حواراتمانشيت

شاهوز حسن يشدد على ضرورة عدم تجزئة حل الملفات في سوريا

في لقاء مع فضائية كردستان 24 حول المستجدات الراهنة في المنطقة والتعقيدات التي سببتها الأزمة السورية والمصالح الدولية لتنزلق منطقة الشرق الأوسط إلى منعطف خطير وكارثي في ظل التهديدات التركية لمناطق روجافا وشمال شرق سوريا و التقارب التركي السوري بمسعىً روسي إيراني، وطبول الحرب التي تقرع بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران.

 أوضح شاهوز حسن الرئيس المشترك لحزب الاتحاد الديمقراطي أنه ليس من مصلحة أحد اندلاع الحرب لما لها من تكاليف مؤلمة وتأثيرات سلبية باهظة الثمن على كافة الدول وشعوبها وخصوصاً إذا كانت هذه الحروب قائمة على أسس دينية وطائفية ومذهبية.

وفي السياق قال: منذ بداية الأزمة السورية وضعنا أيدينا على مكان نزيف الدم السوري بكل مكوناته، وطرحنا مشروعاً ديمقراطياً صالحاً بأن يوقف هذا النزيف ويتمتع كل المكونات السورية فيه بحقوقهم المشروعة إلا أن الدور السلبي لبعض الدول الغربية الكبرى والإقليمية المتدخلة في الصراع السوري بالإضافة إلى ذهنية النظام حال دون ذلك.

وتعقيباً على سؤال حول تسريبات اللقاء الذي جرى في طهران بين الرئيس السوري ورئيس الاستخبارات التركية قال حسن: لو عدنا إلى تصريحات النظام التركي الفاشي أو النظام السوري البعثي منذ بداية الأزمة السورية وإلى الآن سنكتشف أن هذا اللقاء الذي سعت إليه كلً من روسيا وإيران يُظهر ضَعف النظامين سواء أكان التركي أو السوري كون هذا اللقاء لم يأتِ على أساس الحل في سوريا؛ بل لتوسيع مناطق نفوذهما في مواجهة المشروع الديمقراطي وتقدمه في شمال وشرق سوريا والالتفاف الشعبي حوله وهذا ما يشكل مصدر قلق كبير لهم هذا من جانب، ومن جانب آخر يأتي هذا اللقاء للتنسيق الاستخباراتي بين الدولتين على أعلى المستويات لإزالة القضايا أو التفاهم على المشاكل العالقة بينهما التي تخص مناطق سيطرة كِلتا الدولتين.

وأضاف: العامل الأهم الذي لعب دوراً في هذا التقارب هو الفوبيا الكردية في عقلية وذهنية النظامين سواء كان النظام التركي أو السوري تجاه هذا الشعب والمسألة الكردية لدرجة أنهم ينفون الوجود الكردي إلّا في بعض الأوقات الحرجة فقط يقرّون بوجوده ولكن كشعبٍ مُجردٍ من كافة حقوقه، وانطلاقاً من هذا المنطق العنصري الذي يلغي الآخر للنظامين يكون مقاربتهما للمشروع الديمقراطي في شمال وشرق سوريا؛ بينما الكرد يطالبون ليس بحقوقهم فقط بل بحقوق كافة المكونات والشعوب، ويبحثون عن حل ومخرج لبناء نظام ديمقراطي يتمتع فيه كل المكونات بحقوقهم.

وحول الأنباء التي تناقلتها الإعلام التركي التي تقول بحصول لقاءات بين مجلس سوريا الديمقراطية وتركيا، نفى حسن هذه الانباء جملة وتفصيلاً و أكد بأنه إلى الآن لم يحصل أي اتصالات أو لقاءات مباشرة.

وبيَّن: جميعنا يعلم بأنه هناك تحالف دولي في المنطقة ورغم ذلك قامت تركيا بتهديد مناطقنا تل أبيض وكوباني وشرق الفرات بل هددت كامل الشريط الحدودي بيننا وبينها، وهنا برزت مسألة خطيرة سعى التحالف الدولي إلى التدخل عن طريق الحوار والنقاش مع الجهات الفاعلة لمنع حصول أي صِدام.

وفي الأثناء ورداً على سؤال فيما إذا أرادت تركيا إجراء اتصالات بين الجانبين؛ كيف تنظرون إلى هذا المسعى أو الإجراء لو حصل؟

عقَّبَ حسن: كانت تركيا دائماً مصدراً للتهديدات والعداء للقوات التي حمت وتحمي هذه المنطقة من الإرهابيين وقدمت الآلاف من التضحيات في سبيل أن تبقى هذه الحدود محمية وآمنة ولم يحصل أيَّة هجمات على تركيا لا من روج آفا ولا من أي منطقة أخرى تقع ضمن جغرافية شمال وشرق سوريا رغم ممارسات تركيا من قتل المدنيين ودعم الإرهابيين، ولذلك إن أيَّة اتصالات أو تقارب أو حوار يجب أن يشمل كامل الشريط الحدودي لروج آفا وشمال شرق سوريا وبالدرجة الأولى وفي مقدمة الأولويات موضوع عفرين، ويجب عدم تجزئة الملفات لأننا نراه مساراً غير صحيح ولا يفضي إلى حل القضايا الجوهرية التي من ضمنها مسألة عفرين والعودة الآمنة لأهلها بعيداً عن الاحتلال التركي ومرتزقته.

وفيما يتعلق بالمنطقة الآمنة والتصريحات التي أطلقها بعض أعضاء الكونغرس الأمريكي قال حسن:

من جهتنا نحن كحزب الاتحاد الديمقراطي لم يحصل أي لقاءات بيننا وبين المسؤولين الأمريكيين بخصوص ذلك.

وأشار حسن إلى أن هذه المسائل هي مسائل أمنية بحتة ومن الطبيعي أن تكون قوات سوريا الديمقراطية على دراية بهذه المواضيع وتعمل مع هذه الجهات الدولية.

أما بشأن الموقف السياسي من هذه الخطة فقال: موقفنا وموقف جميع الأحزاب السياسية في روجافا وكل المكونات الأخرى واضح وجلي منذ البداية وهو أن يكون موضوع الشريط الحدودي محمياً من الجانبين إضافة إلى موضوع عفرين، وأن لا يكون هناك عمليات تفاضلية في الحسابات الدولية لأن أبناء المنطقة ترى في تركيا دولة محتلة ولن تقبل بوجودها كونها تريد الدخول بمنطق الاحتلال وفرضه وتفصيل المنطقة وإدارتها كما تشتهي وهذا ما لا يمكن القبول به، وقيل هذا بوضوح للتحالف الدولي أي يجب أن نحل القضايا سلة واحدة وليست سلال متفرقة.

وبخصوص التصريحات الأمريكية في الانسحاب من سوريا بعد هزيمة داعش التي فتحت شهية تركيا لتكون المنطقة الآمنة تحت إشرافها ثم ما إن لبث هذا الموقف التركي المتشدد اتصف بالليونة؟ وهل ستغير تركيا موقفها؟؟

رأى حسن: إن السياسة الخارجية المتخبطة لتركيا أوصلتها إلى وضْعِ مستقبل العدالة والتنمية على المِحَكْ وكان ذلك واضحاً في الانتخابات البلدية مؤخراً في خسارته للمناطق ذات الغالبية الكردية والمدن التركية الكبرى التي لها ثقل اقتصادي كبير فكان ذلك ضربة قاصمة لحكومة تركيا ربما تجعلها تنكفئ قليلاً نحو الداخل لأن الاستمرار في هذه السياسة صعب جداً بالنسبة لها.

أما التغييرات التي ستطرأ على الموقف التركي نحو الليونة  فليست واضحة إلى الآن ولم نرَ أفعالاً جدية من قبل تركيا تدل على التغيير في الموقف في ظل التهديدات التي تطلقها ضد الشعب الكردي سواء في الداخل أو الخارج.

وحول الأزمة الحاصلة بين أمريكا وإيران وتأثيرها على مناطق روجافا وشمال شرق سوريا

قال حسن: من الطبيعي أن تتأثر المنطقة بالأوضاع الجديدة التي تتشكل وستؤثر على مناطقنا شئنا أم أبينا ولكن هذا التأثير يتوقف على مدى أن تكون طرفاً فيه أو واقفاً على الحياد.

ما يهمنا نحن كحزب الاتحاد الديمقراطي هو المسألة السورية

فمنذ البداية وبعد أن نشبت الحرب السورية على أساس مذهبي(سني شيعي) التي كانت قوامها الفروقات السنية الشيعية والخلافات الكبيرة بينهم؛ لم نكن طرفاً فيها

بل كانت مقاربتنا الديمقراطية لهذه الحرب على أساس حل هذه المشاكل والخلافات الكبيرة الموجودة تتحقق فيها الحقوق لكل المكونات ضمن رؤيتنا ومشروعنا السياسي المطروح.

وإزاء المبادرة الفرنسية مؤخراً للتقارب بين الأحزاب الكردية في سوريا وما يسمى المجلس الوطني الكردي تحدث حسن قائلاٍ: نظرتنا للموضوع تأتي على أساس جملة من المبادئ الكبرى التي تكون مصلحة الشعب الكردي أساساً لها وكانت هناك مبادرات في هذا الجانب من المؤتمر الوطني الكردستاني – روج آفا ، ولم يكن لدينا أية تحفظات على ذلك بل دفعنا بهذا الاتجاه على الرغم من وقوف الطرف الآخر مع الدولة التركية في جرائمها وعدائها للكرد وعدوانها واحتلالها لعفرين وعدم اتخاذه موقفاً واضحاً ضد الاحتلال بل كان يصرِّح على المنابر الإعلامية بأنه جزء من هذا العدوان ويتباهى بذلك؛ مما شكل حالة من الاستياء والغضب لدى الشعب الكردي في روجافا عموماً.

ولذلك نرى بأنه لأجل خطوِ أيَّة خطوات باتجاه التقارب؛ يجب الاتفاق على كافة القضايا والمبادئ التي تصب في صالح الكُرد خاصة، وعموم مكونات الشعب في روجافا والشعب السوري.

وأضاف: نحن كحزب الاتحاد الديمقراطي نرى هذه المبادرة خطوة مهمة وفي الاتجاه الصحيح ونريد من جميع الأطراف أن تأخذ مكانها في المشروع والنظام الديمقراطي بشمال سوريا والبناء عليه لحماية المكتسبات والحفاظ عليها التي تحققت بدماء أكثر من عشرة آلاف شهيد، لا أن نطالب بإعادة الأمور إلى نقطة الصفر والبدء من جديد.

زر الذهاب إلى الأعلى