الأخبارمانشيت

Yahoo : مقاتلات سوريا الكرديات ينطلقن للثأر من الجهاديين

yahoo(AFP) – المقاتلة الكردية ” كازيوار”  التي تبلغ من العمر 23 عاماً وتترأس الخط الأمامي قرب مدينة الرقة السورية، لا تفكرُ إلا بشيءٍ واحدٍ فقط، أن تجعل أعداءها الجهاديين يدفعوا غالياً ثمن الطريقة التي عاملوا بها النساء.

“إن مشاركتنا في وحدات حماية المرأة YPJ هو انتقامٌ  للنساء اللواتي تم اختطافهن في سنجار ( في العراق ) وبيعهن ( كـسبايا ) في الأسواق”، تقول المرأة البنية الشعر التي تركبُ عربةً بأربع عجلات.

تقاتل قوات الـ YPJ إلى جانب الرفاق الذكور في هجومٍ بدأ يوم السبت الماضي لاستعادة مدينة الرقة التي جعلتها جماعة الدولة الإسلامية الجهادية (IS) عاصمتها بحكم الأمر الواقع.

بدأت “كازيوار” التي كانت ترتدي حذاءً رياضياً ومعطفاً فوق الزي العسكري بسبب البرد، بحمل السلاح قبل خمس سنوات، وخاضت منذ ذلك الحين عدة معارك ضد المتطرفين والمتشددين.

فقدت “شقيقةً لها في السلاح” في إحدى تلك المواجهات، ومنذ ذلك الحين وهي تحتفظ بصورة “Bahareen jia – بهارين جيا ” معلقة على مرآة الرؤية الخلفية للسيارة أينما ذهبت.

مئاتٌ من النساء الكرديات يشاركن في مواجهات حاسمة ضد الجهاديين الذين يفرضون حكم الإرهاب على الأراضي التي يستولون عليها في سوريا والعراق، حيث قام تنظيم داعش منذ 2014 باسترقاق النساء من الأقلية اليزيدية.

ووفقاً لخبراء الأمم المتحدة فإن حوالي 3200 من اليزيديين ما زالوا محتجزين من قبل تنظيم داعش، وتوجد الغالبية منهم في سوريا.

قامت السيدة الشابة المعروفة باسمها المستعار “كازيوار” باقتحام مزرعة خالد، وهي قرية تقع على بعد كيلومتر واحد (أقل من ميل واحد) من خط المواجهة بين تنظيم داعش وقوات سورية الديمقراطية التي تدعمها الولايات المتحدة (SDF)، وهو تحالف يضم المقاتلين الكرد والعرب وبعض المكونات الأخرى.

من على الطابق العلوي في مبنى تجثم على تلة يطل على النهر، أرسلت تقريرها إلى القائد المحلي “روجدا فلات”، 38عاماً، في قرية مزرعة (خالد) التي تبعد حوالي 30 كيلومتراً (19 ميلاً) من مدينة الرقة.

في الحين الذي كانت فيه السيدتان تراجعن خطط المعركة، انهالت القذائف في مكانٍ قريبٍ، وضربت طائرات حربية من قوات التحالف التي تقودها الولايات المتحدة مواقع الجهاديين أينما بدأ إطلاق النار، وحيثما تصاعدت أعمدة من الدخان الأسود.

 “حرام”  أن تُقتل على يد امرأة

تقول “كازيوار” بازدراء:” مقاتلو  داعش “يشعرون بالعار من فكرة القتل على يد امرأة، وهو ما يعتبرونه (حرام) “، أو محظورٌ في الإسلام.

وتقول أيضاً:” عندما يسمعون أصواتنا يصابون بالذعر بينما نكون في الجبهة ننفجر بالهلاهيل ” لوللوليش ” (نزغرد) في كل مرة نتقدم فيها”.

ترتدي “روجدا” الكوفية العربية باللون الأسود والأبيض مع شارة الـ YPJ الصفراء على الكتف الأيسر من زيها العسكري، وتستخدم جهازي لاسلكي لإرسال أوامر إلى المقاتلين في الميدان.

صُفت في الخارج سيارات البيك آب المزودة بـ الدوشكا، وهو رشاش ثقيل روسي الصنع، بينما كان المقاتلون من الرجال والنساء يأخذون قسطاً من الراحة ـ من المعركة ـ في الطابق الأرضي من مبنى يستخدم بمثابة مركز قيادة.

أعطت “روجدا” الأوامر بحراسة القرويين الذين فروا إلى مزرعة خالد من قرية (الهيشة) القريبة، واصطحابهم إلى منطقة آمنة بعيدة عن القصف.

وكان قد قتل 20 مدنياً في الهيشة الواقعة تحت سيطرة داعش، وأصيب 32 منهم مساء يوم الثلاثاء في غارة جوية شنتها قوات التحالف الدولي، وفقاً للمرصد السوري لحقوق الإنسان.

تقول روجدا:” أن مهمة الـ YPJ واضحة، نحن نقاتل للحفاظ على أمن أمهاتنا وأخواتنا. انتصاراتنا تصنع التاريخ”، هذا ما قالته القائد العسكري المرتدية سترة زرقاء داكنة.

غالباً في الشؤون العسكرية يستخف الناس بالنساء ويترفقون بحالهن، مدعين أننا رقيقاتٌ جداً، وأننا لا نجرؤ على حمل سكينٍ أو مسدس”.

 ولكن بإمكانك أن ترى بنفسك كيف أننا في الـ YPJ نستطيع  تشغيل الدوشكا، ونعرف كيفية استخدام قذائف الهاون، ويمكننا إجراء عمليات إزالة الألغام”، تقول “روجدا”، مطلقةً ابتسامة.

تنضم “روجدا” وهي تتناول سندويشة إلى مجموعةٍ من النساء المقاتلات اللواتي أسندن أسلحتهن من بنادق الكلاشنكوف إلى الجدار، وجلسن على الأرض للدردشة حول سير المعركة، أو لمجرد الاشتراكِ بضحكةٍ ما.

“شيرين” البالغة من العمر 25 عاماً والمنحدرة من مدينة رأس العين الواقعة على الحدود مع تركيا، تتفحص بدقة جبهة القتال باستخدام المنظار.

“كامرأة كردية في الـ YPJ فإنه لَمِنْ دواعي سروري أن أشارك في هذه الحملة لهزيمة هؤلاء المرتزقة”، قالت ذلك قبل أن تضيف وهي تسخر من الخوف الذي تثيره وحدتها القتالية،” أصواتنا تبث الرعب في قلوبهم، إنهم خائفون من أن تقتلهم امرأة. فالنساء بالنسبة لهم ينبغي أن تكون عبدةً للرجال”.

“إنه لأمرٌ يصيبني بالجنون أن أرى النساء يرتدين النقاب (حجابٌ لتغطية الوجه كاملاً)، وأشعر بسعادة بالغة ما أن أراهن يخلعنه عن رغبة منهن،” عندما يتخلصن من حكم داعش، هذا ماقالته شيرين التي هي نفسها ترتدي وشاحا مطرزاً بزهورٍ من مختلف الألوان.

Delil Souleiman

AFP

November 10, 2016

عن موقع Yahoo

زر الذهاب إلى الأعلى