الأخبارمانشيت

أردوغان يلاحق نوري ديرسمي الى عفرين

أقدم جيش الاحتلال التركي ومرتزقته على تخريب ضريح قائد الثورة الكوردية في مدينة ديرسم ذات الغالبية الكوردية في تركيا ” نوري ديرسمي”، الواقع في زيارة حنان في ريف عفرين .
هذا واستكمالاً للتدمير الممنهج على خطا داعش يستمر جيش الاحتلال التركي ومرتزقته بتدنيس وتخريب المزارات والآثار وكل المعالم الكردية في عفرين، حتى أقدم مؤخراً على تخريب ضريح القائد الكردي الدكتور نوري ديرسمي، و الذي كان قد تحول لمزار لكل عاشق حرية.
ولد الدكتور نوري ديرسمي القائد في ثورة سيد رضا في آذار 1893 في قرية آخزونيك التابعة لإيالة ديرسم، أبوه إبراهيم، وأمه زليخة، ينتمي إلى عشيرة ملان. قاد ثورة عمالية واستطاع تأمين سلاح لهم في استنبول، اعتقل على أثرها ونفي وشارك في ثورة سيد رضا في معقله ديرسم والتي كانت عصية على الأتراك وعندما بدأت الانتفاضة تعرضت منطقة ديرسم لهجوم عسكري تركي بربري وبكافة صنوف الأسلحة، وأثناء القصف الجوي الوحشي استشهد ولده الوحيد علي، وعندما اشتدت الحرب وتوسعت ساحتها كلفه “سيد رضا” بمهمة إلى خارج الوطن، لعقد العلاقات والمهام الدبلوماسية ونشر الفكر القومي التحرري، ولخوفه من الأوربيين بتسليم الدكتور نوري ديرسمي إلى الأتراك وجهه إلى سوريا، وتم ذلك في 11/9/1937 ، وقرر الفرنسيون تسليمه إلى تركيا ومن ثم عدلوا رأيهم، فأمره الممثل الفرنسي الهروب إلى الأردن، وتوجه فعلا إلى عمان في 24/12/1938 ، لكن تركيا كثفت ضغطها على الملك الأردني عبدالله آنئذ لإخراجه لكنها لم تفلح في مطلبها.
ومن ثم عاد الدكتور ديرسمي إلى سوريا وحصل على الهوية السورية بموجب قرار منح الجنسية لكل المواطنين الذين بحوزتهم ما يثبت أنه من سكان لواء اسكندرون، ولأنه يحمل هوية صادرة من اسكندرون استفاد من القرار، ومن ثم توجه إلى حلب واستقر فيها بتاريخ 27/9/1940، وفي حلب تزوج مع السيدة فريدة ابنة أحد الوجهاء الديرسميين، ونتيجة للضغوطات التركية على سوريا من أجل منعه من القيام بنشاطات سياسية في المناطق الكردية القريبة من الحدود التركية ترك العمل السياسي ، وتفرغ لتدوين كتابه المشهور كردستان تاريخنده ـ ديرسم”تاريخ كردستان ـ ديرسم”
كان يسكن في حي محطة بغداد، وقلبه مع كل مناضل كردي في وطنه، يتابع أخبارهم، وفي يوم 22/8/ 1973 فارقته المنية عن عمر يناهز 81 عاما، وكان المرحوم قد أوصى بأن يدفن في مقبرة زيارة حنان القريبة من عفرين في قبر أعده بنفسه له ولزوجته منذ عام 1963، وأن يمر موكب جنازته من أمام القنصلية التركية بحلب، وأن يدون على شاهدة قبره الأبيات التالية ونفذت وصاياه، وفي عام 1991 توفيت زوجته ودفنت بجانبه.
وتقع زیارة حنان أو عبد الحنان جنوبي قریة ” مشعلة ” ، بجانب الطریق العام حلب – عفرین، وھي زیارة معروفة لدى سكان المنطقة.
كان البناء الأساسي القدیم لزیارة حنان صغیراً فيه ضريح، وفي عام 1964 وسع المرحوم الدكتور نوري دیرسمي مبناھا ، وبنى منارتھا ، وأحاطھا بسور وحولھا إلى مسجد، وجھز لنفسه ولزوجته قبرین داخل السور، ودفنا ھناك بعد وفاتھما، كما دفنت هناك أيضاً السيدة روشن بدرخان زوجة العلامة الكردي مير جلادت بدرخان .

زر الذهاب إلى الأعلى