الأخبارمانشيت

هام: رسالةُ المقاتلين الامريكيين اللذين اعتقلا في هولير إلى الـ PDK  

لم يعد معرفةُ مدى خطأِ الحكومةِ في إقليمِ كردستان يقتصرُ على الأحزابِ والشخصياتِ الكرديةِ فقط، فقد باتتْ السياسةُ التي يتبعها الحزبُ الديمقراطيُّ الكردستانيُّ في تنفيذِ أجنداتِ تركيا، وضربِ مصالحِ الكردِ في روج آفا واضحةً حتى للمقاتلينَ الأمميينَ الذينَ عملوا ضمنَ صفوفِ وحداتِ حمايةِ الشعب، والذينَ عاشوا هذا الواقعَ المريرَ في باشورِ كردستان، بعد اعتقالهم من قبلِ السلطاتِ التابعةِ للإقليم، فقد دعا مقاتلانِ أمميانِ في صفوفِ وحداتِ حمايةِ الشعبِ إلى وحدةِ الموقفِ الكرديّ وسياستهِ بما يتعلقُ بالحربِ ضدَّ داعش، منددانِ بالانتهاكاتِ التي تعرضا لها في هولير، واعتقالهما لمدةِ 8 أيام دونَ تهمٍ موجهةٍ لهما. فيما طالبا الديمقراطيّ الكردستانيّ بالعدولِ عن سياستهِ الخاطئة.

اعتقلتْ سلطاتُ الديمقراطيِّ الكردستانيِّ في هولير قبلَ فترة 8 مقاتلين أممين، حيثُ أُطْلِقَ سراحُ عددٍ منهم، وسُجِنَ آخرونَ لمدةِ 8 أيام. وفي أعقابِ الإفراجِ عنهم ألتقتْ وكالةُ روج نيوز مع مقاتلين امريكيين ليسردا قصة اعتقالهما على يدِ حزبِ الديمقراطي الكردستاني، ويبينا سببَ قدومهما إلى روج آفا.

المقاتل رستم :

اسمي “انثوني ديل غاتو” ( ANTHONY DELGATTO)، اسمي الكرديّ رستم، أنا من الولايات الامريكية، قبل 4 أشهر ذهبتُ إلى روج آفا بهدفِ المشاركةِ في الحربِ ضدَّ داعش، سابقاً كنتُ جندياً في الجيشِ الامريكي، فتحتُ علاقاتَ تواصل مع الكُرد من اللذينَ يقودونَ الحربَ ضدَّ داعش على أرضِ الواقع، ويلاقونَ دعماً من امريكا والتحالفِ الدوليِّ، وقررتُ حينها القدومَ إلى هنا ومشاركتهم في الحرب ضد داعش.

خلالَ تجربتي هذهِ رأيتُ أشياءً جديدةُ كثيرة، إذ شاركتُ في عدةِ معاركَ بمدينةِ الطبقة، لاقيتُ احتراماً كبيراً من أهالي روج آفا، كانَ لهم موقفٌ جميلٌ حيالَ مشاركتي معهم.

 حينَ انتهتْ حملةُ تحريرِ الطبقةِ حاولتُ العودةَ إلى أمريكا، لذا أتيتُ إلى إقليمِ كردستانَ معَ عددٍ منَّ الرفاقِ  لكنْ ألقيَّ القبضُ علينا في نقطةِ تفتيشٍ بالقربِ من هولير، دونَ أنْ يشرحوا لنا ما هو سبب الاعتقال، بقيتُ في السجنِ لمدةِ 8 أيامٍ دونَ أنْ أعرفَ ما يجري”.

نحنُ نريدُ أنْ يكونَ الكردَ موحدين، أن يكونَ لهم موقفٌ واحدٌ بشأنِ روج آفا وإقليمِ كُردستان، هذا ما نتمناه، لكن لا نعلمُ لماذا تمَّ اعتقالنا في هولير؟ في حينِ كنا نشاركُ الحربَ ضدًّ داعش في روج آفا.

أتلفوا أغراضنا؛ وأدخلونا السجن، واستولوا على ما نحملهُ من نقود، ولم يعيدوهُ لنا بعدَ خروجنا منْ معتقلهم، وحتىَ الآن لازالَ السائقُ الذي رافقنا أثناءَ مجيئنا معتقلٌ  لديهم.

كانَ كلُّ شيءٍ جيد؛ عدا الذي حصلَ معنا في هولير، كوننا أتينا إلى روج آفا لمشاركةِ الكردِ في حربهم ضدَّ داعش، تعلمنا أشياءً كثيرةً خلالَ فترةِ بقائنا بينَ المجتمعِ الكردستانيّ، في النهايةِ أنا سعيدٌ الآن لأني أعودُ إلى وطني، وسأسردُ هناكَ عن تلكَ الأمورِ الرائعةِ التي رأيتها في روج آفا.

هناكَ أمرٌ آخرٌ أريدُ قولهُ وهو أنَّ داعش عدوٌ للكردِ والعالمِ بما فيها أوربا وأمريكا. هناكَ الكثيرُ من الأشخاصِ كمقاتلينَ أمميينَ يريدونَ خوضَ القتالِ ضدَّ داعش إلى جانبِ وحداتِ حمايةِ الشعب، لكنْ قسمٌ من المقاتلينَ اعْتُقِلوا على يدِ سلطاتِ الديمقراطيّ الكردستاني، الأمرُ الذي أثارَ الخوفَ والقلقَ لدى المقاتلينَ الأمميينَ الجدد، اللذينَّ ينوونَ الانضمامَ إلى وحداتِ حمايةِ الشعب.

السؤالُ هوَ: لماذا يتمُ اعتقالُ أناسٍ يريدونَ القدومَ إلى كُردستان، والقتالَ إلى جانبِ الكُردِ ضدًّ داعش الذي نعتبرهُ عدواً للإنسانية؟ هناكَ أناسٌ يريدونَ مقاتلةَ هذا التنظيمَ لكن لماذا يتم اعتقالهم؟  لذا أتمنى أن يتمَّ  حلُّ هذهِ المسألة، وأنْ لا يتمَّ مضايقةُ المقاتلينَ الأجانبَ الذينَ يأتونَ لقتالِ داعشَ بشكلٍ طوعيّ.

وجودي في روج آفا، ومشاركتي معَ وحداتِ حمايةِ الشعبِ في حربهم ضدَّ داعش كانَ شرفٌ كبيرٌ لي، المقاتلونَ في وحداتِ حمايةِ الشعبِ أقوياءٌ جداً، مشاركتي معهم شرفٌ عظيم، كانوا يصابونَ في المعاركِ ويستمرونَ في القتالِ حتى يستشهدون، نعم شرفٌ لي من أني خضتُ معهم القتالَ ضدَّ داعش.

المقاتل شيرزاد آزادي

اسمي ديمن رود ريغز(DAMIEM RODRIGUEZ)، اسمي الكردي شيرزاد آزادي أنا مواطنٌ امريكي.

في آذارَ 2015  أتيتُ إلى كردستانَ للمرةِ الأولى، وهذهِ هي الثالثةُ التي أتيتُ فيها إلى هنا، هدفي من قدومي إلى كُردستانَ هوَ بعدَ سماعي عن مقاومةِ كوباني بوجهِ داعش، وعبرَ متابعتي للأخبار، وبعدَ أن علمتُ أيضاً أنَّ هناكَ مقاتلونَ يتطوعونَ في القتالِ ضدًّ داعش، ذاكَ التنظيمُ المتوحشُ الذي يعادي العالمَ اجمع، تألمتُ من الانتهاكاتِ التي يمارسها داعش بحق المدنيين، وخاصةً ما تعرضَ لهُ الشعبُ الايزيديُّ ونساؤه، حينها قررتُ أن أفعلَ شيئاً؛ لم اصبر حينها، أتيتُ إلى هنا، وكان قدومي صعباً لأولِ مرة، لأني لم أكن أعرفُ أحد، لكن بعدَ أن اندمجتُ مع الكُرد شعرتُ بمدى احترامهم وتقديرهم لنا.

كانتْ تِلكْ تجربةً جديدةً بالنسبةِ لي، وخاصةً في المرةِ الأولى التي أتيتُ فيها إلى  منطقةِ الشرقِ الأوسط. وحينَ وصلتُ إلى روج آفا تلقيتُ تدريباً مدةَ اسبوع، ثم ذهبتُ إلى جبهاتِ القتالِ وتعرفتُ حينها على مقاتلينَ أمميين كُثُر.

زرتُ موطني وعدتُ مرةً أخرى إلى روج آفا، لأني فقدتُ الكثيرَ من رفاقي في روج آفا خلال حربهم ضدَّ داعش، للمرةِ الثانيةِ خضتُ القتالَ ضدًّ داعش في روج آفا، وتحديداً في منطقةِ الشدادي.

لم اواجه أيَّ مشكلةٍ خلالَ المرتين الأولى والثانية، كانَ ذهابنا وإيابنا إلى روج آفا يتمُّ بشكلٍ جيد، لكنْ في المرةِ الثالثةِ التي أتيتُ فيها إلى روج آفا، تمَّ اعتقالي على يدِ سلطاتِ الـPDK. كنتُ قد سمعتُ أنهم يعتقلون الناس، لكن لم أكنْ أتوقعُ أنهم سيعتقلونني، في وقتٍ يجبُ فيهِ على الكُردِ أن يتعاونوا في حربهم ضد داعش.

ما اتضحَ لي أن البارزاني لديهِ علاقاتٌ مع تركيا، في حينِ الجميعُ يعرفُ ما يفعلهُ اردوغان في تركيا، والجميعُ يعلمُ ما يجري في مدينةِ آمد (ديار بكر) على يديه.

نحنُ كـ امريكيان لا يجوزُ أن ندعمَ اردوغان بسببِ انتهاكهِ لحقوقِ الناس، ادعو حكومةَ بلادي أن تقطعَ علاقتها مع تركيا.

كذلكَ بالنسبةِ للحزبِ الديمقراطيِّ الكردستانيِّ، فهو الآخر يقومُ بأعمالٍ سيئة، يجبُ على ذلكَ الحزب التعاونَ مع الكُرد في حربِ داعش، وأتمنى أن يجري الوضع  بشكلٍ أفضلَ مستقبلاً، وأنْ يتمَّ السماحُ لمقاتلينَ آخرينَ للانضمامِ في الحربِ ضدَّ داعش في سبيلِ تحقيقِ حريةِ جميعِ المكوناتِ من كردٍ وعربٍ وآشوريين وآخرين.

وحداتُ حمايةِ الشعبِ هي الأقوى على أرضِ الواقعِ بتغطيةٍ جويةٍ من التحالفِ الدوليِّ، لكنها لازالتْ بحاجةٍ للدعمِ لأنَّ الدعمَ الجويَّ لا يكفي، نرى أنهُ يتمُ تسليحهم كلَّ فترةٍ وفترة، لكنْ اليوم وكما نعلم، حملةُ تحريرِ الرقةِ مستمرةٌ، وحملتها هيَّ شبهُ حملةِ منبج، وحملةُ منبج كانتْ صعبةٌ وسقطَ الكثيرُ من الشهداءِ في حملةِ تحريرها، عددٌ منهم كانوا مقاتلينَ أمميين.

المقاتلونَ الأمميون يتركونَ عوائلهم ورائهم ويأتونَ إلى روج آفا بإرادتهم ليخوضوا فيها حرباً لأجلِ حريةِ الناس.

في المراتَ السابقةِ منْ مجيئي لم اتعرض للاعتقال، وكانت الأمورُ تسيرُ بشكلٍ جيدٍ لأنهُ ما منْ حجةٍ لديهم ليقوموا باعتقالي، لكن هذهِ المرة (الثالثة) اعتقلوني وادخلوني السجنَ مدة 8 أيام دونَ أن نعلمَ سببَ الاعتقال حتى. نحنُ أتينا إلى هنا كي نقاتلَ إلى جانبِ الكردِ ضدًّ داعش، نحاربُ لأجلِ هذا الوطن، رغمَ ذلكَ فقد اعتقلونا، وهم يعلمونَ أننا لسنا من عناصرِ داعش؛ بل ضدهم، يبدو أنهم فعلوا ذلكَ كي لا نأتيَّ مرةً أخرى إلى هنا!!! لكنهم لن يستطيعوا منعنا؛ فالمقاتلونَ الذينَ يريدونَ قتالَ داعش هم كُثُر، وسيأتونَ، لذا يجبُ على الديمقراطيِّ الكردستانيِّ العدولَ عن سياسته، فهو يتحدثُ عن كُردستان، لكن كُردستان ليستْ باشورَ فحسب، يجبُ النضالُ لأجلِ جميعِ أجزائها (باكور- روج آفا – روجهلات وباشور) يجبُ أنْ يكونَ الكُرد موحدين.

المصدر: وكالات

زر الذهاب إلى الأعلى