المجتمع

انتشار ظاهرة بيع الأدوات المستعملة

تقرير: حسينة عنتر

منذ السنوات الست من الأزمة السورية وما جلبت معها من ويلات وخراب ودمار للبيوت والمباني و توقف عدد كبير من المصانع والمعامل التي كانت تصنع وتنتج الأغراض المنزلية وأثاثها في سوريا، بسبب الأوضاع الأمنية وبسبب تهدم المعامل في المناطق الصناعية مثل حلب وريف دمشق، كما وأدت العقوبات الاقتصادية التي فرضت على سوريا إلى توقف توريد عدد كبير من البضائع التي كانت تدخل إلى البلد.

لذلك ازدهر سوق المستعمل في المناطق السورية، فامتلأت الأرصفة بالبضائع التي يعرضها أصحابها، وتبدأ البضاعة من الملاعق ولا تنتهي عند الأدوات الكهربائية وغرف النوم. وسيجد المتجول في هذه الأسواق بسطات للأدوات الكهربائية والأحذية والملابس الجديدة والمستعملة. وبما أن روج أفا جزء من سوريا لا نستثنيها إذ انتشرت فيها هذه الظاهرة، ولا سيما بعد نزوح الآلاف من السوريين إلى مناطق روج أفا بسبب التماسهم الأمن والأمان والاستقرار.

وبهذا الصدد تجولت صحيفة الاتحاد الديمقراطي في سوقٍ لبيع الأدوات المستعملة بمدينة قامشلو لترصد واقع هذا السوق.

نافع سليمان أحد باعة الأدوات المستعملة أفاد للصحيفة:

ارتفعت ظاهرة بيع المواد المستعملة بسبب قلة الموارد المالية والغلاء الفاحش لأسعار المواد الجديدة. في هذا السوق يتردد يومياً الكثير من المواطنين لبيع أغراضهم المنزلية أو لشراء ما يلزمهم لربما وجدوه في هذا السوق، كونه يعد من أكثر الأسواق الشعبية في قامشلو ويشهد اكتظاظاً هائلاً في جميع الأوقات.

كما أشار سليمان إلى الصعوبات التي تعترض عملهم، فقال في بداية الأمر كنا نضع الأدوات التي نشتريها من الأهالي على الأرصفة والأزقة وأمام المحلات التجارية والدكاكين أو على بسطات متنقلة، وبعد ذلك تم تخصيص هذا المكان من قبل بلدية قامشلو، وأخذ مساحة صغيرة من جغرافية السوق وبآجار رمزي مقداره 1000 ليرة شهرياً.

كما أكد فهد فارس داوي أحد العاملين في السوق: كان الناس قبل الأزمة يقومون ببيع أغراضهم إما من أجل المغادرة إلى الخارج أومن أجل معالجة مريض لهم يتطلب علاجه تكاليف فوق استطاعتهم أو لتغير عفش المنزل.

وأكد داوي رغم ذلك تكون حركة السوق متقلبة، نجد أحياناً بيع وأحياناً أخرى تكون حركة السوق راكدة

كان السوريون سابقاً وفي مختلف المحافظات يطلقون على مثل هذه الأسواق اسم سوق (الحرامية) التي وبسبب الأزمة ازدهرت وبات يوجد سوق (الحرامية) في كل منطقة ومدينة بل في كل حي وكل حارة.

كانت هناك أدوات منزلية بشكل أكثر وعملية شراء مزدهرة بشكل أكثر والطلب على المواد المستعملة يزداد بشكل ملحوظ بسبب رخص الأسعار لعلك تجد مطلبك بأقل سعر كنت تتوقعه، كما وهناك قطع نادرة تتواجد في هذا السوق يتم بيعها بأسعار معقولة، وبسب النزوح الهائل من المناطق الداخلية ومناطق التوتر والاحتقان إلى مدينة قامشلو فقد لجأ هؤلاء اللاجئون إلى شراء الأدوات المستعملة والقديمة لتسيير أمورهم وحاجاتهم، لهذا لجأ الناس في الآونة الأخيرة إلى بيع كل فائض لا يلزمهم.

ربيع عادل يتاجر في بيع وشراء الادوات المستعملة وخاصة الألبسة المستعملة حيث قال: يتم بيع وشراء الألبسة المستعملة والأدوات المستعملة من أيدي الشعب بعد التأكد من شخصية البائع، ذلك لأنه كثرت الأقاويل عن هذه البضاعة التي قد تكون مسروقة، وللحذر والحيطة نطلب من الأشخاص الذين يحضرون أدوات لبيعها ويكون مشكوك في أمرهم نطلب منهم هويتهم الشخصية ونتأكد منها أو لا نشتري. كما أن هناك أسر تنتظر لم الشمل من أحد أفراد أسرتها في إحدى الدول الأوربية، إذ وحدث هذا اضطرت الأسرة لبيع كامل عفش منزلها ونحن بدورنا نقوم بفرز هذه الأدوات ونبيعها قطعة –قطعة.

رضوان من حي قدوربك  مدرس وذو راتب محدود يقول: تعطلت الغسالة ولم أجد قطع غيار لها لإصلاحها وإن وجد سيكون تكلفتها أكثر من سعرها، مما اضررت للذهاب إلى سوق الأدوات المستعملة لشراء غسالة قديمة.

زر الذهاب إلى الأعلى