مانشيتمقالات

توأم الإجرام

يوسف كوتي ــ

هل سيبقى الكرد بيضة القبان ومحور التنازلات لتلبية الأطماع الإقليمية والدولية؟ سؤال يدق الناقوس مع كل إشراقة شمس جديدة. هكذا تعاهدوا التوائم الذين ولدوا من أرحام مختلفة ومن أب واحد، تلك هي الهيمنة الرأسمالية العالمية التي أقسمت أن تنجب أنظمة تشبهها وتحمل جيناتها لتُورث تلك الجينات لأجيال جديدة من أنظمة تتميز بأبشع ذهنية في تاريخ السلطة التي تجاوزت الخمسة آلاف عام، من إحداث تقسيمات في الجينات الاجتماعية التي تحولت من مجتمع كلياتي موحد دون تمييز إلى جزيئات طبقية دونية منها وفوقية، ليفقد المجتمع مقوماته الأساسية التي ترتكز على مبادئ المنظومة الأخلاقية، وإخضاعه للخنوع والعبودية في شخص المرأة التي أصبحت أول وآخر عبدة في مجتمعها البشري، حيث كانت تأخذ مكان الآلهة بين المجموعات البشرية التي لم تكن تعرف لليأس والتمييز طريقا، لتلتقي التوائم مرة أخرى تحت مظلة المصالح المشتركة؛ ألا وهي الاستمرار بسياسة التوسع والتغيير الديموغرافي في كردستان لنتعثر دائماً بسياسة وذهنية الإقصاء والانصهار والحرمان حتى من أبسط الحقوق.

ما تزال سياسة الإبادة والتنكيل مستمرة بحق شعبنا حتى اللحظة، ولِمَ لا! ما دامت الآذان العالمية صماء لا تسمع آهات شعبنا، ويغضون الطرف عن كافة التجاوزات التي تحدث بحق المدنيين في شمال وشرق سوريا، وكأنها مسرحية وستنتهي فيما بعد وليست بحاجة إلى الوقوف عندها والنظر في تشعباتها التي تلونت بدماء الشهداء.

بالرغم من كل هذا التنكيل والاضطهاد بحق شعبنا وإرادته الثورية من خلال مؤسساته الخدمية والمرافق العامة، ما تزال الحركة الثورية تُصَعِّد من وتيرة نضالها ضد الذهنية الشوفينية الاقصائية التي تمارسها التوأم الثلاثي، الدولة التركية والإيرانية وحكومة دمشق بالضوء الأخضر الروسي والأمريكي، وكأن سفينة نوح أرست من جديد على قمة جبل جودي( GODÎ ) لتبث الروح مرة أخرى في كردستان والمنطقة معلنا قدوم ولادة جديدة من خاصرة المخاض السياسي والاقتصادي الذي يعيشه النظام العالمي وفرضه على الدول والشعوب النائية لتوسع من حلقة تجارتها الاحتكارية التي لا تأبى لحق الشعوب في تقرير مصيرها والتي تواجه مرحلة جديدة وشكل جديد من النضال الثوري لشعوب تواقة للحرية وعاهدت أن ترتقي بذاتها إلى درجات الحرية باعتمادها على قدراتها الذاتية مرتكزة على قيمها الاجتماعية والأخلاقية التي أصبحت حجر عثرة أمام تقدم مشروع النظام الرأسمالي العالمي الذي يبني ذاته على تقسيم المنطقة إلى دويلات قوموية طائفية متناحرة.

ومن هذا المنطلق؛ فالنظام العالمي يعمل ليل نهار على إنهاء الحركات الثورية وعلى رأسها حركة الحرية الكردستانية والتي تمثل إرادة الشعوب المضطهدة وحقها في تقرير مصيرها.

زر الذهاب إلى الأعلى