الأخبارمانشيت

آسيا عبد الله في مراسيم شهداء القصف التركي

الشهادةُ أو النصر فلسفةٌ يفتخرُ بها الكُردُ في الدفاعِ عن الأرضِ والعرضِ والتراب، لا يستسلمونَ ويودعونَ أبنائهم بالزغاريدِ والورود، ويحملونَ جثامينَ فلذاتِ أكبادهم على أكتافهم ليواروهم الثرى، فقد ودَّعَ الآلاف من أهالي عامودا جثمانَ المقاتلةَ في وحداتِ حمايةِ المرأةِ سوزدار غرزان، التي شُيِّعَتْ محمولةً على أكتافِ والديها ورفاقها المقاتلين إلى مقبرةِ الشهيد اسماعيل في المدينة.

هذا وتجمعَ الآلافُ من أهالي منطقة عامودا أمامَ مجلسِ عوائلِ الشهداءِ في المدينة، حاملينَ صورَ الشهيدة سوزدار غرزان، الاسم الحقيقي هيفدار عبدي، التي استشهدتْ إثر العدوان التركي على منطقة قرجوخ في 25 نيسان، حيث زينت المؤسسة بصور قائد الشعب الكردي عبد الله أوجلان وأعلام وحدات حماية الشعب والمرأة. وذلك تمهيداً لاستلام جثمان الشهيدة سوزدار غرزان إلى ذويها لتوارى الثرى.

شارك في المراسيم الرئيسة المشتركة لحزب الاتحاد الديمقراطي آسيا عبدالله، ممثلو حركة المجتمع الديمقراطي، مؤتمر ستار، الأحزاب السياسية، منظمات المجتمع المدني، مقاتلي ومقاتلات وحدات حماية الشعب والمرأة، والآلاف من أبناءِ المنطقةِ من الكُرد، العرب والإيزيديين.

ولدى استلام المشيعين جثمان الشهيدة سوزدار غرزان التي زينت بعلم وحدات حماية المرأة، وإكليلٍ من الورودِ ومجسم لحمامة السلام، تقدم والدا الشهيدة ليحملا جثمان ابنتهما على كتفيهما، وهما يرفعان أصابعهما بإشاراتِ النصر، وتوجهوا بها صوب مقبرة الشهيد إسماعيل، مرددين الشعارات التي تمجد الشهداء، والتي تعد بالانتقام، والهتافات التي تستنكر الخيانة والتعامل مع أعداء الشعب الكردي وقضيته، كشعار” أدروغان قاتل، انتقام… انتقام، تموت الخيانة، تحيا المقاومة”.

وأثناء وصول المشيعين لمدخل المقبرة، حَمَّلَ والدا الشهيدة ومقاتلي ومقاتلات وحدات حماية الشعب والمرأة نعش الشهيدة سوزدار غرزان على اكتافهم، وساورا بها نحو منصة المراسيم، التي بدأتْ بعرضٍ عسكريٍ قدمهُ مقاتلو ومقاتلات وحدات حماية الشعب والمرأة.

بعدها تحدثت الرئيسة المشتركة لحزب الاتحاد الديمقراطي آسيا عبد الله، وقالت: “إن هدف حزب العدالة والتنمية وحزب الديمقراطي الكردستاني النيل من إرادة الشعب الكردي في روج آفا وشعوب شمال سوريا، وإفشال مشروع الفيدرالية الديمقراطية الذي يتبناه كافة مكونات المنطقة من الكرد والعرب والسريان والإيزيديين والجركس وغيرهم”.

وأوضحت آسيا عبد الله بأن العدوان التركي الأخير على مناطق روج آفا وشنكال، جاءت كردة فعلٍ منها على الانتصارات الكبيرة التي حققتها قوات سوريا الديمقراطية ووحدات حماية الشعب والمرأة خلال حملة غضب الفرات، والهدف الأساسي هو حماية مرتزقة داعش من الانهيار في الرقة.

بعدها قُرِئَتْ وثيقة الشهادة للشهيدة سوزدار غرزان وسلم لذويها، ومن ثم وري جثمانها الثرى في مقبرة الشهيد إسماعيل، وسط زغاريد الأمهات والشعارات التي تعدّ بالانتقام.

زر الذهاب إلى الأعلى