشق وحلب وحمص، هذا لعدم وجود الآلات لسكب واللحام في مدينة قامشلو، والفرن الحراري يلزمه حرارة مرتفعة تصل إلى 1000 درجة مئوية وقلة الأيدي العاملة والخبرة في هذا المجال. لذلك لجأ العديد من الأسر إلى شراء المدافئ المستعملة بسبب رخص ثمنها مقارنة بالجديدة. وكما ذكر أن مصنعه هذا لصنع البواري ولديه عاملان في هذا المجال شيار – جلال اللذان يعملان في لف وصناعة البواري، حيث نقوم بشراء ألواح التوتياء ويتم قصها ولفها في مصنعنا حسب الأحجام: هناك بطول متر وأكثر، ونصف متر والكوع (العكس)، وهناك انواعٌ للبواري: الأبيض المزيد: وهو أرخص  واستعماله أكثر إلا أنه يصدأ بسرعة.

 البوري المزيبق: أفضل وأغلى من الأبيض المزيد وهناك ما يسمى ببواري (جنكو) من نوع مصقل يستورد من الداخل وهو غالي الثمن، وأغلب المدافىء  الموجودة في مصنعنا من نوع (كوكب الشرق، المجد، الأصيل، أما نوع كوكب الشرق فلاحين ذو الحجم الصغير يرغب الناس لشرائه  كونه رخيص الثمن وحرارته أكثر دفئاً، فتجذب حوله كل أفراد العائلة حتى تقوم ربة المنزل بطهي طعامها على هذا الموقد، كما وضح نعمة سبب تصدي الصوبيات وتلف تنورتها من الداخل يعود إلى نوعية مادة المازوت التي يتم تكريرها بطرق بدائية، فهي تحوي مواد أخرى تترسب جميعها في قاع المدفأة يسبب تلفها بسرعة، لكن رغم هذا فكل الشكر إلى الجهات المعنية التي تقع على عاتقها تأمين مادة المازوت في هذه الأزمة التي يعاني منها البلاد. كما ونَوَّهَ على ملاحظة للأخوة الذين يقفون على الحواجز وخاصة في مدينة منبج التي يتم هناك إفراغ الشحنات مما يؤدي إلى كسر وتلف عددٍ من البضاعة بالتالي هذا يؤثر على السعر فيجبر التاجر على رفع سعرها إلى الضعف كي يتجنب خسارته، ولكن كل هذا يكون على حساب المواطن في النهاية. لذا نطلب منها الحذر والمرونة في التفتيش عند الحواجز.
جلال سليمان حسين صاحب أحد محال بيع المدافئ يقول: “المواد التي تدخل في تصنيع بعض المدافئ ارتفعت أسعارها؛ لكونها مستوردة من نحاس وبراغ وفونت وصفائح حديدية؛ إضافة إلى خروج بعض المعامل من الخدمة نتيجة الأوضاع الغير المستقرة في المنطقة، مما أدى إلى انخفاض العدد لسد الطلب المتزايد مع بداية فصل الشتاء، ولكن بتحرير قوات سوريا الديمقراطية أكثر المناطق، وأصبح الطريق شبه آمن إلا أنه طويل بالنسبة لسائقي الشحن، مما أدى إلى ارتفاع أسعار المدافىء بشكل عام لا في مناطق روج آفا، وحتى البواري أصبح المواطن يحسب لها ألف حساب، فقد وصل سعر الكوع إلى من200 إلى 750 ليرة حسب النوعية،  والبواري يبدأ سعرها من500 إلى1200 ليرة، وكلما ازداد طول البوري ازداد سعره، كما واطلعنا صاحب محل على أنواع  وماركات المدافىء الموجودة لديه قائلاً: “ماركة الشمس قياس صغير سعرها  27000 ، أما الحجم الوسط، فسعرها 33000 ل.س ، في حين بلغ سعر الحجم الكبير 39000 ليرة سورية. إضافة إلى تكلفة سعر البواري الذي يتراوح بين 3500 إلى 5000 الكلية لكل مدفئة، وأما صوبية أطلس بلغ سعرها من 1000 إلى ألف22000  وأما ماركة الهلال قياس صغير مدورة  فسعرها تقريبا 28000 طبعاً السعر على حسب المواصفات والنوعية .

وبعض الأنواع الأخرى غير المعروفة في السوق فتراوح سعرها بين 12000 إلى 17000 ل.س كمدافئ  كوكب الشرق والضمان والقنديل الأزرق ( اللهبة الزرقاء)، وهذا الارتفاع في الأسعار لسنا المسؤولون عنه، فارتفاع الدولار واحتكار التجار والطريق والشحن هذا ما يزيد من الأسعار فيضاعف سعره، إضافة إلى انتقال ورشات التصنيع من أماكنها إلى أماكن أخرى أكثر بعداً ما يزيد من التكاليف المادية، ونَوَّهَ جلال إلى منع الضابطة دخول سيارات الشحن ضمن المدينة ودخولها السوق، وهناك صعوبات بإدخالها؛ لذا نأمل من الجهات المختصة تدارك الأمر، وتعيين ساعات والسماح لدخول السيارات حتى يتم نقل البضاعة إلى المحلات بأقل خسارة وتكلفة ووجود عمال”.
رودي عبد الله بائع صوبيات وبواري يقول: “هناك فرقٌ بين الأعوام السابقة وهذا العام من حيث البيع والشراء ودخول البضاعة إلى مدينة قامشلو، وفتح الطرق في بداية الأزمة اضطر الناس إلى استخدام مدافئ الحطب، بل بعض العوائل آنذاك لجأت إلى حرق أثاث منزلها من أجل تدفئة أطفالها وتقئهم برد الشتاء القارس، ولا زالت بعض العوائل في الظروف الراهنة تستخدم هذه المدافىء بسبب ارتفاع أسعار المدافىء وعدم قدرة هذه العوائل على شراء المازوت في فصل الشتاء، مع العلم أن سعر مدفأة الحطب يبدأ من 4 آلاف ليرة وحتى 8 آلاف.

زر الذهاب إلى الأعلى