المجتمع

نازحو عفرين إرادة صلبة لمواجهة التحديات وإصرار على العودة

كانت منطقة عفرين ملاذاً آمناً لعشرات الآلاف من النازحين الكرد والعرب والمكونات الأخرى من جميع مناطق سوريا، مما أدى إلى زيادة عدد سكانها إلى الضعف؛ إلى أن قام الاحتلال التركي ومرتزقته من الفصائل المسلحة في 20 كانون الثاني من العام الجاري بقصف قرى ومدن إقليم عفرين، فيما أبدى أهالي عفرين ووحدات حماية الشعب والمرأة وقوات سوريا الديمقراطية مقاومة باسلة استمرت 58 يوماً، ولكن في شهر آذار احتلت الدولة الطورانية ومرتزقتها عفرين حيث بسطت سيطرتها على كافة أرجاء المدينة، لذا بدأ الأهالي بالنزوح عن ديارهم وممتلكاتهم إلى مناطق الشهباء “نبل والزهراء وتل رفعت وكفين “بريف محافظة حلب، كما ويتوزع النازحون من عفرين في مناطق عديدة  من ريف حلب بالشمال السوري مثل “منطقة مسلميه، قرية تل شعير، وقرية الأحداث” إلى جانب قرية فافين، هاسين، تل سوسن، تل قراح، وأحرص” وعلى أثرها تم إنشاء عدد من المخيمات لهؤلاء النازحين علاوة على أن الكثير من نازحي عفرين يفترشون العراء، كما ويفتقرون إلى الكثير من متطلبات العيش من طعام وماء وأدوية ومستلزمات الأطفال لهذا ارتأت صحيفة الاتحاد الديمقراطي بجولة لمخيمات النازحين مناطق الشهباء لترصد واقعهم.

معاناة نازحي عفرين في مخيمات الشهباء

مشيرة ملا رشيد الرئيسة المشتركة لإدارة مخيم المقاومة في ناحية فافين في مقاطعة الشهباء

-نحن في فصل الصيف، ماهي تحضيراتكم للنازحين في مخيمات الشهباء؟

نعلم أن مخيم المقاومة مكون من (800) عائلة قاطنون هنا منذ اندلاع الأزمة في عفرين، وبحلول فصل الصيف يوجد معاناة من شدة الحرارة وزيادة الحشرات الزاحفة مع تلوث الأطعمة لعدم وجود حافظات للأغذية والبرادات، بالإضافة إلى نقص في المواد الأساسية للتهوية “كالمراوح والعوازل الشمسية” وهذا ما سبب ضغطاً كبيراً على النازحين.

متابعةً حديثها: الآن قمنا بتأمين كافة المستلزمات الناقصة (مراوح-عوازل)، كما وتقوم البلديات في المقاطعة بدورها بإنشاء التمديدات الصحية اللازمة “كالحمامات والمغاسل وغيرها”.

-هناك نقص في المواد والمستلزمات، كيف تقومون بتأمينها، هل من عقبات؟

إن الإدارة الذاتية من يوم إنشاء المخيمات حتى يومنا هذا تقوم بتقديم ما بوسعها وتأمين العمل للعاطلين عن وظائفهم حالياً، ولكن أود القول: إنه في البداية “بسبب الحصار الذي نعانيه منذ ستة أشهر كنا بحاجة إلى بعض الأمور “كالشفاطات المائية” ووجدنا صعوبة بتأمينها، ولكن بعد ذلك قام الهلال الأحمر السوري بتأمينها.

-من هي الجهات الداعمة لتقديم المساعدات للمخيم؟

منذ بداية الاحتلال التركي لمقاطعة عفرين وهي تحت حصار دولي مهيمن مسيطر وحتى الآن تعمل الإدارة الذاتية على تقديم كل الاحتياجات فقط منذ شهر قبل الآن بدأ الهلال الأحمر السوري بتقديم المساعدات كـ (الماء-الخبز-اللباس-الفرش-وبعض مستلزمات المطبخ) وأيضاً بعض المنظمات جاءت وأَجرَتْ الإحصاءات ولم نجد منها شيء حتى الآن.

-هل المعونات والمساعدات التي تصل إليكم تكفي حاجة الأهالي في المخيم؟

المساعدات تكفي والمعونات تكفي ولكن الأهالي بحاجة إلى المساعدة الدولية في عودتهم لمنازلهم ولإنهاء الانتهاكات والصمت الدولي لأننا من عفرين وعفرين لنا وهي أرضنا وليست من حق أي كان.

في جولة بين أهالي المخيم والاطلاع على آراء الأهالي

-ماهي طلباتكم من إدارة المخيم؟ ومما تعانون؟

نشكر الإدارة على مساعدتهم مذ خرجنا من عفرين إلى يومنا هذا، ولكن مطالبنا هي تأمين الحماية اللازمة للوقاية من الأمراض وتأمين الأدوية، ومستلزمات الأطفال، ولكن معاناتنا الأكبر هنا هي مع الحرارة الزائدة في فصل الصيف.

-هل ما يصلكم من معونات تكفي احتياجاتكم؟

نعم، أحياناً تكفي وأحياناً أخرى لا تكفينا لآخر الأسبوع، وعندما يكون هناك أية إشكاليات في المخيم نقوم بمراجعة إدارة كومين المخيم وهي بدورها تقوم بحل المشاكل.

-هل ترغبون بالعودة إلى عفرين بدلاً من العيش بهذه المخيمات؟

بالطبع نعم وبأسرع وقت ممكن نرغب بالعودة إلى منازلنا وأرضنا التي عشنا عليها، فهي أرض أجدادنا وستكون لأحفادنا، ولا نستطيع التخلي عنها بهذه البساطة وتركها للمستعمر لذا سنعمل جاهدين في تحريرها من العدو والمحتل.

-ماهي رسالتكم للمحتل التركي؟

سنسترجع أرضنا منك مهما طال وجودك فيها، ونحن بدورنا كشعب مدني نتكلم وبصوتٍ عالٍ نريد أرضنا وأرض أجدادنا التي كانت تعيش عليها جميع مكونات الشعب من (كردي وعربي وسرياني وأيزيدي)، ولن تحقق أحلامك أيها المحتل  وعليك الخروج من ديارنا بأقصى سرعة فهذه أرض السلام الطاهرة وُلِدنا فيها وسنموت عليها ولأجلها.

تقرير: أفين يوسف

زر الذهاب إلى الأعلى