المجتمعمانشيت

يداً بيد، لبيئة نظيفة تعكس جمال مدينتنا

النظافة عنوان الحضارة وهي المرآة التي تعكس الصورة الحقيقة لمجتمع راقٍ متحضر فالمحافظة على نظافة البيئة ومواردها عنصر مهم للصحة الجيدة وعنوان للمجتمع الواعي، وهي تقينا من الكثير من الأمراض لأن عدم النظافة يجلب البكتيريا والتلوث وبالتالي انتشار الفيروسات والجراثيم التي تضع المجتمع في مستنقع الأوبئة.

وخلال الأزمة السورية التي تجاوزت الثماني سنوات من الحرب والدمار والقتل والتهجير، وما رافقها من سوءٍ للخدمات التي شلت تماماً في أكثر الأماكن، ونتج عن ذلك تراكم الأوساخ والنفايات، وتراكم الجثث في ببعض الأحيان ما أدى إلى انتشار الروائح الكريهة  مما شكل ظهور العديد من الأمراض في مناطق الاحتقان والتوتر والحرب والدمار، أما بالنسبة إلى مناطق شمال وشرق سوريا كان الوضع أحسن بكثير وإن لم يخلو الأمر من بعض السلبيات إبان فترة محاولة التنظيمات الإرهابية السيطرة على روج آفا وانشغال وحدات حماية الشعب والمرأة والأهالي والجهات المسؤولة بحملات تحرير المنطقة من المجموعات الإرهابية وبعدها القيام بحملة تمشيط وتنظيف ومنذ تأسيس الإدارة الذاتية كان من مهامها تلبية احتياجات الأهالي وحل مشاكلهم، وكان من أبرز أعمال الإدارة الذاتية الديمقراطية بناء مؤسسات خدمية كثيرة ومنها البلديات في النواحي والبلدات وهذه البلديات بدورها أخذت على عاتقها موضوع النظافة والمحافظة على البيئة، ونحن في فصل الصيف حيث الحرارة المرتفعة وانتشار الحشرات والصراصير كذلك تراكم القمامة في الشوارع وعلى الأزقة ما يسبب انتشار الروائح الكريهة، من أجل هذا قامت إدارة البلديات في مقاطعة قامشلو بتوزيع حاويات القمامة على كافة المدن والنواحي والبلدات التابعة لها، بالإضافة لصيانة كافة آليات نقل القمامة، والتحضير لإنشاء مكب للنفايات بهدف القضاء على أزمة القمامة التي يعاني منها الأهالي وبالتالي إيجاد حل لشكاوي المواطنين من مشكلة النفايات ومكبها.

إن هذا الخراب يدعونا إلى الاهتمام بالبيئة من جديد ولابد من مساهمة الجميع لإنجاح مشروع النظافة والمسؤولية تدعونا لتصحيح مسار العملية الاجتماعية التي تبدأ من البيت الصغير “الأسرة” إلى البيت الكبير، وأن الوقوف في موقف المتفرج يعيق مسعانا بإعادة الروح إلى الطبيعة التي ماتت في هذه الأزمة، وحين نؤمن بأن النظافة هي جزء من الأناقة والرائحة الطيبة التي أساسها روائحنا الداخلية سنشارك جميعاً بإزالة آثار الخراب وننطلق إلى جعل بيئتنا نظيفة.

فالعلاقة بين الإنسان والبيئة علاقة عميقة وكل واحد يؤثر بالأخر لتكون المحصلة حياة طبيعية خالية من النفايات والأوساخ والجراثيم، فالاهتمام بها دليل وعي وذكاء إنساني وإصرار على جعل الحياة سند أساسي في تحويل المجتمع نحو الأفضل.

النظافة حضارة ورقي

موضوع الاهتمام بالنظافة أصبح من الأمور التي ينبغي الحديث عنها لأنها مقياس حضارة ورقي أي مجتمع، غير أن بلادنا للأسف وإبان هذه الأزمة أهملت هذا الجانب لأسباب كثيرة وأبرزها هو الانشغال بمحاربة أعتى وأشرس تنظيم إرهابي الذي أثر حتى على البيئة ومظاهرها وأضر بالبنية التحتية، إلى جانب مولدات الكهرباء الموجودة في معظم شوارع مدننا، فهذه المولدات أشبه بالسرطان القاتل للبيئة  وللإنسان عبر غازاتها ودهونها وإلى جانب ضوضائها ينبغي على جميع الجهات المعنية الانتباه إليها واتخاذ التدابير اللازمة، مثلاً لا بد أن نزرع الأشجار ونعتني بها ولا نقطفها أو نكسرها بالإضافة إلى الاتكال على التكنولوجيا التي هي صديقة البيئة وليست عدوة البيئة لتدلنا على قواعد وطرق المحافظة على البيئة عناصرها والاهتمام بنظافتها وبالتالي ستعود عليك بالراحة النفسية والشعور بالسعادة بعكس الوسخ والقذارة فهي تجلب الأمراض والتعاسة والشعور بالإحباط دائماً، لذلك يجب دائماً المحافظة على النظافة في كل مكان ووقت حتى نتجنب المرض والكسل.

فهذا ما حث عليه الاسلام أيضاً وأعطاها الأولوية وجعل العبادات متعلقة بها فلا تقوم العبادات إلا بوجود النظافة، فالدول المتقدمة والحضارية تهتم بالنظافة فهي أساس حضارتها وتقدمها لذا تجد اللافتات قد خطت بطريقة تجعل الإنسان يهوى إلقاء القمامة في مكانها دون تردد ولو وجد شيئاً على الأرض ملقى سيبادر بإزالته ووضعه في مكانه المخصص من تلقاء نفسه له كما تقوم هذه الدول بوضع كل ما هو جميل من الأشجار والورود الخضراء التي تحفز أصحاب الطبائع للعناية بالنظافة وعدم إهمالها لكي لا يتم تعطيل هذه المناظر الجذابة وإبقاء رونقها الجميل الذي يذهب الهم والحزن عن النفس ويسليها فعلينا أن نقتدي بتلك الدول وتكون النظافة عنوان حضارتنا

مساهمة الجميع

النظافة هي جزء مهم في حياة الانسان فهي المدخل إلى صحته التي تساعده على العيش سليماً خالياً من الأمراض فالنظافة تبدأ من البيت وتنعكس على المحيط الخارجي، فمسؤولية النظافة تقع على عاتق الجميع في البيت والمدرسة والشارع والهيئات الخدمية والبلديات التي لها دور كبير في تسهيل نظافة المدينة مع توفر كادر خدمي من سيارات وعمال النظافة ووضع حاويات في الأماكن العامة وقرب الأسواق ومداخل الحدائق والمتنزهات، وكذلك عمل نشرات وملصقات تعلق في أماكن بارزة  تحث المواطن على الاهتمام بنظافة، إضافة إلى إقامة ندوات صحية وتربوية ترشد وتذكر أن النظافة جزء من مقومات سعادة وحياة الانسان، لأن التذوق الجمالي، للبيئة وللنظافة تأتي من نوعية الثقافة  السائدة لدى الفرد والمجتمع وكأن الشخص يسلك بتصرفاته نهج حضارته الأصيلة. نحن نمتلك الإرث المعرفي لكننا نفتقر إلى السلوك الحضاري، ونحن نقصد بها حركة المجتمع ككل، وهي عملية مكملة لبعضها، وتبدأ بالفرد وتتواصل في المؤسسات الخدمية الأخرى جميعها وفي هيئة التعليم المدرسين يعملون باستمرار حتى يكتسب الطفل من خلال التربية والتعليم قواعد النظافة التي تبدأ من تقليم الأظافر والمحافظة على الهندام المدرسي والنظافة الشخصية ولأن الأساتذة قدوة للطلاب والتلاميذ، بالأخص حثهم بالمسؤولية اتجاه نظافة المدرسة والمجتمع.

لا ننسى الشيء الأهم دائماً نلوم الغير وننسى أنفسنا فمثلا تخرج امرأة لترمي القمامة وصلت إلى الحاوية تجدها ترميها أو تضعها على الرصيف أذن لماذا وضعت الحاوية وأخرى ترمي النفايات وفضلات الأطعمة الزائدة وترميها غير مبالية وهناك العديد من الأمثلة لذا يتوجب على الجميع المساهمة والعمل بجد والمشاركة في حملات الادارة الذاتية لتنظيف شوارعنا.

جمع القمامة

كل شيء يبدأ من الطفولة، فتربية الطفل على الاهتمام واحترام عناصر البيئة منذ الصغر كذلك كيفية المحافظة عليها والاهتمام بها، ومن ثم تأتي الأم والمعلمة والمؤسسات والهيئات الخدمية فالطفل في المدرسة وأثناء استراحة الفرصة إذا تناول أي شيء فغليه وضع نفاياته في سلة المهملات، أو وجد قشرة ما يسارع  بوضعها في حاوية القمامة، الأم بدورها تجمع القمامة وتضعها في مكانها المناسب، وأصحاب المحلات عليهم بتجميع القمامة ووضعها في أقرب حاوية موجودة بالسوق، أما البلديات وسيارات نقل القمامة، ما عليهم إلا جمع القمامة وإيجاد أماكن مكب النفايات في مكان بعيد عن السكن والانهار، حتى إذا احترقت فدخانها لا يسبب الضرر، فالمهم هو جمع القمامة بطريقة حضارية لا تنعكس سلباً على المجتمع وبالتالي تقي الناس من الأمراض والأوبئة.

أثار النظافة:

تؤثر النظافة على الفرد والأسرة والمجتمع بأثر عميق في كل مجلات الحياة ومقاييسها عموماً، وفي مستوى التوازن خصوصاً فهي تظهر جمال الطبيعة والأماكن الرائقة لأي مدينة أو منطقة ودليل على ثقافة المجتمع وحضارته فالمنطقة النظيفة كبائع الحلوى الذي يعطي أولوية النظافة أعلى المستويات فتجد الناس قد اجتمعوا عليه لكي يتلذذوا بطعم حلواه.

فالنظافة تساهم بشكل كبير في تحسين ولها أثر عظيم جداً في جميع المجالات لاسيما على النباتات لكي تقوم بعملها “عملية التركيب الضوئي” على أكمل وجه دون ضرر وتحافظ على التربة من اختلاطها بما يعكر خصائصها ويدهور صحتها وكذلك صحة الكائنات التي تساعد في تقليب التربة وتنقيتها، مهما حكى اللسان وخط البيان وجاد الكلمات وتنوعت المعاني فإننا لا نوفي النظافة حقها من الكلمات والعبارات فمعناها عظيم فهي دسام الحياة وصمام الدين مفتاح الحضارات، وبها ترتقي الأمم وتتفوق وبها يسعد الإنسان في جوانب حياته دون أمراض أو أوجاع وبها تستقيم عبادة الإنسان وبها ترسخ الطبائع السليمة الانسان بالبيئة.

كلمة المحرر

النظافة شيء جميل هو مكمل الايمان هذه الارض هي التي تحتضنا فلنحافظ عليها جميعها في البيت، المدرسة، في أماكن العمل ولنعمل يداً بيد للمحافظة على بلدنا وإن كانت إدارتنا مقصرة لأنها في مرحلة التأسيس علينا أن نعمل إلى جانبها واتخاذ التدابير اللازمة وضع حاويات القمامة، وأن يكون مكب النفايات بعيداً عن أماكن السكن وإيجاد مخرج للنفايات ببناء معامل تدوير النفايات وتنبيه بعدم رمي أكياس القمامة خارج الحاويات المخصصة لها فهو تصرف غير لائق من أفراد غير مبالين وعدم اضطرام النيران في أماكن تواجد النفايات وبالتحديد في ساعات المساء، ولنعمل يداً بيد من أجل بيئة نظيفة تعكس جمال مدينتنا

زر الذهاب إلى الأعلى