تحدثت المحامية أمينة آلا لصحيفة الاتحاد الديمقراطي منذ اليوم الأول من الهجوم الهمجي الوحشي للجيش التركي ومرتزقته على عفرين قمنا نحن الحقوقيين والنشطاء المدنيين في عفرين بتشكيل اللجان والهيئات الحقوقية لتوثيق الانتهاكات والجرائم التي ارتكبتها وترتكبها قِوى الاحتلال ومرتزقتها في عفرين.
بالطبع العديد من الحقوقيين انضموا لهذه اللجان وانضموا لاتحاد المحاميين، وأنجزوا العديد من التقارير والتوثيقات المصورة وهذه التوثيقات قدمناها إلى إقليم الجزيرة وهنا التقينا بالعديد من محامي الجزيرة وعقدنا كحقوقيين في شمال سوريا اجتماعاً بهذا الصدد مع المحاميين والقانونيين، وتم مناقشة هذه التقارير والوثائق ودمجها مع تلك التقارير التي اُعدَّت من قِبل المحامِين في اقليم الجزيرة ووثقوها خلال زياراتهم الميدانية للعوائل المهجرة والجرحى من عفرين، هؤلاء الجرحى التي تركت خلفها ممتلكاتها والعديد من الضحايا ونزحت إلى الشهباء وكوباني والجزيرة.
وكنتيجة لجمع كل التقارير ومناقشتها وتوثيقها خرجنا بتقرير عام شامل لمعظم الانتهاكات والجرائم التي سببها العدوان التركي ومرتزقته على عفرين.
التقرير المُعد شمل وثائق مصورة، ومقاطع فيديو، ومحادثات مع شهود عيان نازحين ومهجرين تركوا خلفهم كل شيء فقط نجَوا بأنفسهم من الموت.
من ناحية أخرى قمنا بالتواصل مع المنظمات الدولية كالاتحاد الاوروبي، ومحكمة حقوق المجتمع، والمنظمات الإنسانية، وهم قدموا لنا المساعدة حول كيفية تقديم هذا التقرير الذي أعددناه لتلك الجهات ليطّلِع مجتمعاتهم على هذا التقرير الذي يكشف جرائم وانتهاكات الدولة التركية ومرتزقها؛ لأن السلطة الحالية في عفرين لا تمثل عفرين، والشعب في عفرين هُجِّر من أرضه، وإدارتها بيد قوى الاحتلال التركي ولا تمثل الشعب العفريني المهجر لذلك لم نستطع أن نرفع هذا التقرير من عفرين إلى تلك المنظمات.
أما فيما يتعلق بالتغيير الديمغرافي الذي يحصل في عفرين، فهذا الأمر يخالف كل القوانين والمواثيق الدولية، لكن وكما يبدو فأن بعض الأطراف أصبحوا أدوات بيد قوى الاحتلال التركي ويساندونها في هذه الممارسات اللاإنسانية، بالطبع نحن ندين ونستنكر تصرف تلك الأطراف الدولية التي شاركت قوى الدولة التركية بجرائمها وممارساتها ومهَّدت لاحتلال عفرين. بالطبع نحن كأبناء عفرين وكحقوقيين سواء في عفرين أو روج آفا أو في شمال سوريا، نتصدى لكل هذه الممارسات اللاإنسانية التي ترتكبها قوى الاحتلال ومرتزقتها الارهابيين ونقف بوجهها، ولن نبقى صامتين تجاهها وتقاريرنا بهذا الصدد جاهزة لنقدمها إلى الجهات المعنية.
