آخر المستجداتالأخبارمانشيت

باقي: الحركة الكردية لم تتوحد بفعل أطرافٍ مرتبطة بأجنداتٍ إقليمية

mehmud baqiحاورت صحيفة الاتحاد الديمقراطي محمود باقي عضو اللجنة المركزية في الحزب الديمقراطي الكردي السوري P.D.K.S , حول الأوضاع الراهنة التي تَمُرُ بها سوريا وروج آفا, وهذا هو نص الحوار نضعه بين أيديكم أعزاءنا القراء:

استهل محمود باقي  حديثه قائلاً: “في البداية نشكر صحيفتكم على إتاحتها الفرصة لنا لإيصال صوتنا إلى شعبنا وإلى الرأي العام الكردي والعالمي, أما بخصوص ما يجري من أحداثٍ وتواترٍ في سرعة هذه الأحداث على الساحة السورية وروج آفا, تطرق عبد الباقي في حديثه إلى الأزمة السورية فقال: ” أن ما يعصف بسوريا هي نتيجة إفرازات ما سمي “بربيع الشعوب العربية” , والذي انقلب إلى كوارث بشرية لم تجلب سوى القتل والدمار والتهجير, بفعل تدخل قوى لا تتماشى مصالحها مع مصالح الشعوب, وخاصةً في سوريا, كون تحرير الشعوب القاطنة في سوريا من ظلم واستبداد النظام سيلقي بتأثيره على الطغاة والأنظمة التي تحكمُ الشرق الأوسط, وستكشف عن أقنعتهم وشعاراتهم الكاذبة لشعوبهم التي كانت مثقلة بالتناقضات, لذا سعت هذه الأنظمة مع من انضوى تحت سقفها إلى تأزم الأوضاع أكثر, وحصر مقاومة الشعوب بأطر إرهابية, وتلبيسها غطاء راديكالي, وتحريف هذه المقاومة عن مسارها المجتمعي المُطالب بالحرية والديمقراطية للشعب الكردي, بقيادة مشروعه الديمقراطي للحل الذي كان في ريادة هذه المقاومة, والذي استطاع أن يُثبت ذلك من خلال تأسيسه للإدارة الذاتية الديمقراطية التي أسست بدورها قوات سوريا الديمقراطية ومجلس سوريا الديمقراطي.

– لماذا لم تستطع الأحزاب الكردية أن تتوحدَ تحتَ رؤيةٍ واحدةٍ إلى الآن؟

إن تاريخ الحركة الكردية في روج آفا وسوريا حافلٌ بالتناقضات والتاريخ يشهد على ذلك, لم نستطع أن نتوحد تحت مظلةٍ واحدةٍ لأن أطراف كردية مرتبطة ومتخفية خلف أجندات شخصية وإقليمية, وخاصة المجلس الوطني الكردي والذي كنا من مؤسسيه، لم يشاطروننا رؤيتنا للحل, وعن ضرورة تشكيل تحالفٍ كرديٍ موحد, وخلال كل المؤتمرات التي انعُقِدَتْ هم أرادوا أن يقصوا حزب الاتحاد الديمقراطي عن هذا التحالف, انسحبنا نحن وأحزاب أخرى من المجلس الوطني الكردي وذلك بسبب سياساته الاقصائية وعدم امتثاله للقرارات التي كانت تُصدَرُ عن هذه المؤتمرات, والأمثلة كثيرة حول ذلك منها: أنهم لم يبدوا أي التزام بقرارات الهيئة الكردية العليا, وهرعوا لنداء داوود أوغلو رئيس الوزراء التركي, الذي دعاهم إلى استطنبول للانضمام إلى المعارضة التي شُكلت في تركيا دون الرجوع إلى الهيئة العليا, والتي نص القرار الصادر عنها والذي يقول: (على أي طرفٍ مشارك في الهيئة الكردية العليا أن يعقد تحالفاً أو يتفق مع أطراف أخرى خارج الهيئة الكردية العليا يكون بموافقة المجلسين, مجلس غربي كردستان والمجلس الوطني الكردي), أسباب أخرى كثيرة متعلقة بالابتعاد عن الرؤية الكردية الموحدة, والتهرب من المسؤوليات والتصرفات الفردية من بعض الأطراف, التي تمثل حالياً المجلس الوطني الكردي في الائتلاف المعارض أدى إلى ابتعادنا عن المجلس الذي كان يمثل رؤى النظام التركي.

– ماذا تقولون في صدد الانتصارات التي حققتها قوات سوريا الديمقراطية من خلال تحريرها للمدن والقرى التي استباحها مرتزقة داعش وأخواتها, والتي تتلقى الدعم المباشر والعلني من النظام التركي ومَن يدور في فلكه؟

قوات سوريا الديمقراطية وفي نواتها وحدات حماية الشعب الـ YPG تشكل ركيزةً لبناء قوى سورية ديمقراطية, تشارك فيها كافة المكونات في الدفاع عن سوريا، ومجلس سوريا الديمقراطية تشكل المعارضة السورية الحقيقية, وتُعبرُ عن آمال الشعب السوري في بناء نظام ديمقراطي علماني تعددي لكل السوريين دون استثناء أو إقصاء, وهذه الرؤية للحل التي تمثل الخط الثالث الذي ينتهجه حزب الاتحاد الديمقراطي PYD ويشاطره في ذلك حزبنا وأحزابٌ وأطرافٌ سورية أخرى حريصة على وقف نزيف الدم السوري.

– ماذا عن مساندة الدول الإقليمية لهذا المشروع الذي نرى ثماره على الأرض, والذي يحاول النظام التركي وعبر مرتزقته القضاء عليه بشتى الوسائل؟

أصحاب سوريا الحقيقيين هم مَن يدافعون عن أرضها وشعبها وكرامتها, وهم الباقون على الأرض السورية وليس من يتستر خلف الارهاب ويسمسر على دماء السوريين، مقاومة روج آفا هي المقاومة الحقيقية وهي الثورة الحقيقية التي تمثل ثورة الشعب السوري والتي تضم كافة المكونات,  لذا علينا أن نثق بها ونساندها دون تلكؤ ومراوغة, وعلينا أن نعمل على عدم تكرار كوباني وشنكال ثانية، علينا أن نكون أقرب إلى القوة التي تُساند ثورة روج آفا, وأن لا ننخدع بالشعارات والكلمات المعسولة والرنانة من بعض الأطراف الإقليمية والدولية وخاصة النظام التركي, الذي لديه تجاربُ حافلة بالمؤامرات التي حاكها ضد الكرد وضد شعوب الشرق الأوسط, فهم يسعون إلى إعادة الشرق الأوسط إلى القرون المنصرمة  .

زر الذهاب إلى الأعلى