الأخبارروجافامانشيت

ثامر الشمري: الكرد والعرب أخوة تاريخ وشركاء جغرافيا… حقيقة لا ينكرها مُنصِف

قال ثامر الشمري رئيس حزب سوريا المستقبل في دير الزور

“ما يميز هذا البلد سوريا هو تنوع الأعراق فيه وتمازج الثقافات بشكل منسجم غير متنافر بخلاف دول ومجتمعات أخرى تغلب عليها النزعات العرقية والطائفية أدخلهم في حروب طائفية”.

جاء ذلك في المحور الذي ألقاه في الملتقى السوري الثاني (الاستراتيجية للعلاقات الكردية العربية وفق منظور القائد أوجلان) بعنوان تاريخ العلاقات العربية الكردية في سوريا.

 نبذة في تاريخ العلاقات العربية الكردية في سوريا

 

أشار ثامر الشمري إلى أن “العلاقات الكردية العربية مرت بمرحلتين الأولى قبل الوحدة مع مصر والثانية مرحلة الوحدة وما تلاها حتى اندلاع الثورة السورية”.

 

فالحكومة التي شكلها “فيصل” لم تكن حكومة قومية أبداً وانما كانت حكومة وطنية بامتياز بدليل تسليم أخطر وزارة وهي وزارة الحربية ليوسف العظمة وقد اثبت الرجل أنه خير من يقوم بالمهمة حينما تصدى للفرنسيين بسهل ميسلون.

أذاً معيار الاختيار حينها هو الكفاءة والإخلاص للوطن الوليد سوريا… لا قومية ولا طائفية ولم ترد أي حادثة صِدام بين الكرد والعرب في تلك الفترة، بل من المدهش ان مؤسس “مجمع اللغة العربية”!! كردي، وهذا أكبر دليل على أن المحبة والثقة كانت طاغية بينهم ولم يذكر أن اللغة الكردية كانت ممنوعة.

الكرد قاموا بدورهم الوطني وشكلوا نواة الكتلة الوطنية وأول رئيس لسوريا كان كردياً (محمد علي العابد) ولم يرد ولو همساً أن أحداً اعترض عليه لأنه كردي.

العلاقات خلال مرحلة الوحدة

قال الشمري إن العلاقات الكردية العربية تعرضت في مراحلها اللاحقة لمحاولات التشويه قامت بها السلطات التي حكمت المنطقة

لقد بدأ هذا الجمال والانسجام للتشويه حينما راح عبد الناصر يحدثنا عن القومية العربية، كانت الوحدة مع مصر عام 1958، وليتها ما كانت، لأننا ودعنا حينها سوريا الجميلة وأضعنا وطنيتنا الصادقة على حساب القومية الكاذبة، قومية الشعارات الفارغة المحتوى، وبدأ الشرخ بين العرب في سوريا وبقية المكونات يزداد شيئاً فشيئاً من خلال إثارة الحساسيات القومية ومحاولة تذويب الآخر من خلال فرض الثقافة الواحدة واللغة الواحدة بقوة القانون، وهذا ما ظهرت حدته مع استلام البعث الذي كانت الوحدة تمهيداً فكرياً له… فبدأ اخوتنا الكرد يشعرون بالغربة في وطنهم، وما أقساه من شعور، ويشعرون بأنهم مشكوك بولائهم ولا يسمح لهم بأن يكونوا في مناصب وأماكن حساسة بمفهوم الدولة الأمنية فهي حكر على العرب مع العلم أنه لم يذكر أن إساءة أو تقصيراً بدرت من الكرد حينما كانوا في تلك المناصب.

سياسات البعث ضد الكُرد

الشمري وفي حديث عن سياسات البعث قال إن البعث حاول بشتى الوسائل وسم سوريا باللون الواحد عبر محاولات إنكار الكرد تاريخاً وثقافة في سوريا

البعث… نعم البعث جعل الجذوة المتقدة لوطنية الكرد تخمد حينما عاملهم على أنهم خطر على وحدة الوطن، دون أن يشعرهم بسياسته المتطرفة قومياً، أنهم جزء من هذا الوطن.

وأخطر ما فعله البعث انه حاول زرع عنصريته بين صفوف السوريين العرب وجعلها ثقافة ومسلمات ليست للنقاش.

فلم يُذكر في تاريخنا أن “هنانو” الثائر الوطني العظيم، كردي… ولا “الشيشكلي” الذي شارك في حرب فلسطين قبل ان يصبح رئيساً لسوريا أنه كردي، ولم يقولوا لنا انه ترك الحكم لأنه أبى أن يُراق الدم السوري بسببه.

غُيِّبَ هذا التاريخ وتلك المواقف المضيئة في زحام أفكار ميشيل عفلق الشوفينية

حُوربت الثقافة الكردية بشراسة وتم التضييق على الكرد معيشياً، ولكن لكل ظالم نهاية، فها هو الشعب السوري الذي أرادوا قتل الروح الوطنية فيه وشُق صفه بالنعرات القومية، يثور عليهم، وتمتزج أصوات الثوار باللغة العربية والكردية على حد سواء.

ومن رحم العنف والعنفوان ومن بين الركام الشاهد على هول الدمار، ظهر مشروع الأمة الديمقراطية كطوق النجاة حينما كاد شعبنا الثائر يضِّعَ البوصلة من كثرة التدخلات التي عبثت بنقاء ثورتنا،

ظهر المشروع ليعيد للعرب وللكرد كرامتهم وجمال وحدتهم وأنهم قادرون على قيادة نموذج فذ للتعايش والتعاون يصلح أن يكون مثالا يحتذى به لكل سوريا… سوريا الحلم… وما حدث مؤخراً من هجمة شرسة في دير الزور أكبر دليل على شعور قوى الهيمنة بخطر هذا المشروع عليهم وخوفهم من أن تنتقل العدوى إلى بلادهم المحكومة بالقومية حتى الآن، ولكن… ولا بد من قول لكن، استطعنا تجاوز ما حدث بفضل صدق النوايا وقناعة شعبنا بمشروعهم.

العرب والكرد

الكرد والعرب

أخوة تاريخ وشركاء جغرافيا… حقيقة لا ينكرها مُنصِف.

الماضي يشهد ويثبت ذلك، والمستقبل ينتظر منهم الكثير

وأعتقد أننا لن نخيِّبَ ظن المستقبل.

زر الذهاب إلى الأعلى