بياناتمانشيت

بيان إلى الرأي العام

مقاومة الشعب في عفرين هي التي تنتصر

منذ بداية الأزمة في سوريا يتعرض عموم روج آفا وشمال سوريا وبالأخص إقليم عفرين إلى حملة حصار خانقة من قبل نظام الاحتلال التركي. هذا الحصار المحكم انتقل إلى مرحلة أكثر عدائية مترافقة. إذْ قامت الجماعات المسلحة التي تنفِّذ الأجندة التركية المعادية لإرادة شعب سوريا وتعرقل مسارات حل الأزمة على أساسها السياسي بتسيير حملات ميدانية ممنهجة ضد الأهالي والمدنيين وإلحاق الضرر بممتلكاتهم من أراضي ومحاصيل تعد الوسيلة الوحيدة لعيشهم. ضاربة عرض الحائط جميع القوانين الدولية التي تحرّم مثل هذه الأفعال الإرهابية كما في مثال استخدام السلاح المحرم دولياً في نيسان 2016 ضد الأهالي والعزل في الشيخ مقصود. علاوة على حملات التغيير الديمغرافي الممنهجة التي عمدتها الجماعات المحسوبة على المعارضة السورية والمدعومة تركياً بحق أهالي القرى والبلدات المتاخمة لشرق وغرب عفرين. هذا وبالإضافة إلى الدعم والتنسيق التركي مع جبهة النصرة –سابقاً واليوم بشكل مكثف- في شمال غربي عفرين من ناحية تواجدها في إدلب وتحريض جبهة النصرة المصنفة إرهابياً ضد شعبنا في عفرين. ويرى العالم اليوم بعيون وآذان مغلقة وعقل صامت عشرات الانتهاكات الموثَّقة التي يمارسها جيش الاحتلال التركي ومنظومته العسكرية من تهديد خطرمباشر على الأهالي في عفرين. وطيران الجيش التركي ينتهك يومياً سماء شمال سوريا علاوة على قصفها المستمر لمناطق منها؛ يأتي ذلك من بعد تصعيد لهجتها العدائية وتهديدها العلني باحتلال عفرين تحت ذرائع وأباطيل يدرك القاصي والداني في أنها ليست سوى مسوّغات تختبئ من ورائها تركيا انطلاقاً من مخططاتها التوسعية القديمة الحديثة. هذه المخططات التي لا تهدد عفرين وروج آفا وشمال سوريا إنما تهدد سوريا برمتها والمنطقة بشكل كامل. فلا يخفى على أحد مئات الأدلة الدامغة التي تدين النظام التركي في علاقات كانت ولم تزل والتنظيم الإرهابي داعش. واليوم بشكل علني وجبهة النصرة أو جبهة فتح الشام.

إننا في المجلس العام لحزب الاتحاد الديمقراطي PYD في الوقت الذي ندين بشدة وبأقسى العبارات؛ السياسة العدائية الممنهجة للنظام التركي؛ كما ندين الصمت والتواطؤ الذي يمارسه بعض من الجهات المحسوبة على المعارضة، وأن أي هجوم محتمل يقع على عفرين تتحمل مسؤوليته بشكل خاص الدول الضامنة لاتفاقية الآستانة التي ستبدو وكأن من عندها أطلقت الضوء الأخضر لذلك. وحتى أن النظام وكأنه بات يمّهد نفسه في اعلان توافقٍ والنظام التركي في وقت التصريحات التي يطلقها رئيس النظام التركي وحديثه عن الأبواب المفتوحة. ونؤكد قبل ذلك كله  بأن عفرين وإرادة شعبها أقوى من تهديدات تركيا ومقاومة أبنائها وبناتها؛ شيوخها وأطفالها، وبأن قوة وعزيمة وحدات حماية الشعب والمرأة وعموم قوات سوريا الديمقراطية كافية أن تدحر أية قوة غاشمة وتحبط أية محاولة احتلال لعفرين. دماء شهيدات وشهداء كوباني وتل أبيض ومنبج ومؤخراً في الرقة ودير الزور لن تجف ومنها يستمِّد شعبنا العزيمة والوفاء والنصال والنجاح حتى تحقيق التغيير والتحول الديمقراطي والأمن والاستقرار في سوريا. ومتأكدين اليوم أكثر من أي يوم مضى بأن فرصة نجاح مشروع الحل الديمقراطي الذي نبت في شمال سوريا بات في حكم المؤكَّد والمعمول به ومنه يَيْنَعُ في عموم سوريا. وأننا كما شعبنا ندرك بأن مقصد النظام التركي بمن يدعمه ويساعده من وراء تنازلاته واستدارته هو إفشال الحل الديمقراطي في سوريا وإفشال مشروع الفيدرالية الديمقراطية لشمال سوريا؛ مع العلم من يكتب له الفشل هو السياسة التركية ومن يكتب له النجاح والديمومة والنصر هو مشروع الحل الديمقراطي في سوريا والمنطقة برمتها.

الوفاء لقيم شهداء الحرية والنصر لمقاومة عفرين

25 تشرين الثاني 2017

المجلس العام لحزب الاتحاد الديمقراطي PYD

زر الذهاب إلى الأعلى