الأخبارمانشيت

حزب الاتحاد الديمقراطي PYD يشارك بأعمال الاجتماع الدوري للاشتراكية الدولية

حضرت الرئيسة المشركة لحزب الاتحاد الديمقراطي PYD آسيا عبد الله أعمال الاجتماع الدوري للاشتراكية الدولية وهي منظمة سياسية دولية تضم في عضويتها مجموعة من الأحزاب السياسية ذات التوجه الديمقراطي الاجتماعي أو الاشتراكي أو العمالي. تضم المنظمة في عضويتها 162 منظمة وحزباً سياسياً من القارات الخمس وتأسست في 1923.
هذا وعقد الاجتماع الدوري للاشتراكية الدولية يوم أمس، السبت 24 فبراير واستمر في أعماله حتى نهاية اليوم، الأحد 25 فبراير، في العاصمة الإسبانية مدريد بمشاركة وفد من حزب الاتحاد الديمقراطي PYD والذي ضم الى جانب الرئيسة المشتركة للحزب آسيا عبدالله، ممثل الحزب في اليونان والبلقان الدكتور ابراهيم مسلم. كما وحضر من الأحزاب الكردستانية وفد من حزب المساواة وديمقراطية الشعوب ـ باكور، وحزب الاتحاد الوطني الكردستاني، والحزب الديمقراطي الكردستاني ـ روجهلات، كذلك حزب كومالا الكردستاني ـ روجهلات.
وألقى الدكتور إبراهيم مسلم، كلمة باسم حزب الاتحاد الديمقراطي خلال أعمال اجتماع الاشتراكية الدولية، وجاء في نصها:
السادة
رئاسة الإشتراكية الدولية
سكرتاريا الإشتراكية الدولية
أعضاء ديوان الاجتماع…….المحترمين
يسعدني أن أكون أمامكم لأخاطبكم باسم “حزب الإتحاد الديموقراطي PYD” من سوريا الجريحة التي باتت مسرحا لصراع قوى الهيمنة العالمية والإقليمية على مدى إثني عشر عاماً، حيث مئات آلاف القتلى والجرحى وملايين المهاجرين والنازحين من ديارهم وتدمير البنى التحتية ومقومات الحياة بشكل كامل. بينما نحن كحزب حاولنا في وسط هذه الفوضى الكبيرة التمسك بمبادئ الإشتراكية الدولية التي نؤمن بها بهدف قيادة الشعب إلى بر الأمان وتوفير أجواء الاستقرار من خلال التوافق بين القوى الوطنية المهتمة بالسلام والإستقرار.
أيها الرفاق المحترمين
في أجواء الحرب الباردة التي دارت بين القطبين اللذين تحكما بمصير العالم تأسست منظومة الإشتراكية الدولية بهدف تعزيز فرص السلام العالمي والبحث عن سبل الحوار بدلاً من التلويح بالحرب والعنف وسباق التسلح. والتاريخ شاهد على منجزات الإشتراكية الدولية من خلال شخصيات تاريخية تولوا قيادة هذه المنظومة ونهجها ودور مهم للقوى والأحزاب التي تتألف منها منظومة الاشتراكية الدولية، والإتحاد الأوروبي الذي نراه اليوم ليس سوى إنجاز أصبح واقعاً نتيجة لتلك الجهود والمبادئ، مثلما كان للإشتراكية الدولية دوراً كبيراً في توعية المجتمعات وزرع الثقاقة الديموقراطية على مستوى القارات الخمس من خلال نشر مبادئ حقوق الإنسان وحقوق الشعوب والتوسط في النزاعات البينية.
مع تحول العالم من ثنائي القطب إلى عالم أحادي القطب ألقى ذلك ظلاله على الدور المأمول للإشتراكية الدولية إذْ كان من المفروض أن يتوسع دورها من خلال التمسك بمبادئها العادلة الداعية إلى الديموقراطية والمساواة، بل وقيادة الشعوب والمجتمعات نحو السلام بحل نزاعاتها بالحوار بدلاً من الحروب. حيث نرى أن الصراع الجديد في ظل سيادة القطب الأوحد ومرحلة الفوضى التي نشهدها والتي تنبأ بأن نظاماً وعلاقات دولية جديدة سيتشكل؛ نرى بأن حدة الصراع تصاعد بدلاً من العمل على ترسيخ وتعزيز المبادئ وحقوق الشعوب والمجتمعات، مما يعني أن الشعوب والمجتمعات باتت بحاجة إلى من يقودها ويرشدها إلى الوسائل والسبل السليمة كي لاتصبح فريسة للرأسمالية الغربية أو الشرقية.
أيها الرفاق الأعزاء
نحن كحزب الإتحاد الديموقراطي حزب سوري نهدف لحل الأزمة السورية وفق القرار الدولي 2254 وتحقيق سوريا لا مركزية ديمقراطية غير طائفية تحل فيها جميع قضاياها في مقدمتها إيجاد حل عادل ودستوري للقضية الكردية في سوريا لأننا نؤمن بأن حل هذه القضية كفيل بترسيخ مبادئ الديموقراطية وحقوق الإنسان في سوريا، ونحن كعضو في منظومة الإشتراكية الدولية تمسكنا بمبادئنا ومواقفنا خلال هذه الأزمة التي تعصف بسوريا، فمنذ البداية التزمنا بالنهج الثالث ولم نقف إلى جانب النظام المستبد، مثلما لم ننحاز إلى جانب المعارضة الإسلامية الجهادية، بل عملنا على تنظيم صفوف الشعب والمساعدة في إنشاء وسائل الدفاع المشروع، وبذلك استطعنا تحرير مناطقنا من إرهابيي داعش الذين شكلوا تهديداً للسلام العالمي وليس المنطقة فقط، ثم تمكننا من تأسيس إدارة ذاتية ديموقراطية في المناطق التي حررناها بدماء شهدائنا أبناء مكونات المنطقة من كرد وعرب وسريان ومكونات أخرى. وكحزب بذلنا ما يمكن من جهود لتغيير الذهنيات القديمة التي كانت سبباً للكارثة التي حلت بالشعب السوري، وأقنعنا مكوناتنا في شمال وشرق سوريا بأن يعتمد الشعب على إمكانياته الذاتية بدلاً من الإعتماد على الآخرين.
إيماناً منا بالديموقراطية الجذرية وتنظيم الشعب ليصبح قادراً على التعبير عن رأيه وتطلعاته قمنا بما استطعنا عليه ليكون شعبنا فاعلاً في رسم مستقبله وأجياله القادمة ببث روح أخوة الشعوب والمكونات والعيش المشترك وحرية المرأة والايكولوجيا المجتمعية، تطبيقاً لباراديغما الأمة الديموقراطية ولهذا شاركت كل المكونات والشرائح المجتمعية في مناطق الإدارة الذاتية في وضع عقد إجتماعي توافقي يلبي تطلعات جميع الألوان والإنتماءات السورية، وإذا أسمينا ذلك بالدستور فهو دستور يتفوق في بعض جوانبه الدساتير الديموقراطية في بلدان متعددة، من حيث تلبية تطلعات المكونات والتوافق مع المواثيق والمعاهدات الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان، وقد بدأنا بتطبيقه على أرض الواقع.
أيها الرفاق
تمسكنا بمبادئ وقواعد الإشتراكية الدولية في بيئة الشرق الأوسط تسبب في تكالب القوى المعادية على مشروعنا، فبعضها حاول إلصاق تهمة الإرهاب بنا لمطالبتنا بالحقوق الديموقراطية للشعب الكردي، وبعضها الآخر اتهمنا بالإنفصالية لأننا قمنا بتطبيق مبادئنا في المناطق التي حررناها بدماء أبنائنا من إرهابيي داعش. ونعلم أن جميعها تخاف من الديموقراطية التي ننادي بها ونطبقها على أرض الواقع، وخاصة على صعيد حقوق المكونات والمرأة، فنحن نفتخر بأن ثورتنا تتم بقيادة المرأة، وعقدنا الاجتماعي يتضمن المساواة بين الجنسين.
ما أريد قوله هو أننا نمثل قيم الإشتراكية الدولية ونعمل كي تحل مبادئها أيضاً في الشرق الأوسط، إيماناً منا بمبادئها وهذا ما يجعلنا هدفاً للقوى المعادية للديموقراطية وحقوق الشعوب وحقوق الإنسان، وتأتي تركيا في مقدمتها، فهي التي تتقاخر بتدمير البنى التحتية من مستشفيات وأفران ومحطات الطاقة والمياه أمام أنظار العالم، بينما لم نرى حتى بيان إستنكار من أي جهة بما فيها الإشتراكية الدولية وأعضائها.
رفاقنا الأعزاء
انطلاقاً من القاعدة الجماهيرية الواسعة التي نحظى بها ومن مبادئ وقيم حزبنا التي تعتمد الديموقراطية والمساواة هي مطلب كل الشعوب والمجتمعات في كل أنحاء العالم وخاصة في هذه الظروف التي تشهد حروباً طاحنة تدور رحاها في أنحاء عديدة من العالم وتهدد البشرية كلها، ولهذا نعتقد أن هناك مسؤوليات كبيرة تقع على عاتقنا نحو البشرية، والحرب الدائرة في منطقتنا الشرق الأوسط يمكن أن تتحول إلى حرب عالمية ثالثة قي أي وقت، بينما نحن الطرف الرئيسي الذي يمثل منظومتنا وسط هذه البؤرة المشتعلة، ونحتاج إلى دعم ومساندة رفاقنا سياسياً وديبلوماسياً.
أشكركم لإتاحة الفرصة للتحدث إليكم، وأتمنى أن يسفر اجتماعنا هذا عن قرارات وتوجيهات هامة تاريخية تليق بمسؤوليات ومكانة وتاريخ منظومتنا منذ نشوئها.

زر الذهاب إلى الأعلى