الأخبارمانشيت

حنيف حمو: لوحة الـ 500 متر رسالة أطفال عفرين إلى العالم

في تصريح لموقعنا ، أمس الأحد 8 سبتمبر، وبطريقة أقرب الى البوح أدلى الفنان التشكيلي حنيف حمو صاحب الفكرة و المشرف التنفيذي على فعالية ” بصمات الألم ” التي ضمت أكثر من 2000 طفل من أبناء وبنات عفرين المهجرين قسراً إلى مخيم الشهباء في بريف مدينة حلب الشمالي .
في هذه الفعالية قام الأطفال بالرسم على لوحة قماشية بطول 500 متر حيث حمل الأطفال ريشاً زُينت بأوراقٍ من شجر الزيتون، وآلاف الصور من الحنين والحرب والأمل.

الطفل آلان الكردي كرمز لضحايا الحرب

حول هذه الفعالية يقول حمو :” لم يكن من العبث بمكان أن يصادف تاريخ افتتاح هذه الفعالية بالتزامن مع الذكرى الثالثة لوفاة الطفل الغريق آلان الكردي في 2 سبتمبر، اخترنا هذا التاريخ لرمزيته التي وضعت الطفل الكردي أمام كل الأخطار في زمن الحرب كأول ضحاياها”.
وأضاف “إننا نخاطب العالم بكل الرموز والدلالات والألوان والتعابير الممكنة أو المتاحة ، ولجأنا الى لغة الأرقام عبر محاولتنا الدخول الى سجل غينس للأرقام القياسية حيث حاول أطفال عفرين تحطيم الرقم القياسي حتى اللحظة كأصحاب أطول لوحة قماشية في العالم “، مؤكداً بالقول:”نعد شعبنا أننا سنكسر هذا الرقم الذي حققناه حال عودتنا الى عفرين و أياً كانت النتيجة التي ستصدر عن لجنة غينس للأرقام القياسية”.

الهيكل التنظيمي والاداري للمشروع

وتأتي هذه الفعالية ضمن مشروع ثقافي فني شامل يضاف اليها فلم وثائقي يحمل الاسم ذاته “بصمات الألم” والذي نتج عن جهود مجموعة من الفنانين والمثقفين وفعاليات أخرى في مخيم سردم لمهجري عفرين والذي سجل لدى موسوعة غينيس للأرقام القياسية على أمل الفوز بالرقم القياسي لأطول لوحة على القماش بمخيم للاجئين في العالم، وكانت فكرة هذا المشروع والاشراف العام عليه للفنان التشكيلي ابن عفرين حنيف حمو.
اما عن الهيكل الإداري والتنظيمي لفعالية بصمات الألم يقول حمو :” كانت هذه الفعالية برعاية مؤسسة روماف ” وجه الحق ” الاعلامية بالإضافة الى الدعم الفني والاعلامي للمخرج السينمائي هيثم مصطفى والذي يعمل على انتاج واخراج فلم عن هذه الفعالية ومدلولاتها وتحمل نفس الاسم “بصمات الألم”، وأيضاً كان هناك مشاركة فاعلة لاتحاد مثقفي عفرين ممثلاً بـ اسامة احمد المدير التنظيمي لهذه الفعالية، و كما كان للهلال الأحمر الكردي دوراً لافتاً في هذا المشرع كداعم نفسي ومعنوي له، ولا ننسى عشرات المثقفين والفنانين التشكيليين والاعلاميين من أبناء عفرين الذي ساهموا بتنظيم وتغطية هذه الفعالية ضمن فريق عمل”.

أطفال عفرين يصطادون الطائرات بـ الشِّعب “الجطل”

ولطالما كان الرسم أحد اهم الوسائل للتواصل مع العالم الخارجي التي يلجأ اليها الطفل لتوصيل رسالته أو مفاهيمه تجاه الأشياء والمتغيرات يبوح حمو عن الأطفال المغبرين بالإشتياق الى منازلهم وألعابهم: ” حاولنا رصد حالة اللاوعي التي يعكسها الأطفال في رسوماتهم التي تغدو وسيلة مهمة لفهم أفضل لحالتهم” وأضاف “لقد استحضروا سواعد أجدادهم وهم يزرعون الكروم واشجار الزيتون، استحضروا الآلات الزراعية كما لو أنها امتداد طبيعي لألعابهم، استحضروا مواسم الحصاد التي سرقت منهم، لأن للمواسم الزراعية حالات اجتماعية عديدة في عفرين تنعكس مباشرة على الطفل”.
واستأنف حمو كلامه في تعليق على كل النشاطات الفنية السابقة التي تم تنظيمها في مخيمات الشهباء وكذلك فعالية بصمات الألم: “رسم أحد الأطفال قمرا وعلق عليه بيته وقال: لا أود البقاء طويلاً في هذه المغارة، لقد رسموا طريق نزوحهم الى الشهباء مشياً على الأقدام، رسموا الطائرات التي قتلت أقاربهم وأحبائهم ،ورسموا خنادق مقاتليهم”،واستطرد قائلاً: “هناك الكثير من الرسومات لفتت انتباهنا ولكن يحضرني أكثرها لفتاً للانتباه في أحد فعاليات مخيم سردم ذلك الطفل الذي رسم أطفالاً يصوبون جطلهم (أداة من أغصان الشجر والمطاط كانت تستخدم لصيد العصافير) الى الطائرات في السماء، لقد رسم الأطفال الذاكرة والمكان وتركوا تجاعيد الأرض والحرب واحتلال أرضهم ترسم ملامحها على وجوهنا لنمضي الى حيث تأخذنا اصابعهم الرقيقة”.

زر الذهاب إلى الأعلى