المجتمعمانشيت

القتل المتعمد يزداد بحق المرأة فأين مناهضة العنف ضدها

يعتبر قتل المرأة على أيَّ خلفية كانت من أبشع أنواع الجرائم والعنف الممارس بحقها، وهو ناجم عن خلل في مراكز القوى المجتمعية وثقافة التمييز القائمة بين النوع المجتمعي التي ما زلنا نعاني منها والتي تسود بشكل واضح في مجتمعنا، وما زال يُنظر إلى المرأة على أنها تقع في مرتبة أدنى  من الرجل نتيجة الثقافة المشوَّهة والتقاليد والأعراف البالية التي تعزز من هذه النظرة.

في الآونة الأخيرة كثرت في قامشلو حوادث قتل المرأة على يد الرجل، سواء أكانت أخته أو زوجته في الوقت الذي نطالب فيه بمساواة المرأة بالرجل ونناهض العنف ضدها ونرفع شعارات بذلك، وفي المقابل كل يوم تحصل جريمة مروعة يتم فيها قتل المرأة مثلما حدث قبل أيام حيث استيقظ أهالي حي الكورنيش في مدينة قامشلو على نبأ جريمة مروعة هزت مشاعرهم ومشاعر كل إنسان يملك بين جوانحه ضميراً، إذ أقدم أحد الأزواج على طعن زوجته (هيلين) الشابة ذات 19عاماً بالسكين طعنات كثيرة حتى الموت دون شفقة أو رحمة ودون أن يهتز له وجدان، وبعد ارتكاب الجريمة عن سابق اصرار قام بتسليم نفسه لقوات الأمن الداخلي بالمدينة، تاركاً خلفه طفلين يتيمين وزوجة مقتولة مرمية على الأرض.

هذه الجريمة بحق تلك الأم والزوجة استنكرها جميع أهالي مدينة قامشلو حيث عجَّت صفحات التواصل الاجتماعي بهذه الحادثة المؤلمة وقامت المنظمات النسائية والحقوقية، بتنظيم وقفة احتجاجية في قامشلو، تنديداً بالجريمة البشعة، وطالبوا الجهات المعنية بالعمل على وقف العنف الأسري والانتهاكات الجائرة بحق المرأة والاعتداء على حياتها.

وبهذا الصدد كتبت نورا خليل الناطقة الرسمية السابقة في ‏منظمة سارا لمناهضة العنف ضد المرأة‏ تعليقاً على حادثة قتل هيلين التي قُتلت بدم بارد طعناً بالسكاكين بحي الكورنيش بقامشلو، وهي ام لطفلين .. ( يعني أنها تزوجت وهي قاصر ) وأضافت خليل: بغض النظر عن كل المسببات، فهذه جريمة مخيفة وبشعة ووحشية، خصوصاً أنها حدثت في إطار الأسرة الواحدة.

جريمة كاملة الأوصاف وعلى جميع المنظمات الحقوقية المناصرة لحقوق المرأة والطفل أن تدرك أن ذلك يؤثر على حياتنا كنساء ويمس حياة الأجيال القادمة من الإناث، لذلك لن نتخلى عن حقنا كمدافعين عن حقوق المرأة ولن نقدم تنازلات بشأن دورنا في انقاذ العشرات من النساء، ويقع على عاتق كل من يهتم ببناء مجتمع سليم يحترم كافة الحقوق والقوانين أن يعمل على نبذ العنف والعمل على نشر فلسفة حياة الشراكة الندية .

وما يثير الجدل والاستغراب هنا؛ أداة الجريمة حيث يقوم رجل من حي علايا بمدينة قامشلو بضرب زوجته بغطاء طنجرة الضغط ضربات متتالية على رأسها وسارع الجيران إلى اسعافها لأقرب صيدلية في الحي ولكن القاتل لم يُشفَ غليله ليلحق بزوجته ويكمل ضرباته ويتأكد بأنها فارقت الحياة غير مبالٍ بترك أطفاله أيتام، أما هذه المرة والذي أقدم على جريمة القتل أخ يقتل أخته في إحدى قرى الآليان التابعة لمقاطعة قامشلو على إثر شجار بين زوج وزوجته ويسفر أن تحرد الزوجة إلى بيت أهلها وبسبب القيل والقال والاشاعات المغرضة الكاذبة قام أخوها بقتلها دون السماع لأخته لمعرفة الحقيقة التي يروجها الناس حسب ظنونهم، ولكن هذه المرة تقتل لاجئة كردية “نسرين شفان” في لبنان ذبحاً بالسكاكين داخل منزلها، إضافة الى محاولة قتل ابنها الرضيع بحسب ما نشرته مواقع التواصل الاجتماعي آنذاك حيث أفادت تلك المصادر إن المغدورة من أهالي قرية حماره بريف تربه سبيه، وكانت تسكن في مدينة قامشلو، لتنتقل مع زوجها إلى لبنان.

عثر على جثة المغدورة في منزلها وهي مذبوحة، وبجانبها طفلها الرضيع وتبدو على رقبتها طعنات سكين، ويذكر أن القاتل يكون  صديق زوج الضحية وأستغل غياب الزوج في عمله لينفذ عمليته الإجرامية.

هذه بعض النماذج، وهناك العديد من الجرائم على هذه الشاكلة التي تذهب ضحيتها نساء بريئات.

عزيزي القارئ هل فكرت يومًا في أسباب القتل التي دفعت القتلة إلى القيام بجرائمهم؟ قد تظن أن هناك سبب أو أكثر من ذلك، وقد تظن في نفسك ويراودك أسئلة كثيرة لا تجد لها جواباً ولكن ماهي هذه الأسباب القوية التي تجعل قتل النفس بهذه السهولة الأمر ليس بتلك البساطة، فقتل النفس من أكبر الكبائر وأعظم الجرائم في جميع المجتمعات وحرمتها كافة الأديان السماوية.

وفي ذات السياق تحدث مرشد نفسي ومدرس ثانوي بقامشلو عن ظاهرة القتل وقال إنها من المشاكل الاجتماعية الأكثر تفاقماً والأزمة التي نعيشها منذ ثماني سنوات أثرت في نفسية البعض وخلقت نتائج سلبية جداّ ومن ناحية أخرى ظهور تنظيمات إرهابية التي مارست القتل والنهب والسرقة وعمليات الاغتصاب ولدت في نفوس الأهالي بركان من الحقد ولا ننسى بأن أي مجتمع لا يخلو من الجريمة لطالما يتواجد فيها الصالح والطالح ولكن زيادتها وانتشارها بهذا الشكل المخيف الآن يستوجب وقفة حاسمة لدراسة الأسباب والدوافع والتصدي لها لإنقاذ المجتمع، وأضاف المرشد النفسي كنا في السابق عندما نشاهد مسلسلاً قد حدث فيه بأن شخص يقتل أخاه أو زوجته نتعجب ونستغرب ونستمر بالمتابعة حتى يظهر الحق وينال الجاني عقابه الأن أصبح كل شارع بمثابة مسلسل تحدث فيه هكذا جريمة وعندما نتابعها تتلخص نهايتها بأن الجاني يعاني من مشاكل نفسية والسؤال الأكثر جدلاً قبل الجريمة ألم يشعر أهله بحالته النفسية والعصبية هذه لماذا لم يبادرون في علاجه…؟؟؟

فالقاتل وفقًا للتحليلات الرسمية هو إنسان بالغ راشد في أغلب الأحيان قد حاز على شهادة جامعية، وفي بعض الأحيان يساعده في جريمته شخص أو أكثر لذلك فإن تحليل أفعالهم ليس سهلاً بالمرة وليست مقنعة في بعض الأحيان فالبعض يقول أن المجرم قد يكون في حالة من الإدمان والسكر أو لمجرد غيرة وحسد أو تصفية حسابات قديمة أو خلاف أو على إثر مشادات كلامية أو قضايا الشرف.

تقرير: حسينة عنتر

زر الذهاب إلى الأعلى