حواراتمانشيت

بيري: التركي يطمح بكل سوريا بعد خلق حالة الفوضى واستبعاد الشرفاء

 

“هل هوَ تغييرٌ لسياسةِ روسيا؟ أم استكمالٌ لمخططٍ تركيٍّ إيرانيٍّ أسَديّ في ظلِ تواجدٍ روسيٍّ يتمُ تنفيذهُ حالياً حسبَ مصالحِ كلِّ منهم؟

هكذا بدأ حديثه لصحيفة الاتحاد الديمقراطي، السيد كادار بيري مدير مؤسسة كرد بلا حدود المقيم في فرنسا حالياً، مشيراً إلى الدور الروسي قائلاً:

“الروسي يعتبر سوريا آخر جغرافية بقيت له في الشرق من تركة الاتحاد السوفيتي، فبعد العراق كانت ليبيا، وها هي سوريا تنحسر رويداً رويدا، لذلك تجده يفعل كلّ شيء لبقائها تحت سيطرته. فخلافه مع التركي والتصعيد إبان سقوط الطائرة و مصالحة التركي كانت لأجل أن لا يخسر هذه الجغرافية، وعمليات التصفية الداخلية بينه وبين إيران والتي حُسمت له لأن الإيراني لا يمكنه أن يأخذ مكان الروسي في دعم الأسد خارجياً وفي المحافل الدولية (الفيتو )، كل ذلك ليكون صاحبَ القرار في سوريا دون منازع. فهو ينظر إلى الشرق عموماً وسوريا خصوصاً كجغرافيا و ليس كشعوب تريد العيش كما باقي الأمم”.

وحول الدور الإيراني في المنطقة نوّه بيري:

” الإيراني والذي لا يخفي طموحاته في الهلال الشيعي ليصلَ “قم” بجبل عامل في لبنان، حيث يتم السيطرة على ثلاث عواصم عربية، واتساعه جغرافية السيطرة من الخليج إلى البحر الأبيض المتوسط، وبهذا يكون قد قطع الطريق أمام المنافس والعدو التقليدي (السُنّة)، حيث تتصارع كلّ من السعودية و تركيا على الزعامة ليأتي ترامب الأمريكي و يتوّج السعودية “.

و خلالَ حديثه لصحيفة الاتحاد الديمقراطي ركَز بيري على الدور التركي مؤكداً:” التركي يطمح بكل سوريا بعد خلق حالة الفوضى و التسلح و السيطرة على قيادات المعارضة بعد استبعاد الشرفاء منهم، ولم يخفِ أردوغان ذلك حيث قالَ في أكثر من مناسبة بأن جغرافية المنطقة من حلب إلى الموصل هي من حق تركيا، لأنهم ظلموا في اتفاقيات( سيفر). ولكنه أمام السياسة والإرادة الكردية الصلبة بدأ بالتراجع ليصل به المطاف إلى أن يكون هدفه ألا يحصل الكردُ في روج آفا مع مكوناتها على إي حقوق فيدرالية ديمقراطية، ولهذا أباح الهلالَ الشيعي وخاصة بعد أن خسرَ قيادة السنّة أمام السعودية التي بدأت تأخذ دورها و مكانها الطبيعي و تنازل للروسي عن كل سوريا، ليس لشيء إلا لإفشال التجربة الديمقراطية في شمال سوريا روج آفا “.

وفي الاتجاه ذاته رسم “بيري” الخارطة السياسية ملوّحاً:

” نحن أمام حالة هي بالشكل التالي: اتفاق إيراني تركي لضرب الكرد مقابل أن تمتد إيران إلى لبنان وتركيا بضرب روج آفا و طبعاً يساندون و يمهدون لبعضهم في ذلك.

وأشار بيري: الروسي الذي لا ينسى بأن تركيا لم تدخل الناتو إلا ليكون خنجراً بخاصرتها فهي التي أسقطت طائرتها و تبجحت كثيراً بحقها. وقتها كتب بوتين ابن مدرسة الاستخبارات الروسية “إنه لن ينسى لتركيا فعلتها و سيردّ بطريقته الخاصة “.

وتطرق بيري إلى الدور الأمريكي مشيراً:” أمريكا التي تريد تحجيم إيران  وخاصة إن أي توسع إيراني سيكون مقابله قلق إسرائيلي، وهذه الأخيرة لم تتدخل كثيراً في سوريا بإلحاح أمريكي مقابل ضمان أمنها و سلامتها.

وفي ختام حديثه لصحيفتنا أكد بيري:  وجدت أمريكا أنه لا أحدَ يستطيع تحجيم المدّ الإيراني إلا الذين أثبتوا جدارتهم على الأرض بمحاربة الإرهاب و كل مخططات السوء بالمنطقة وسكانها. لذلك كان قرار تسليح وحدات حماية الشعب علانية و بشكل رسمي و بقرار من الرئيس الأمريكي، و متابعة من وزارة الدفاع الأمريكية. فهل هذا اعتراف ضمني أمريكي  بهذه القوات و إدارتها كقوة شرعية رسمية على الأرض ؟

هل يفهم الكرد بأن لا أمان للأعداء، وأن طريقَ الخلاص من سطوتهم  هو عفرين و جبل الكرد غرباً إلى البحر؟

لننتظر و نرى لكني أجزم أن المستقبل لنا..

زر الذهاب إلى الأعلى