مقالات

هل انتهت غايات حملة درع الفرات؟

slah-muslimصلاح الدين مسلم

لقد أعلنت تركيا انتهاء عملية درع الفرات عسكريّاً والتي استمرّت قُرابة سبعة أشهر في شمال سوريا، التي بدأ في شهر آب من العام المنصرم  من جرابلس والراعي ودابق… انتهاء بمدينة الباب السوريّة، وقد صرّح مجلس الأمن القومي التركي في بيان: “إنّ عملية درع الفرات في سوريا قد انتهت بنجاح”. وكان الهدف من هذه الحملة؛ هو قطع الطريق ما بين كوباني وعفرين، حيث كان سيناريو جرابلس أشبه بمسرحيّة هزليّة من خلال عمليّة الاستلام والتسليم ما بين القوّات التركيّة وداعش، حتّى وصلت الحملة مدينة الباب حيث دفع فيها أردوغان كلّ أوراقه في مقامرة ليكون فيها الفاشل بامتياز بعد أن أُبعِد عن منبج والرقة، الهدف الأخير المهم بالنسبة له.

لكن لم تنته حملة درع الفرات الإباديّة التطهيريّة، فالحملة العسكريّة قد انتهت، لكنّ الحملة الإباديّة للشعب الكرديّ في مناطق الشهباء قد بدأت، إثر تهجير السكان الكرد من تلك المناطق التي احتلتها قوّات درع الفرات، وتوطين العرب المهجّرين من حمص وحلب ودمشق عوضاً عنها.

ويبدو أنّ التحالف ما بين اليمين التركي المتطرّف وبين الإسلام السياسيّ التركيّ قد توضّحت رؤاه في هذا الدرع الذي يشابه الهلال الثلاثيّ؛ شعار حزب MHP وكأنّ كرى سبي – تل أبيض هي الهلال الثاني وبعشيقة وشنكال هي الهلال الثالث، لكنّ لم ينجح هذا الهلال الثلاثيّ في تل أبيض، وفي شنكال أيضاً، وهو فشل قريب لهلال درع الفرات.

وقد يقول قائل: إنّ أردوغان يستخدم مناورة للشعب التركيّ المُقبل على استفتاء الرئاسة في 16 نيسان الجاري، لطمأنة الشارع التركيّ بأنّ الأمور العسكريّة قد انتهت، وذلك إثر الانقلاب الأوروبي على أردوغان، والتصريحات الناريّة ما بين أردوغان والقادة الأوروبيين، لكن الأنظار تشير إلى الحسم الأميركيّ للموقف من خلال إنذار أردوغان بأنّ دوره على الأرض السوريّة قد انتهى، على الرغم من القصف التركيّ السافر لقرى عفرين. إذْ ليس من طبيعة هذا النظام الاستبدادي المتهوّر في أنقرة إعلان الهزيمة، والكفّ عن لغة الحرب التي انتهجها بعد نجاح حزب الشعوب الديمقراطيّة في انتخابات البرلمان، وإثر مسرحيّة الانقلاب التركيّ.

لقد صرّح رئيس الوزراء التركي؛ بن علي يلدريم بانتهاء عملية درع الفرات، قائلاً: “في حال تنفيذ أيّة نشاطات عسكرية أخرى فإنها ستحمل اسماً آخر”. لكن قد هلّ الربيع وهو فصل عمليات القوّات الكرديّة في شماليّ كردستان، ويبدو أن صيفاً حاراً ينتظر الدولة التركيّة، لذلك تم إنهاء حملة درع الفرات.

لكن ما يشار إليه بعين الدهشة هو انتفاء القضيّة السوريّة، إذْ لم تعد هناك أيّة قضية اسمها؛ قضية الشعب السوريّ، فكلّ التحليلات والأفكار والقراءات… منصبّة حول الشمال السوريّ والأمن القوميّ التركيّ ودور الكرد في المعركة… ونقل المسلّحين من دمشق إلى إدلب ومناطق الشهباء، ومن هنا نرى فشل مشروع الثورة الذي كان الائتلاف قد تفرّد بالقرار السياسيّ، وقد أثبت فشله الذريع بجدارة.

زر الذهاب إلى الأعلى