الأخبارروجافامانشيت

نادين ماينزا: على أمريكا ألا تصدق ذرائع أردوغان, فتركيا هي التي تهدد الحرية والسلام والأمن في سوريا

سلطت (نادين ماينزا) رئيسة أمانة الحرية الدينية الدولية (IRF) والرئيسة السابقة للجنة الأمريكية للحرية الدينية الدولية الضوء على الحملة التركية الواسعة من الضربات الجوية على شمال وشرق سوريا, مبيّنةً  أن تلك الضربات استهدفت البنية التحتية المدنية ودمرت مدرسة ومستشفيات وصوامع الحبوب ومحطات الكهرباء والمياه ومنشآت النفط.

وفي مقالة لها على صحيفة national interest الأمريكية أكدت ماينزا أن هجمات أنقرة أدت إلى مقتل ثمانية وعشرين شخصاً بينهم 14 مدنياً, وقالت في المقالة:

كان الأمر الأكثر إثارة للدهشة هو الغارة الجوية على القاعدة المشتركة للتحالف بقيادة الولايات المتحدة لهزيمة داعش وقوات سوريا الديمقراطية, على بعد 130 متراً فقط من الأفراد الأمريكيين, وفيما دعت الولايات المتحدة إلى وقف التصعيد واصلت تركيا الضربات الجوية التي تستهدف قوات الأمن التي تحرس مخيم الهول، الذي يضم أكثر من 50 ألفاً من عائلات مقاتلي داعش, ولحسن الحظ هرب عدد قليل فقط من أفراد تلك العائلات وأعيد القبض عليها فيما بعد من قبل قوات الأمن.

وأضافت:

أعلن أردوغان عن خطط حديدة لغزو بري لشمال وشرق سوريا, وخلال الغزو التركي للمنطقة في عامي 2018 و 2019 ، وثقت منظمات متعددة فظائع مروعة ارتكبتها تركيا وحلفاؤها، حيث استهدفت تركيا والقوات المدعومة منها الأقليات الدينية والعرقية بما في ذلك الأيزيديين والمسيحيين والكرد، وخاصة النساء, وجاء في تقرير لمنظمة مراقبة الإبادة الجماعية: (لقد ارتكبت تركيا جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في شمال سوريا, ففي المناطق الخاضعة لسيطرة تركيا تعرض المدنيون لجرائم مروعة ضد الإنسانية ارتكبتها القوات التركية والميليشيات المدعومة منها).

كما شهدت (إيمي أوستن هولمز) التي كانت زميلة في مركز ويلسون آنذاك أن أفراد الأقليات الدينية (قُتلوا، واختفوا، وخطفوا، واغتصبوا، واحتُجزوا)، وتعرضوا للتحويل الديني قسرياً، واحتُجزوا مقابل فدية حتى تدفع عائلاتهم مبالغ باهظة تأمين إطلاق سراحهم, وتم تدمير أماكن عبادتهم وتشويهها ونهبها, حتى مقابرهم تعرضت للهدم والتخريب.

وتابعت ماينزا:

استمرت جرائم الحرب هذه حتى بعد الاحتلال مع ارتكاب الفظائع في المناطق التي تحكمها الميليشيات الإسلامية المدعومة من تركيا, وحذر محققو جرائم الحرب التابعون للأمم المتحدة من أنه يجب على تركيا كبح جماح المتمردين السوريين الذين تدعمهم في شمال سوريا والذين ربما قاموا بعمليات خطف وتعذيب ونهب لممتلكات المدنيين.

وتساءلت ماينزا:

لماذا يجب أن تهتم الولايات المتحدة بما يكفي بشمال وشرق سوريا لوقف الهجمات التركية المستمرة وغزو آخر؟

وأوضحت أن قوات سوريا الديمقراطية كانت الشريك الرئيسي للولايات المتحدة في محاربة داعش, وأن وحدات حماية الشعب الكردية (YPG) ووحدات حماية المرأة (YPJ) دخلتا في شراكة مع الولايات المتحدة لأول مرة خلال معركة كوباني التي انتهت في كانون الثاني 2015 , مؤكدةً أنها حققت أول انتصار على تنظيم داعش, وأضافت:

مع استمرار الدعم الجوي والأسلحة الأمريكية استعادوا بشجاعة منبج والرقة ومناطق أخرى من داعش، وبلغ هذا التحالف ذروته في معركة الباغوز  في شباط 2019 مع  قوات سوريا الديمقراطية (قسد) ذات الأغلبية العربية بما في ذلك الوحدات المسيحية السريانية الآشورية, وبينما أصرت تركيا على أنها شريك أكثر فاعلية في القتال ضد داعش، بدا من الواضح أن أنقرة كانت متواطئة في نمو التنظيم, وفي الواقع قال (بريت ماكغورك) منسق البيت الأبيض للشرق الأوسط  في عام 2019 :

إن 40 ألف مقاتل أجنبي انضموا إلى داعش (جاءوا جميعاً عبر تركيا).

وقد تمت هزيمة  داعش عسكرياً  قبل الغزو التركي لشمال وشرق سوريا عام 2019، وقد مكّنت هجمات أنقرة المستمرة منذ ذلك الحين تنظيم داعش من إعادة بناء نفسه, وبينما كانت قوات سوريا الديمقراطية تحرر المناطق من خلافة داعش، كانت تعمل أيضاً على تمكين المواطنين المحليين من بناء نظام حكم ذاتي يسمى الآن الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا, من خلال تنظيم كل حي في كومينات، وانتخب السكان رؤساء مشتركين من الذكور والإناث ونواب, وأنشأوا لجان مفتوحة لجميع السكان لإدارة شؤونهم الخاصة, ويتم تضمين أعضاء من كل عرق ودين بعناية في الإدارة الذاتية مع الرؤساء المشتركين ونواب الرؤساء المشتركين الذين يمثلون تنوع مجتمعاتهم، بما في ذلك المسلمين الكرد والعرب والمسيحيين السريان الآشوريين، والمسيحيين الأرمن، والأيزيديين والعلويين والشركس والتركمان وآخرين، ونصف القادة من النساء.

وأشارت ماينزا إلى أنها في عام 2020 قضت شهراً واحداً في شمال وشرق سوريا, وأنها قامت بزيارة أعضاء اللجان والرؤساء المشتركين على كل مستوى من مستويات الإدارة الذاتية, مؤكدةً أن الإدارة الذاتية  لديها بالفعل تمثيل زائد للأقليات الدينية والعرقية في المناصب الرسمية مما خلق مجتمعاً يتم فيه الترحيب بالجميع بغض النظر عن العرق أو الدين أو الجنس, وأنها تعترف بثلاث لغات هي: الكردية والعربية والسريانية.

وأضافت ماينزا:

لقد اقتنعنا أن مشروع الإدارة الذاتية هو السبيل الوحيد لوقف الحرب الأبدية في المنطقة.

وأوضحت ماينزا أنه ومع انهيار الاقتصاد التركي أصبح أردوغان لا يحظى بشعبية كبيرة في الداخل التركي, لذلك يستخدم التهديد الوهمي المتمثل في (الإرهاب المنبثق من الحدود الجنوبية لتركيا) لحشد الدعم الداخلي قبل انتخابات العام المقبل، وتابعت:

على الرغم من عدم وجود هجمات حدودية غير مبررة من سوريا, قدم هجوم اسطنبول الرهيب في 13 تشرين الثاني الذريعة المثالية لأردوغان لتوجيه الاتهامات ضد حزب العمال الكردستاني (PKK)، وشعب شمال شرق سوريا (الذين ليسوا من حزب العمال الكردستاني), ولا يبدو أن المشتبه به كردي، وهناك العديد من الادعاءات المتضاربة التي لا معنى لها, ويُعرف أردوغان باتهامه زوراً للمعارضين الكرد بأنهم أعضاء في حزب العمال الكردستاني، لذا فإن هذا ليس بالأمر الجديد.

وأضافت ماينزا مشددةً:

يجب على الولايات المتحدة ألا تسمح باستخدام كذبة أردوغان كذريعة لغزو شمال وشرق سوريا, لقد بنى سكان شمال وشرق سوريا إدارتهم الذاتية لتوفير مستقبل لعائلاتهم وليس لاستهداف تركيا, إنهم يمثلون تهديداً لتركيا بقدر ما تشكل تايوان تهديداً للصين, وتركيا هي التي تهدد الحرية والسلام والأمن في سوريا, والأمر متروك للولايات المتحدة والمجتمع الدولي لجعل عواقب غزو سوريا أكبر من أن تتحملها تركيا.

زر الذهاب إلى الأعلى