بيان إلى الرأي العام

مرت ست سنوات على احتلال الفاشية التركية ومرتزقتها لمدينة السلام عفرين التي كانت تدار عبر مكوناتها وفق ادارة ذاتية ديمقراطية جعلتها حتى عشية احتلالها ملاذاً لمئات الالاف من السوريين ومن مختلف المناطق السورية. لقد ارتكبت الفاشية التركية بحق شعب عفرين جرائم القتل والاختطاف لاقت فيها المرأة والأطفال نِسَبَ كبيرة، كما عمدت إلى أكبر عملية تغيير ديمغرافي واعتماد سياسة التتريك والتصْحير وإبادة كل ما هو متعلق بالهوية الأصيلة لعفرين التي ترزح طيلة فترة احتلالها تحت نير الفاشية والإرهاب، ومن بقي فيها من سكانها الأصلاء يسلط عليهم كل أشكال الاستبداد والجور، ويقاسي مهجريها كافة آلام النزوح وقسوة الحياة و العيون ترقب العودة.

لقد عمدت تركيا وفصائلها المرتزقة إلى ممارسة أقذر الأساليب وحشية وإرهاباً بحق سكان المنطقة من الكرد عبر القتل والخطف والاغتصاب والإخفاء القسري والسطو على الأملاك وحرق الأراضي الزراعية والأشجار وقطعها وتدمير المواقع والاوابد الأثرية كما عادة المستعمرين والغزاة عبر التاريخ، كما ارتكبت فصائل تركيا المرتزقة بتوجيه من نظام أنقرة أبشع الجرائم بحق شعبنا الإيزيدي الذي يتعرض للتهجير القسري والمعاداة والاستيلاء على مقدراتهم بنفس الذهنية الفاشية التي اعتمدتها داعش الارهابي حيال الايزيديين بشكل خاص.

أمام هذه الصورة القاتمة وتأكيد الجهات الدولية والمتداخلة في الشأن السوري أن لا حل سياسي يلوح في الأفق بالنسبة للأزمة السورية؛ يبقى مصير عفرين رهن مقاومة سكانها وأبنائها في مخيمات الصمود والكرامة وهم الذين قاموا الاحتلال التركي وفصائلها مدة ٥٨ يوماً في مقاومة العصر وما يزالون مستمرون بمقاومتهم حتى اليوم بتلك الروح الثورية بمزيد من الإصرار. فهذه المقاومة وحدها كفيلة وضامنة لإنهاء الاحتلال وإجبار المؤسسات الدولية أن تخرج عن صمتها، وضمان العودة الآمنة لسكانها الأصليين إلى منازلهم واراضيهم.

إننا في حزب الاتحاد الديمقراطي PYD إذ ندين الاحتلال التركي وممارساته في منطقة عفرين وباقي المناطق المحتلة في الشمال السوري، نطالب وندعو كافة الأطراف السورية المؤمنة بقضية الحرية والعدالة في سوريا إلى توحيد موقفها في وجه تركيا الأردوغانية وانهاء مخططاتها التوسعية ومطامعها الاحتلالية.

كما نطالب المجتمع الدولي بتحمل مسؤلياته والتحرك والعمل على إلزام تركيا من الانسحاب الفوري من عفرين وباقي المناطق السورية، وتأمين عودة كريمة لسكان عفرين الأصليين وسكان باقي مناطق سوريا إلى أماكنهم الأصلية وتعويض المتضررين، ومحاسبة المجرمين وتقديمهم لمحاكمة عادلة. ونطالب في ذات الوقت السماح للمنظمات الحقوقية والمؤسسات الإنسانية بتسيير زيارات استقصائية يتقصى فيها حقائق الرعب والظلم والتجاوزات وجميع الجرائم المرتكبة التي تعرضت وتتعرض لها عفرين وشعبها طيلة فترة الاحتلال التركي.

وإننا على يقين بأن تحرير عفرين هي أولى المهام الوطنية وبداية حل مستدام للحل السوري وانهاء الأزمة وفق القرار الدولي ٢٢٥٤.

١٧ آذار ٢٠٢٤

حزب الاتحاد الديمقراطي PYD