المجتمعمانشيت

أين وصلت هيئة التربية والتعليم بعد سبعة أعوام من الجهود

بعد ثماني سنوات من تدريس مناهج هيئة التربية في الإدارة الذاتية الديمقراطية ازداد عدد المدارس والطلاب التي تعتمد هذه المناهج في إقليم الجزيرة, وباتت معتمدة حتى الصف العاشر من المرحلة الثانوية, ورغم الصعوبات والإمكانات الضئيلة, وظروف الحرب على الإرهاب والحملات الإعلامية الشرسة المدارة من قبل الأعداء على هذه المناهج, المراقب يلمس التطور في العملية التربوية, ويجد ازدياد الإقبال على التسجيل في المدارس, ويلمس نوعاً من الرضا عن هذه المناهج لدى المجتمع.

ولمعرفة إلى أية مرحلة وصلت العملية التعليمية في الإدارة الذاتية, والإجراءات والأمور المتخذة لتطويرها أكثر, قامت صحيفة الاتحاد الديمقراطي بإلقاء الضوء على بعض الجوانب والأقسام التابعة لهيئة التربية والتعليم في مقاطعة قامشلو.

المعلم والطالب هما أساس العملية التربوية.

في البداية التقت الصحيفة مع (روهات خليل) من الإدارة العامة ل (KPG) ومسؤولة لجنة المتابعة والتقييم في هيئة التربية بمقاطعة قامشلو, وعن آلية عمل هذه اللجنة قالت روهات موضحةً:

نعمل في هذه اللجنة على الاطلاع ومتابعة تحضير المعلمين للدروس وتقييم عطائهم, ومدى تحضيرهم للدروس ضمن دفاتر التحضير, ومعرفة مدى تلقي الطلاب للدروس وفهمها, والاطلاع على الأرشيف في المدارس, ومعرفة أسباب عدم تطور بعض الطلاب علمياً من خلال اللجان في كل مدرسة, والتواصل مع أولياء أمور الطلاب من أجل معرفة أسباب كل مشكلة والعمل على حلها من أجل تطوير العملية التربوية في المدارس, وعقد الاجتماعات الدورية لأولياء أمور الطلاب.

وأشارت روهات إلى أنهم من خلال الجولات على المدارس يقومون بتقييم عمل مدراء المدارس ومدى القدرة على إدارة أمور المدرسة المتعددة, وقالت:

مدير المدرسة يجب أن يكون قادراً على حل المشاكل اليومية التي تعترض العملية التربوية في مدرسته, وقادراً على اتخاذ القرارات الصحيحة ضمن القوانين, وأن يراعي الخطط الموضوعة من أجل المناهج, وتقييم ومتابعة عطاء المعلمين, وزرع روح الأخوة والصداقة والتعاون بين معلمي المدرسة من أجل تطوير العملية التربوية, وتوجيه المعلمين للاعتماد على طرائق التدريس في إعطاء الدروس والتي يبلغ عددها 18 طريقة, واكتشاف أساليب وطرق جديدة لتطوير العملية التربوية, وزرع المحبة وحب النظافة بين الطلاب والإشراف على نظافة المدرسة, والقدرة على حل المشاكل في المدرسة سواء مشاكل الكادر التعليمي أو مشاكل الطلاب,  وأن يعتمد على النظام والانضباط في المدرسة ويجعلهما أموراً بديهية, وتسيير أمور المدرسة بشكلٍ جيد, وتشكيل اللجان المختلفة في المدرسة ومراقبة عمل كل لجنة وتقييمه, ويكون قادراً على تحمل المسؤولية, وإعداد التقارير الشهرية, ومتابعة كل أمور المدرسة.

وتابعت روهات: نحن في اللجنة سنفتتح دورات تأهيلية لمدراء المدارس في الصيف لتطوير أدائهم وعملهم, وبالتالي تطوير العملية التربوية في المدارس.

وأشارت روهات إلى أنهم يجرون إحصاءات لعدد المعلمين وأعداد الطلاب من خلال الاجتماعات الشهرية للجان في المقاطعة, ونستمع إلى المشاكل ونحاول إيجاد الحلول لها, وكذلك نتلقى المقترحات من أجل تطوير عمل لجاننا, ونتخذ القرارات بالتشاور والإجماع, فالمعلم والطالب هما أساس العملية التربوية.

وحول مدى تطور العمل التربوي منذ عام 2012 وحتى الآن أوضحت روهات:

نتيجة للدورات التعليمية الصيفية للمعلمين لمسنا تطوراً كبيراً لديهم من سنة لأخرى, ودورة العام الماضي كانت مميزة جداً, لأن التركيز كان على مادة طرائق التدريس, التي تعطي للمعلم طرقاً ووسائل متعددة لإيصال مضمون الدرس إلى الطالب, وكذلك توسيع أفق حل المشاكل والصعوبات المختلفة التي تواجه المعلم أو الطالب, وكذلك حل المشاكل الأخرى التي تحصل في المدارس من سرقة أو كذب أو مسبّات أو خلافات وعداء, وهذه الأمور تحصل كثيراً بين الطلاب, ونتهيأ منذ الآن للدورة الصيفية القادمة, بحيث يكون التركيز على طرائق التدريس والمحاضرات الفكرية والثقافية من أجل تطوير المعلمين أكثر, وهناك مقترحات من أجل ذلك ولكن لم يُتخذ القرار النهائي بعد.

يجب تقييم العمل التربوي من أجل تطويره

وبعدها التقت الصحيفة مع (آراس جمعة) من إدارة مديرية مدارس مقاطعة قامشلو, وحول العملية التربوية في هذا العام الدراسي قال:

انتهى الفصل الأول من هذا العام الدراسي بنجاح, وكان ازدياد عد الطلاب واضحاً مقارنةً بالأعوام الماضية, ومناهج هيئة التربية في الإدارة الذاتية الديمقراطية أصبحت تُعطى حتى الصف العاشر, وأعددنا الكوادر المختصة (معلمين اختصاص) بكل مادة من المناهج, وتم توزيع الكتب في كافة نواحي وبلدات المقاطعة, وهذا المنهاج يناسب ثقافة كافة مكونات مناطقنا ويستند على مفهوم الأمة الديمقراطية, وكل مكون يتلقى التعليم بلغته الأم.

وأشار آراس إلى أن دورات مراحل اللغة الكردية تُعطى باستمرار في كل الأحياء وللجميع, وقال:

دورات اللغة الكردية تتضمن 3 مراحل, من أجل تعليم أفراد المجتمع وتطوير المعلمين, وكل معلم يجب أن يحصل على شهادات المراحل الثلاثة للغة الكردية, وهذه الدورات تتم بإشراف مباشر من هيئة التربية والتعليم.

ومن أجل حل المشاكل التي تعترض العملية التربوية أشار آراس إلى أن هيئة التربية اجتمعت مع المعلمين والطلاب من أجل طرح هذه المشاكل لإيجاد الحلول لها, وقال:

عقدنا اجتماعات موسّعة لمعلمي مقاطعة قامشلو في نهاية الفصل الأول, واطّلعنا على سير العملية التربوية ومدى تطورها والمشاكل والصعوبات التي واجهتها, والخطط التي يجب وضعها من أجل السنوات القادمة, كما شكلنا لجان متابعة في هيئات الإدارة الذاتية لمعرفة أوضاع الموظفين فيها من حيث المدارس التي يتعلم فيها أولادهم( مدارس النظام – مدارس الإدارة الذاتية), كما فرزنا خريجي جامعة روج آفا إلى مدارس الإدارة الذاتية.

  وبالنسبة للمعلمين الذين رسبوا في الدورة الصيفية الماضية ولم يتم فرزهم إلى المدارس, قال آراس موضحاً:

نتيجة التقارير التي رفعها هؤلاء بأنّهم ظُلموا في الدورة الصيفية وطالبوا بإحقاق العدل, قررت هيئة التربية إجراء امتحان للمعلمين غير المفرزين في 20 /1 / الماضي ونجحت نسبةٌ قليلة منهم ويتم فرزهم إلى المدارس, وأما خريجو جامعة روج آفا ولأنهم لم يتلقوا دورات اللغة الكردية عقدنا اجتماعاً معهم وأمهلناهم حتى نهاية العام لدراسي ليتلقوا دورات المراحل الثلاثة للغة الكردية كشرط مُلزم من أجل التدريس في المدارس.

30 روضة أطفال في مقاطعة قامشلو

ولأن هيئة التربية والتعليم أولت الاهتمام للأطفال دون سن المدرسة, وافتتحت رياض أطفال في كافة أحياء ونواحي مقاطعة قامشلو, التقت الصحيفة مع (غزالة درباس) مسؤولة رياض الأطفال في مقاطعة قامشلو, ولإلقاء الضوء على رياض الأطفال قالت:

في البداية تم افتتاح عدد محدود من رياض الأطفال, وكانت تابعة لــ(وقف المرأة) والبلديات, وفي بداية العام الماضي افتتحنا نحن لجنة تدريب المجتمع في هيئة التربية ((KPG كبداية أربع روضات للأطفال تابعة للمدارس في مقاطعة قامشلو, والآن وضعنا خططاً لافتتاح رياض للأطفال في جميع بلدات ونواحي مقاطعة قامشلو وقطعنا شوطاً كبيراً في ذلك, وهناك خمس عشرة روضة أطفال تابعة لنا تم افتتاحها في مقاطعة الحسكة.

وأشارت غزالة إلى أن الأطفال الذين يتم قبولهم في الروضة بأعمار (3-4-5) سنوات, وتم إعداد 300 معلمة للإشراف على هذه الرياض, وقالت:

يتلقى الأطفال التعليم والنشاطات عن طريق القصص والألعاب والحركات بحسب الفئة العمرية,  بحيث يتحقق الهدف التعليمي  عن طريق الألعاب والقصص والأساليب الترفيهية.

ونوهت غزالة إلى أن هناك 30 روضة أطفال في مقاطعة قامشلو تابعة لهيئة التربية, وأضافت:

وضعنا خططاً لإدخال الأطفال بعمر 6 سنوات إلى رياض الأطفال بدلاً من المدارس في العام القادم, لأن الطفل بهذا العمر عندما يتلقى الدروس المكثفة في المدرسة يتعب ذهنياً ويكره الذهاب إلى المدرسة, أمّا ذهابه إلى الروضة وتلقي الدروس عن طريق الوسائل الترفيهية واللعب يجعله متعلّقاً بالتعليم والدراسة, ونحن الآن بصدد افتتاح دُور الحضانة من أجل الأطفال الذين أعمارهم أقل من 3 سنوات.

الاهتمام الكبير بالنشاطات من أجل توثيق ارتباط الطالب بثقافته وفنونه المجتمعية

ثم التقت الصحيفة مع (نجبير علي) المتحدّثة باسم لجنة النشاطات في هيئة التربية بمقاطعة قامشلو, ولمعرفة كيفية ومدى الاهتمام بالمواد الترفيهية (رياضة – رسم – موسيقا)في مدارس هيئة التربية  أوضحت نجبير قائلةً:

هناك 10 نواحي تابعة لمقاطعة قامشلو, ولدينا لجنة نشاطات في كل ناحية, وكل لجنة تتألف من 3 أعضاء, وكل لجنة تتألف من 3 أقسام(الموسيقا والرياضة والرسم), وأيضاً هناك لجنة نشاطات في كل مدرسة بالمقاطعة تتألف من عضوين أو أكثر من المدرسين, وأولت هيئة التربية الاهتمام الكبير بالنشاطات من أجل توثيق ارتباط الطالب بثقافته وفنونه المجتمعية, وبالنسبة للرياضة نحن كلجنة نشاطات اعتمدنا على عدة ألعاب ومسابقات( الجري- الكرة الطائرة- كرة القدم – كرة السلة –الشطرنج – كرة الطاولة) تشمل المراحل التعليمية الثلاث(الابتدائية –الإعدادية – الصف العاشر), وبالنسبة للرسم؛ فمن المقرر أن يتم افتتاح معرض لرسومات الطلاب في كل مدرسة بشهر آذار القادم, وبعد ذلك سيفتتح معرض مركزي على مستوى كل ناحية وبلدة, وبعدها سيقام معرض على مستوى المقاطعة, وبالنسبة للموسيقا يتم انتقاء المواهب على مستوى كل مدرسة بالمقاطعة, تحضيراً للمهرجان الفلكلوري المقرر إقامته في شهر نيسان, وسيشمل الأغاني والشعر والرقص الفلكلوري والشعبي لكل مكون من مكونات المقاطعة, والغاية من هذا المهرجان هو إظهار مدى التنوع الثقافي والعرقي لسكان المنطقة.

وعن تفعيل ساعات النشاطات ضمن المناهج في المدارس أوضحت نجبير قائلةً:

في المرحلتين الدراسيتين الإعدادية والثانوية تم تخصيص معلمين لمواد الرسم والموسيقا والرياضة من أجل تطوير النشاطات والمواهب لدى الطلاب, وأما في المرحلة الابتدائية فقد تم إعداد معلم الصف ليكون قادراً على إعطاء ساعات النشاطات للطلاب, وتوجد لجنة نشاطات في كل مدرسة تعمل على انتقاء المواهب والفرق الرياضية, والوسائل والأدوات اللازمة للنشاطات من (آلات موسيقية وكرات وأدوات رياضية) لا تلبي الحاجة ولكنها ضمن الإمكانات المتاحة, ونعمل من أجل تطوير مواهب الطلاب وتأمين جميع لوازم العملية التعليمية.

كان هذا شرحاً لعمل وجهود بعض أقسام هيئة التربية والتعليم في الإدارة الذاتية الديمقراطية بمقاطعة قامشلو, ومن الطبيعي أن تكون هناك صعوبات ومشاكل تواجه العملية التربوية, لأن هذا الشعب عانى من الظلم والكبت منذ عقود, وكان محروماً من حقوقه الأساسية في التعلم, ويحتاج إلى سنوات أخرى لكي يتأقلم  مع هذه المناهج الديمقراطية, ولكن هذا التطور والتغيير تقوده مكونات المنطقة التي اتحدت من أجل العيش بأخوة وكرامة وحرية, وقدَّمت آلاف الشهداء من أبنائها من أجل هذه الثورة ومكتسباتها.

ومقارنةً بالأعوام السابقة أصبحت مكونات المنطقة ترى الفرق بين التعليم في العقود الماضية والتعليم الآن, فبالإضافة إلى خلق الآلاف من فرص العمل للشباب المتخرجين من الجامعات والمعاهد والذين لم يتوظفوا في مؤسسات الدولة بسبب عدم وجود مسابقات توظيف وعدم تأدية الخدمة الإلزامية, بات التركيز والاهتمام منصباً على خلق جيلٍ ديمقراطي حر مطّلعٍ على ثقافته ومفتخراً بها, والتعليم بالترغيب وإعطاء الدور للأسرة لتكون طرفاً في العملية التربوية, وكذلك تربية الطفل تربية نفسية سليمة تجعلها يصبح في المستقبل قادراً على تطوير المجتمع, لأنّ الجيل الحالي هو  جيل الثورة والديمقراطية والحرية, والتربية الصحيحة لهذا الجيل سيطوّر الحياة نحو التقدّم والرخاء.

زر الذهاب إلى الأعلى