تقاريرمانشيت

النظام التركي يتاجر بالنازحين من جديد، ويتوعد سوريا والغرب بدفع الثمن غالياً

اعطونا المال، وإلا نحن مضطرون لفتح الحدود، لسنا مستعدين لاحتضان واستقبال هذا الكم الهائل من النازحين والمهجرين إذا لم تدفعوا لنا… قتلى جيشنا سننتقم لهم وسنزيد الضغط على النظام السوري، قلنا لروسيا اخرجوا من سوريا، دعونا نحل مشاكلنا مع هذا النظام المجرم لوحدنا.

الكلام هنا للرئيس التركي رجب طيب أردوغان في كلمة ألقاها أمام أعضاء حزبه بعد مقتل الجنود الأتراك في ادلب وشدة الانتقادات لسياساته في سوريا من قِبل المعارضة الداخلية بعد هجمات الجيش السوري والطائرات الروسية على نقاط المراقبة وأرتال المساندة التركية التي لم تتوقف للجماعات الإرهابية.

وقال أردوغان في كلمته: على الدول الأوروبية دفع الأموال لتركيا وإلا سنفتح الحدود أمام المهاجرين نحو أوروبا

وأشار إلى أن عدد الذين استطاعوا الوصول إلى الحدود اليونانية بلغ ثمانية عشر ألفاً وما زال النازحين السوريين يتدفقون نحو أوربا.

وبهذا الصدد يقول محللون وخبراء اقتصاد أن الرئيس التركي يلعب على ورقة الإتجار بالمهجرين النازحين السوريين للضغط على الدول الأوربية للحصول على أموال تصب في خزينة الدولة التركية بعدما تعرَّض الاقتصاد التركي إلى اهتزازات كبيرة وتدني مستوى الليرة التركية أمام العملة الأجنبية وليس لتحسين أحوال النازحين منوهين إلى أن الأموال التي كانت تُدفع لتركيا سابقاً كانت تذهب إلى أرصدة خاصة تركية بعد التدقيق في سجلاتها وتعقُّبِ مسار هذه الأموال من اللجان والمنظمات الأوربية المختصة بهذا الشأن.

وفيما يخص الانتقادات الداخلية التي وُجهت إلى سياساته في سوريا والانتهاكات التي يجريها مرتزقته من تغيير ديمغرافي وتهجير قال أردوغان: هذه هي سياستنا التي نسير عليها منذ نشوء دولتنا وسنستمر بها.

 ورأى بأنه لم يذهب إلى سوريا بدعوة من الأسد بل ذهب بدعوة من الشعب السوري ولن يخرج من سوريا حتى يطلب منه الشعب ذلك ويقول له شكراً لكم لقد أنجزتم مهمتكم وعلى الذين يرددون هذا السؤال (بخصوص سياسته في سوريا) القبول بهذه السياسة في إشارة إلى المعارضة الداخلية وروسيا

وأضاف أردوغان أنه طلب من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن يتخلى عن النظام السوري ليصفي حساباته مع هذا النظام المجرم والعدو على حدِّ زعمه.

واعتبر أن الوجود التركي في سوريا وجود شرعي حتى تحقيق منطقة آمنة بعمق ثلاثين كيلو متراً وتأمين شريطه الحدودي.

ولفت إلى أن سياسته هذه مستمرة في كل سوريا وخصوصاً في المناطق الحدودية من جرابلس وعين العرب ورأس العين وصولاً إلى حلب حتى ننشِئَ تركيا الكبرى

ونوَّه أردوغان إلى أن الانتقام لدماء الجنود الأتراك سيكون ثمنه باهظاً على النظام السوري وجيشه معتبراً دخوله في الحرب أصالةً وليس وكالةَ فُرِضَ عليه ويجب على سوريا تحمل تَبِعاتها.

وفي هذا السياق قال خبراء سياسيون: إن من قمة السذاجة والنفاق السياسي هذا الادعاء التركي الممزوج بأعلى مستويات التدني الأخلاقي إذ تشير الدلائل والمعطيات كلها إلى أن تركيا ومنذ اندلاع الأزمة السورية كانت العنصر الأسوأ والأخطر على سوريا وبنيتها التحتية عموماً والشعب السوري خصوصاً حيث جعلت حدودها الجنوبية طريق ترانزيت للتنظيمات الإرهابية التي قتَّلتْ وهجرت وسرقت الشعب السوري وأجرَتْ وما زالت تجري عمليات التغيير الديمغرافي في الكثير من المدن السورية التي تحتلها الآن وخصوصاً في شمال وشرق سوريا انطلاقاً من الذهنية العثمانية البائدة وتثبيت أركانها من جديد؛ أو لجعلها ولايات وأوكار إسلامية متطرفة تابعة للدولة التركية تراهن عليها في مستقبلها السياسي وحضورها في الشرق الأوسط وما ستؤول إليه الخريطة التي تُرتسم للمنطقة.

يُشار إلى أن تركيا تحتل مساحات كبيرة من الأراضي السورية عبر صفقات وتقاطع مصالح آنذاك بينها وبين روسيا والنظام السوري في محاولة منها إنشاء حزام أمني على طول حدودها الجنوبية بإجراء عمليات التغيير الديموغرافي، إلا أن المقاومة التي أبديت في الشمال السوري من كوباني وعفرين إلى رأس العين وتل أبيض حالت دون تحقيق الخطط والأهداف التركية في سوريا وأسهمت في تغيير سياسات دول كبرى تجاهها كما هو حاصل اليوم بينها وبين روسيا حيث الاشتباك السياسي والعسكري في ذروته في إدلب.

زر الذهاب إلى الأعلى