الأخبارمانشيت

الدكتور عاطف مغاوري: أردوغان يخطط لاقتطاع شمال سوريا

قال الدكتور “عاطف مغاوري” ــ رئيس الهيئة البرلمانية لحزب التجمع بمجلس النواب المصري ــ إن الدولة التركية من خلال ممارساتها في الشمال السوري تبني جيلاً جديداً موالياً لها بالثقافة والتعليم واللغة، وتحاول ربط الشمال السوري اقتصادياً بها مما سيسمح لها بضمه إلى تركيا واقتطاعه من سوريا خلال الاستفتاء بعد تتريكه كما فعلت في لواء اسكندرون وانطاكيا.

جاء ذلك خلال حوار خاص مع منصة تارجيت targetplatform

وجاء في نص الحوار:

*كيف ترى الضربات التركية المتتالية على مناطق شمال وشرق سوريا، ما الذي تريده تركيا برأيك؟

– تركيا لديها أطماع في سوريا وأطماع كبيرة للغاية، وللأسف الشديد يجب أن يعلم الإخوة الكرد في شرق الفرات أن ما تمارسه تركيا في الشمال السوري هي محاولة “تتريك” للشمال السوري، ولذلك نرى إحلالاً للغة التركية مكان اللغة العربية وكذلك مكان اللغة الكردية، وإحلال العملة التركية محل العملة السورية، وهذا يعنى الربط الاقتصادي بين تركيا وشمال سوريا، وكذلك مناهج التعليم.

*ما الذي يستفيده النظام التركي من تتريك شمال سوريا برأيك؟

– أنا أرى أن كل هذه الأمور والخطوات ستفضي في النهاية أو في وقت من الأوقات إلى دفع تركيا بمسألة إجراء استفتاء للمواطنين في تلك المناطق، فهناك تغييرات ديموغرافية في السكان، بل إنه في الوقت الحالي هناك أجيال في شمال سوريا تربت على الولاء لتركيا، وبالتالي حين يتم استفتاء هؤلاء في يوم من الأيام فإنهم سيختارون تركيا، سيختارون ما تعلموه وما تم التخطيط له، وبالمناسبة لواء الإسكندرون وأنطاكيا كيف تم الاستيلاء عليهم من قبل تركيا من سوريا؟

كانوا لواءين ضمن أراضي سوريا وبالمناسبة ناطقين بالعربية، تم الاستيلاء عليهما واقتطاعهما بنفس الطريقة.

*ما الأدوات التي اعتمدت عليها في تركيا أيضاً إلى جانب ما ذكرته سابقاً بشأن الوضع في شمال سوريا؟

– تركيا تعمل طوال الوقت من خلال التنظيمات الإرهابية التي تمولها وتحتضنها في شمال سوريا وتلك التنظيمات الإرهابية مارست كل أعمال التدمير. أيضاً حتى موضوع المصالحات التي تتم في بعض المناطق التي عاد إليها الهدوء نسبياً في سوريا، هناك بعض الفئات التي تختار أنها تخرج من مناطق قلب سوريا إلى مناطق الشمال لتكون تحت الولاية التركية، ونحن نرى الآن هناك مشاكل للعرب والسوريين تحديداً في تركيا مع الأتراك. كما أنه كانت هناك كذلك محاولات لعب على التناقضات ما بين مكونات قوات سوريا الديمقراطية “قسد” وبعض اللجان المشكلة من المكونين العربي والكردي، فيتم العمل على تفجير الخلافات العربية الكردية ووحدة الأراضي السورية وما تتميز به من تنوع عرقي. إن سوريا والشام بالذات يمثل فسيفساء للمكونات العرقية والدينية والثقافية، وهذا الأمر يجب أن يكون سراً من أسرار الثراء، لكن للأسف الشديد يسعون إلى تدميره لإعطاء مبرر للوجود الإسرائيلي.

*ما علاقة ما تقوله بإسرائيل ووجودها؟

– إسرائيل تعيش في المنطقة باعتبارها مكون يقوم على الديانة اليهودية، ووجود دولة يهودية يعطي لكثير من مكونات المنطقة مبررات لبحث كل مكون عن كيان يعبر عنه بشكل منفصل عن باقي مكونات المنطقة، فتتحول المنطقة إلى كانتونات تقوم على أسس عرقية ودينية وتولد من رحم تلك الصراعات فتتصارع فيما بينها لأنها لم تولد باتفاق وتراضي فتبدأ كل هذه المكونات تتصارع فيما بينها والرابح الوحيد فيها هو الكيان الصهيوني الذي بكل التقارير الدولية والآراء الموضوعية من أكاديميين العالم وصفوه بأنه نظام عنصري ونظام أبارتاهيد بكل ما فيه من تشريعات وقوانين وغيرها. ويجب أن تتوقف تلك الصراعات، ولذلك آن الأوان لتركيا أنها ترفع العزلة عن عبد الله أوجلان وتدير حواراً معه للبحث عن مخرج مُرضي لكل الأطراف يحقق الأمن والاستقرار وينهي دوامة الصراع الذي يستنزف الجميع.

*هل تعتقد أن تركيا بكل ما تنفذ من مخططات يمكن أن تتراجع أو تفكر فيما تقول إنه يجب أن تقوم به؟

– في فترة من الفترات انتهجت تركيا سياسة صفر مشكلات عندما كان وزير الخارجية الأسبق أحمد داوود أوغلو هو من

يهندس السياسة الخارجية للبلاد، وقد استقال وترك حزب العدالة والتنمية، ومع استقالته تحول منهج أنقرة من صفر مشكلات إلى مشكلات كبيرة وتامة مع الجوار التركي، سواء مع سوريا أو في العراق. وما تقوم به تركيا أيضاً هو نتاج لاستغلال حالة الضعف لدى العرب، فتركيا لم تجد نفسها في شمال العراق إلا بعد عام 2003، أي بعد الاحتلال والغزو الأمريكي للعراق، فأصبح مرتعاً، حتى الكرد أنفسهم في شمال العراق في حالة انقسام، فهناك قوة كردية في شمال العراق نجدها متحالفة مع تركيا ضد حزب العمال الكردستاني، وتركيا بحكم الوجود الكردي متداخلة في تلك المناطق فالكرد كما نعلم يتوزعون ما بين جزء في سوريا وجزء في العراق وجزء في إيران وجزء في تركيا، والنصيب الأكبر في تركيا، وهذا الوجود خلق صراعاً حتى بين المكونات الكردية، على سبيل المثال في منطقة السليمانية، ونجد كذلك صراعاً على الحدود الإيرانية العراقية.

*ما المطلوب في الوقت الحالي برأيك لتجاوز هذه الصراعات؟

– أعتقد أنه أصبح من الضرورة بمكان إلغاء ثنائية الصراع، وليكن إذا كان هناك ثنائية فتكون ثنائية التعايش وثنائية التعاون وثنائية التنمية بعيداً عن الثنائية التي تؤدي إلى الصراع وتستنزف قدرات المنطقة وتسمح بالتدخلات الدولية أن يكون لها موضع قدم في المنطقة بما يحقق مصالحهم على حساب أطراف المنطقة المحلية سواء تركيا أو الكرد أو العراق أو سوريا.

زر الذهاب إلى الأعلى