مقالات

النجاح والفشل عين عيسى و أستانا11

ملتقى عين عيسى بنسخته الجديدة وبحضوره القوي لكافة مكونات المجتمع السوري رسخ الحل السوري السوري وأعطي مؤشراً ايجابياً بالإسراع في الوصول إلى حل سياسي للازمة السورية التي يحتاجها الجميع اليوم أكثر من أي وقت مضى بعد أن وصل جميع السوريين إلى هذه النتيجة,أن أية قراءة لجدول أعمال هذا الملتقى والمواضيع التي طرحت فيه تؤكد أنها تركزت على الحقائق ومعطيات سياسية واضحة وصريحة تقوي من التوقعات بحصول نتائج مهمة وفاعلة وخاصة من خلال الوجود القوي لبعض الشخصيات الفاعلة في هذه اللقاءات.

لابد من القول أن نجاح هذا الملتقى يكمن في تمكنه من جمع الأطراف السورية على مائدة الحوار والتي بدورها لعبت دور المسهل للوصول إلى الحل فيما بينها لتحقيق الاستقرار السياسي والأمني في سوريا والقضاء على جميع المظاهر السلبية والايمان بوحدة التراب السوري. ما يؤكد حديثنا أن الأطراف المجتمعة قد أعلنت استعدادها للحوار دوماً وتحت أي ظرف كان وضرورة معالجة التهديدات ووجوب الدفاع المشترك عن القيم والمبادئ في ظل غياب عملية سياسية مؤكدين على ضرورة أخذ زمام المبادرة والعمل على تنسيق الجهود والمواقف . واتخاذ ذلك وسيلة لإنهاء الأزمة السورية مع ملاحظة اتفاق الجميع على أن هناك دولاً مجاورة تأوي الإرهابيين وتقدم لهم الدعم لضرب المنجزات والمكتسبات المتحققة غاية منها لإبقاء الأوضاع متأزمة فهذه الدول لها سوابق في الحرب على شعوبها ومكوناتها وعلى جوارها,فقط لأنها تسعى لإيجاد شرعية التدخل في شأن دول الجوار وهذه الشرعية بالتأكيد ليست من أجل الوصول إلى حل للأزمة بل من أجل التدخل في الشؤون الداخلية والدليل على ذلك أن هذه الأطراف تلجأ إلى تدابير عقابية متدرجة ضد مكونات الشعب السوري .بالمحصلة كان ملتقى عين عيسى رسالة واضحة إلى بعض الأطراف التي انتهجت سياسة خاطئة مع الأزمة السورية .

ماذا عن فشل اجتماع أستانا11؟

روسيا ساندت النظام وتركيا ساندت المعارضة وكان الفشل مصير استانا11لتسدل الستار عنها نهائياً. كما هو معلوم لدى الجميع أن الدول المشاركة (روسيا تركيا إيران) جميعها أخفقت في تحقيق ملموس في هذا الاجتماع ,خاصة أنها أخفقت في تشكيل لجنة دستورية سورية خلال هذا الاجتماع الذي قال عنه ديمستورا” أتأسف بشدة لعدم إحراز أي تقدم ملموس في التغلب على الجمود المستمر منذ أشهر في تشكيل اللجنة الدستورية “.

هنا نتساءل أي هذه الاجتماعات حصدت نتيجة جيدة ووضعت مصلحة سوريا ومكونات سوريا من أولوياتها ؟

ومن الذي يملك مفتاح الحل الحقيقي للازمة السورية؟

يمكننا هنا أن نقول أن أي حل لا يعبر عن رؤية مكونات المجتمع السوري وأي لقاء لا يشارك فيه جميع هذه المكونات أنما هو مضيعة للوقت ولا يجلب إلا المزيد من الأوجاع والمآسي ويطيل من عمر الأزمة إلى ما لا النهاية.

زر الذهاب إلى الأعلى