آخر المستجداتكردستان

٨٦ عاماً على مذابح ديرسم… التاريخ الأسود للفاشية التركية

قبل 86 عاماً، أقدمت السلطات الطورانية على اعدام كل من سيد رضا أحد قادة انتفاضة ديرسم وابنه وخمسة من رؤساء الإنتفاضة الكردية في ديرسم وذلك في ساحة ” كنم ” ب”خاربيت”، وجاء هذا الإعدام لبث الخوف والرعب في نفوس المنتفضين في ديرسم لتنتهي الإنتفاضة بأكثر المجازر وحشية في تاريخ ” تركيا الحديثة ”

يوافق يوم الرابع من آيار ذكرى عمليات الإبادة الجماعية في ديرسم، التي جاءت في إطار قمع انتفاضة ديرسم في العام 1937 بقيادة سيد رضا الديرسمي، وتشير التقديرات إلى قيام السلطة الطورانية التركية، خلال قمعها الانتفاضة، بقتل أكثر من ٧٠ ألف كردي بصورة جماعية من نساء وأطفال وشيوخ وشباب، وتم تهجير عشرات الآلاف من أهالي ديرسم الى مدن تركيا، والذين نجوا من المجزرة تم محاولة صهرهم في المجتمع التركي من أجل إتمام المجزرة، وتعتبر مجزرة ديرسم إحدى أكبر المجازر في القرن الواحد والعشرين حدثت بين عامي 1937 و1938.

فرضت السلطات التركية آنذاك أبشع سياسات الإبادة بغرض التتريك على أهالي ديرسم وصهرهم في البوتقة التركياتية.

شهود عيان تلك الفترة يروون تفاصيل مفجعة لحملات الإبادة تلك “كان هناك الكثير من القمع والظلم في ديرسم لدرجة لم يسمح لهم الخوف والترهيب بالتحدث عن هذه المجازر، أخفى معظم الناجين هذه المجزرة بهدوء، بذلت محاولات في العقود الأخيرة لشرح والتحقيق وفضح المجزرة في ديرسم، ليعلم أهالي ديرسم كيف ألحقت الدولة التركية من خلال هذه المجزرة كل أشكال القمع بأهالي ديرسم، وارتكبت أعظم فظاعة ومجزرة وإبادة جماعية في تاريخ جمهورية تركيا في ديرسم، الشخص في ديرسم إذا لم يعرف هذه الحقيقة لا يستطيع أن يصبح شخصاً ديرسمياً”.

في تلك المرحلة السوداوية كانت الذهنية الاتاتوركية هي الأيديولوجية السائدة في تركيا. ووفقا للمؤرخ الهولندي الكردي الأصل يوغور أوميت أونغور، “كان هذا مزيجًا يجمع بين “الجمهورية والعلمانية والدولة والشعبوية والقومية”. في حديثه للحكم الكمالي”.

حيث فرضت النظرية الطورانية العنصرية التي تؤمن فيها السلطة التركية بشعب واحد ولغة واحدة ودين واحد وعلم واحد “تركيا الجديدة” تؤمن بالتفوق العرقية التركي واللغة التركية على باقي الشعوب التي تسكن كردستان وتركيا، وانتشرت هذه الأيديولوجية بسلسلة من حملات الإبادة من المركز إلى الأطراف، وهي تتمة لسلسلة المجازر التي ارتكبها العثمانية البائدة ضد الأرمن والسريان والكرد والشعوب الأخرى.

وفي شمال كردستان ، واجهت المركزية التركية مقاومة كردية. قمعتها الفاشية الحاكمة وعززت من سلطتها المركزية في هذه المناطق، التي كانت في السابق اسميا فقط تحت الحكم العثماني.

حسب معظم المؤرخين فقد بدأت حملات الإبادة ضد الكرد في ديرسم على مرحلتين في السنة الأولى من الحملة، مارس الاحتلال التركي كل أشكال القمع من اعتقال وفرض الضرائب وملاحقة الثوار ومن ثم الحملات العسكرية وتشديد القبضة العسكرية، وفي السنوات التالية، بدأت عملية الصهر والتغيير الديمغرافي والترحيل الجماعية وتغيير معالم وإسم ديرسم ونواحيها.

” بدأت العملية المسماة ’العقاب والترحيل” في صيف عام 1937 وتكثفت في يوليو وأغسطس من العام نفسه. قاتل أبناء ديرسيم، بأسلحتهم القديمة، ودافعوا عن وجودهم بكل قوة وإرادة لكنهم لم يكونوا على نفس مستوى المدافع الرشاشة التركية وهجمات قذائف الهاون، و كانوا عاجزين ايضا عن التصدي للضربات الجوي”.

وعلى الرغم من أن الانتفاضة في ديرسيم تم هزيمتها والقضاء عليها، إلا أن العملية العسكرية التركية استمرت على باقي المناطق ولو بوتيرة أقل وحشية.

تشير دراسات المؤرخين إلى أن المرحلة العسكرية بدأت 1937، ولاحقتها عمليات التهجير والإبادة الجماعية”.

يقول شاهد عيان لقد تم مهاجمة عدد كبير من القرى، وتم جمع الناس وإطلاق النار عليهم أو حرقهم أحياء، ولم يتم إنقاذ النساء والأطفال.

لم تتوقف عمليات الإبادة بحق الكرد منذ قيام الجمهورية التركية وحتى اليوم الراهن.

أردوغان والذي يجيد تقليد أجداده المستبدين يحاول بشتى الوسائل والطرق قمع أي حركة كردية هدفها الحرية والديمقراطية، كما أجداده في سلطنته الكردي الجيد هو الكردي الذليل الخنوع، سياسات الاحتلال التركي في السنوات الأخيرة ضد الشعب الكردي والقوى الديمقراطية في تركيا وشمال كردستان هي ذاتها التي حدثت في ديرسم وجزرة، وأمد ، وشرنخ وسلوبي ونسيببن عموم المدن في شمال كردستان، وما فعلته السلطات الفاشية لشمال وشرق سوريا في كل من عفرين وسريكانيه وكري سبي استمرار لعمليات الإبادة في ديرسم.

اليوم بهذا التاريخ الأسود وبكل هذه السفاهة يذهب أردوغان إلى صناديق الاقتراع ويطلب من الكرد والأرمن والسريان والعرب التصويت لاستمرار استبداده.

لكن إرادة المقاومة والنضال لأجل الحرية والديمقراطية تستمر بكل قوتها واليوم تتنفس شعوب المنطقة هواء الحرية، وعمر الإستبداد بات قصيرا.

تؤكد القوى الديمقراطية في تركيا أن الشعوب تتعايش بسلام لكن الأنظمة الديكتاتورية تحاول عبر القمع خلق الفوضى والفتن تعكير صفوة الشعوب، منذ لوزان وإلى اليوم تحاول الفاشية التركية إنهاء الوجود الكردي ومحو الهوية الكردية لكنها فشلت، ليثبت قول الشاعر الشابي ” ولابد لليل أن ينجلي ولا بد للقيد أن ينكسر “.

زر الذهاب إلى الأعلى