تقاريرمانشيت

مقاومة العصر بين وعيد أردوغان وفشله

عفرين التي لا تتجاوز مساحتها مساحة مدينة صغيرة من مدن تركيا وبإمكاناتها المتواضعة؛ يخوض أبناؤها حرباً ضروساً ضد ثاني أكبر جيش مدجج في حلف الناتو، ضف إليهم الآلاف من المرتزقة الذين تم حشدهم من قبل النظام التركي في محاولة لغزو عفرين، لكنهم فشلوا في كَسرِ إرادة المقاومة التي أثبتت بأنها لن تُقهر ولن تنضَب. إن ما قاله أردوغان ويكرره في كل مناسبة استعراضية حتى قبل البدء بالغزو على عفرين بأنه سيمحق عفرين عن وجه الأرض، وسيلاحق الكُرد أينما كانوا، لم يكن سوى تعابير عن حالة الهيستريا التي لا تفارقه في كل خُطبِه الاستعراضية تلك خاصة عندما يكون أمام قطعانه.

حقيقة المفارقات الكبيرة بين الكذب والاستخفاف بعقول تلك القطعان التي تهز برأسها وتصفق بحميمة لاستقبال بوق الكذب.

نجمعها ونعرضها لكم قرائنا الأعزاء عبر تحقيقنا هذا:

منطقتنا مركز الأطماع الاستعمارية

الأحداث التي تعوم في الشرق الأوسط والأطماع الدولية والإقليمية تحت مسميات عديدة منها الحرية والديمقراطية والتغيير، وظهور حركات إسلامية راديكالية متشددة وحركات الإسلام السياسي المتشدد علامة فارقة في الشرق الأوسط، فالقوة البشرية والاقتصادية والثروات الباطنية هي الأساس في جعل منطقتنا مركزاً للأطماع الاستعمارية، وإبقائها بؤرةً للحرب والاقتتال الأهلي على الدوام.

عدة دول شرق أوسطية ومن بينها سوريا في عام 2011 حدثت فيها ثورات بغية تغيير أنظمة الحكم فيها, من نظام مستبد وظالم إلى نظام يتسم بالحرية والمساواة والديمقراطية، لكن ما لبثت أن تحولت هذه الثورات من حِراك شعبي سلمي إلى تجمعات مسلحة مدعومة من دول لا تعكس حقيقة ما خرج لأجله الشعب السوري، وبدأ الاقتتال والقتل والاعتقال والتهجير، وبعد ذلك أعلِنَت المواقف بشكل واضح وعلني من دعم المجموعات المسلحة من قِبل عدة دول إقليمية أبرزها الدولة التركية التي كانت ولا تزال تحتضن ما يسمى الائتلاف السوري، وتقدم دعماً واضحاً للجيش (الحُر) بين مادي وعسكري وتدّرب وتفتح الحدود التركية أمام المقاتلين من كافة أنحاء العالم ليدخلوا إلى سوريا عبر الأراضي التركية.

مساعي تركيا في سوريا والشمال السوري خصوصاً

تركيا تسعى جاهدة إلى دعم المجموعات المرتزقة كي تسيطر على المنطقة والقضاء على أي مشروع ديمقراطي حقيقي فيها. وهذا ما يتوضح عبر سعيها إلى إنهاء المشروع الديمقراطي الجامع لشعوب الشمال السوري.

تركيا دفعت مجموعاتها المسلحة المأجورة وعلى رأسها (تنظيم داعش الإرهابي) إلى تحقيق أهداف وأجندات لا تخدم سوى مصلحتها؛ فضلاً عن الإضرار بالشعب السوري، وعند فشل هؤلاء في المهمة المُوكلة إليهم من قبل تركيا، تدخلت هذه الثانية بشكل مباشر في الشأن السوري دون الاكتراث بالنتائج التي قد تتمخض عن تدخلها واحتلالها هذا.

عندما أحست تركيا بالمشروع الديمقراطي الذي بدأ يتفاعل سياسياً واجتماعياً على أسس ديمقراطية تضمن الحقوق لجميع المكونات والأديان والمذاهب والعقائد، وتوفر الاستقرار والأمن والأمان لشعب روج آفا وعموم شعوب الشمال السوري؛ بدأت تركيا جاهدة بالقضاء على هذا الخطر الذي يهدد كيانها الشوفيني الفاشستي وفق مزاعمها، وخاصة بعد معركة تحرير منبج والرقة وحملة دير الزور والقضاء على داعش الإرهابي في عاصمته المزعومة الرقة؛ لِيَلوحَ في الأفق السياسي والعسكري والتصريحات العلنية، وتنكشف الأوراق من الظل إلى النور بالدعم التركي الواضح والصريح للإرهاب، وبدأت بتوجيه مرتزقتها من حلب وحمص وداريا ومناطق أخرى إلى إدلب وتجميعهم فيها، في الوقت الذي كانت قد احتلت جرابلس والباب وإعزاز وأجرت تغيراً ديمغرافياً لتلك المناطق وصبغتها بصباغ تركي عثماني قديم العهد جديد التنفيذ.

التآمر الروسي- التركي- الإيراني بالاشتراك مع النظام السوري

كل ما جرى ويجري في عفرين عبارة عن تنفيذ لاتفاقيات جرت بين روسيا وتركيا وإيران والنظام السوري لبناء مناطق خفض التوتر، الهدف منها هو عدم الربط بين مناطق روج آفا والشمال السوري، ومنعها من الوصول إلى البحر، هذا التآمر متفق عليه من قبل الدول (روسيا، تركيا، إيران والنظام السوري) ضد الشعب السوري بكافة مكوناته وأديانه ومحاولة لإيقاف المشروع الديمقراطي الذي يهدد مصالح وأجندة هذه القوى.

تأثيرات انتخابات المجالس المحلية

في خطوة هامة أقدم مواطنو الشمال السوري على إجراء انتخابات المجالس المحلية في الأول من كانون الثاني (2017)، والتي أحدثت هزة قوية في أوساط الدولة التركية لدرجة أنها كانت قد صرَّحت على لسان أحد مسؤوليها أنها ستهاجم عفرين في 28-29 تشرين الثاني، أي قبل انتخابات المجالس المحلية بيومين إلا أن إقبال الأهالي كان حاشداً وكبيراً على صناديق الاقتراع، ضاربين تهديدات تركيا عرض الحائط ومؤكدين أنهم ليسوا خائفين من هجماتها.

“غصن الزيتون” والتهديد والوعيد التركي لعفرين

من خلال ذلك بدأت تركيا تتوعد وتهدد إقليم عفرين والشمال السوري بالتدخل العسكري لتبدأ بالتحضيرات على الحدود من قوات عسكرية تابعة للجيش التركي والمجموعات الإرهابية التي دربتها في تركيا طيلة الفترة الماضية لمقاتلة وحدات حماية الشعب والمرأة وقوات سوريا الديمقراطية.

وإنشاء مشافي ميدانية؛ وبدأت التصريحات النارية من كافة المسؤولين الأتراك من سياسيين وعسكريين وزيارات مكوكية إلى بعض الدول الداعمة لهذا التدخل، وبتاريخ 20 كانون الثاني 2018 بدأت الدولة التركية وجيشها المدجج بالسلاح ومرتزقتها بقصف مدفعي على القرى الحدودية لإقليم عفرين تحت مسمى عملية “غصن الزيتون” على أن العملية لن تستغرق سوى بضعة أيام للدخول إلى عفرين وإنشاء شريط عازل أمني على عمق (30) كم .

ثاني أكبر جيوش الناتو استعمل القنابل العنقودية في عفرين 

هذا من جانب آخر الدولة التركية عضو في حلف الشمال الأطلسي (الناتو) وثاني أكبر الجيوش فيها، تحاول اللعب على الوتر الحساس، كما أنها استخدمت القنابل العنقودية والنابالم والأسلحة المُحرَّمة دولياً على المدنيين العُزَّل وأغلبهم من النساء والأطفال، وهذا ما يمكن تسميته بجرائم الحرب التي يجب أن تحاسب عليها تركيا.

وفي ظل استعمال تركيا المدفعية والطيران؛ وكافة الأسلحة لقصف عفرين وشن الهجمات عليها وعلى قُرَاها الحدودية، ومع تصاعد مقاومة قوات سوريا الديمقراطية ووحدات حماية الشعب والمرأة ضد جيش الغزو التركي وإرهابيي القاعدة، بدأت بضرب قُرى خط التماس بقصف عشوائي بالسلاح الثقيل وأمام أعين العالم أجمع، وبهذا التوقيت سحبت القوات الروسية عناصرها من إقليم عفرين مما يوضح النية المُبطنة والضوء الأخضر لهذه العمليات العسكرية التركية، كما أننا لم نجد أي تصريحات تدين هذا الاعتداء السافر إلا من قبل “مصر” وحتى اجتماع مجلس الأمن الذي هو مركز القرار الدولي لإرساء الأمن والاستقرار في العالم خرج ببيان مخجل للغاية طالب فيه تركيا بضبط النفس عِوَض أن توجه لها خطاباً شديد اللهجة.

مقاومة العصر في عفرين ومساندة الأشقاء الكردستانيين

إن قوات سوريا الديمقراطية ووحدات حماية الشعب والمرأة تسطر البطولات في الصفوف الأمامية ضد هذا الغزو البربري الفاشي، ومنذ اليوم الأول لم تستطيع تركيا في التقدم على الأرض فقد جوبهت ببسالة الشعب الذي كان وراء هذه القوات المناضلة والمدافعة عن أرض عفرين وشعب عفرين من كل المكونات التي لجأت إليها من مختلف مناطق الاقتتال والنزاع الدائر في سوريا، هذا وتحتضن عفرين أكثر من (400000) ألف إنسان من كافة الجغرافية السورية، لكن عملية الغزو التركي لم تترك أي بيت ومنزل وأرض سالمةً من الدمار حتى قصفت المواقع الأثرية ودُور العبادة من مساجد وأديَّرة بالإضافة إلى المرافق العامة من سدود المياه ومراكز الصحة والمداجن والمسالخ والهلال الأحمر والمدارس.

ونتج عن قصفها حتى اليوم العشرين من القصف بحسب إدارة مشفي أفرين أن حصيلة الشهداء المدنيين من القصف التركي على عفرين ونواحيها (365) جريح منهم (270) من الرجال و (55) من النساء و (40) من الأطفال .

وعدد الشهداء من الرجال (105) من النساء (17) من الأطفال (26) . وهناك حالات خطرة جدًا وإعاقات دائمة ومنهم مَن بقى إلى الآن تحت الأنقاض لكثافة القصف.

إلا أن الإرادة القوية لشعب عفرين ومشاركة كل أطياف الشعب في مساندة القوات المدافعة في الجبهات الأمامية، وتأمين الحماية للقرى والأرياف والمدن، وهذه الروح الوطنية من العمل بجميع المجالات وتوافد الشعب إلى الساحات والاعتصام في شوارع عفرين بروح المقاومة صفاً واحداً ضد هذه الهجمات الإرهابية ضد عفرين؛ لأن تركيا من عملها هذا تريد قتل الروح المعنوية الفكرية والنضالية لشعبنا؛ إلا أنها قد جوبهت بمقاومة العصر الفريدة من نوعها في التاريخ، ولم تكتف في إقليم عفرين فقط بل وخرجت التظاهرات والاحتجاجات العارمة في كل الشمال السوري بكل أطيافه ومذاهبه منددين بالعدوان التركي السافر على عفرين، كما لم يهدأ الكردستانيون في جميع أصقاع العالم بغية مساندة أشقائهم في عفرين وإيصال صوتهم إلى المجتمع للضغط على الحكومة التركية لإيقاف قصفها الوحشي على المدنيين في عفرين.

حقيقة توهمات اردوغان والحقيقة على الأرض

الحقيقة التي كان يتوهم بها اردوغان بأن جيش الاحتلال التركي ومرتزقته سيسيطرون على عفرين خلال ساعات معدودات؛ إلا أن قتلى جنوده ومرتزقته بالمئات والكثير منهم سلموا أنفسهم إلى وحدات حماية الشعب والمرأة، والمقاومة الأسطورية التي تجري على الأرض هي التاريخ والتاريخ هو مقاومة الشعب الحر المقاوم والقوات التي تحميها دفاعاً مستميتاً دون الالتفات إلى أي شيء يثنيهم عن هذا الواجب، ولعل أكبر الأمثلة تتجلى في شخص أفيستا خابور التي أَبَتْ أن يتقدم العدو شبراً واحداً وبعملية فدائية فجرت نفسها بدبابة العدو ومنعته من التقدم، كما وأن بارين كوباني التي سخرت روحها فداء لرفاقها وأطلقت آخر رصاصاتها المتبقية على نفسها حتى لا ينال منها العدو، إلا أن تمثيله وتنكيله بجثتها عبّر عن العجز الذي قد أناط به، فلم يبقَ له سوى إفراغ غيه وعجزه وقصوره في جثتها.

إن روح المقاومة التي تنبع من فكر وفلسفة القائد الأممي عبدالله أوجلان سياج منيع من المقاومة التي تثبت كل لحظة وساعة ويوم  بأن العقائدية والدفاع المستميت عن الحق المشروع وحب الأرض والدفاع عن الشعب مهما كانت التضحيات لهي روح الوطنية الحقة.

المؤامرات لن تنال من الصمود الشعبي

وبدأت تنعكس المعركة على الداخل التركي والإقليمي والعالمي؛ لكن الحقيقة بين الدول المتآمرة هي من تدفع وتؤيد هذا الهجوم والصمت الرهيب للنظام السوري تجاه ما يحدث في عفرين مما يدل على أن هناك تواطئ مع حكومة اردوغان الإرهابية، وكأن عفرين ليست ضمن الجغرافية السورية، ولنذكر أن اتفاقية أضنة بين النظام السوري والدولة التركية عام 1998 لا زالت سارية المفعول؛ فإن دل على شيء فهو يوضح حقيقة التآمر بين هذين الدولتين ومعهم روسيا وإيران وبعض الدول في الخفاء.

وبعد مرور عشرين يوماً من الهجوم التركي على عفرين لم تستطع أن تحقق أي شيء على الأرض، وليثبت الشعب كلمته والوقوف إلى جانب مقاومة العصر والشعب في عفرين اتجه الآلاف من الأهالي من الجزيرة وكوباني وتل أبيض والشدادي وشنكال ومنبج والطبقة وحلب وقامشلو؛ إلى عفرين رغم القصف الجوي والمدفعي وكافة أصناف الأسلحة؛ رسالة واضحة إلى الدولة التركية ومن ورائها إن إرادة الشعوب لا تقهر ومقاومة الأبطال لن تنال من عزيمة قواتنا، لأن هذا الشعب على مر التاريخ هو عرين الحضارة والثقافة والحرية والسلام والعيش بأخوة الشعوب والعيش المشترك، والدفاع عن الأرض هو من عمق الروح التي لا تهيبها التغيرات التي تريدها الدول الاستعمارية الشوفينية التي تسعى جاهدة إلى جعل هذه الشعوب تحت ظلها من الظلم والاستبداد والقهر وسلب حريتها التي تنادي بها منذ مئات السنيين.

إنها مقاومة العصر مقاومة عفرين في كل زاوية من كل قرية وناحية وخلف كل شجرة زيتون وحبة زيتون قصة مقاومة أدخلت الرعب في صفوف الأعداء.

لإرادة الأبطال والبطلات الذين يلقنون المرتزقة وحكومة اردوغان والجيش التركي فنون النضال والهدف السامي الذين يقامون من أجله الآن الدفاع عن الحق والقضية هو جوهر الوطن والوطنية التي يتحلى بها المقاتلون ومن خلفها الشعب القوي الذي يساند بكل ما يملك من مال وأبناء لقهر العدو المستعمر الغاشم الفاشي.

وإلى اليوم لم نرَ أي جديد من المواقف العالمية ومنظمات الأمم المتحدة والحقوقية والصمت الإعلامي الرهيب تجاه ما يحدث من مجازر بحق الإنسان والإنسانية بحق شعبنا في إقليم عفرين، ألا وهو لعار في تاريخ البشرية التي تحمي الجلاد والإرهابي وتدعمه وتغض النظر عن جرائمه بحق شعب أبى أن يتخلى عن حبَّةِ تراب واحدة أو شجرة زيتون واحدة.

وليذهب الفاشستي إلى زيارة الفاتيكان أين السلام ممن ينادون السلام أم أن السلام مُفصَّلٌ سياسياً يليق بالذين أيديهم ملطخة بدماء الأحرار عبر التاريخ العثماني الذي لم يرحم لا البشر ولا الحجر.

إلا أن العثمانية التي يحلم بها أردوغان ماتت وقتلت على أسوار عفرين المنيعة، ومهما امتلكت من قوة الأسلحة لن تستطيع أن تنال من إرادة الشعوب التي هبت، وأن ما سميته بعميلة غصن الزيتون سيكون هذا الغصن ناراً يحرق بها قوتك وجيشك؛ أنها عفرين آرين ميركان أفيستا المقاومة، مدينة المحبة والسلام والاستقرار عشق الشهادة والشهداء، وبدم الأبطال وزغاريد الأمهات الثكالى وبسمة الأطفال تتحقق الانتصارات كل يوم وبدم الشهداء الذين يضحون سوف تزغرد حتى الأرض بأهازيج النصر والانتصار.

كلنا عفرين، وعفرين المنتصرة

أصدرت الهيئة التنفيذية لحزب الاتحاد الديمقراطي PYD في 17 كانون الثاني بياناً إلى الرأي العام العالمي أدانت فيه بأشد العبارات القصف التركي لعفرين الآمنة المسالمة الشامخة مثل جبالها وكما تاريخها. وطالبت المجتمع العالمي والأسرة الدولية وكافة منظمات المجتمع المدني والمؤسسات الحقوقية والقانونية بتحمل مسؤولياتها تجاه أكثر من مليون من الأهالي الذين يقطنون عفرين. كما طالبت الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي التحرك الفوري والعمل بما يلزم كي تكون منطقة شمال سوريا بغرب الفرات وشرقها منطقة آمنة، ومثل هذا التصرف المسؤول يؤدي إلى النتيجة المأمولة في إيجاد حل للأزمة السورية وفق قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة.

وطالبت الهيئة التنفيذية للـPYD من عموم الشعب الكردستاني في أوربا وأيضاً القوى الديمقراطية أن توصل صوت مقاومة عفرين إلى العالم كله وتكثيف مسيراتها السلمية بهذا الخصوص. كما أننا نؤكد بأن عفرين لن تكون لوحدها؛ فكل مدن وقرى روج آفا وشمال وشرق سوريا على أهبة الاستعداد للوقوف صفاً واحداً في وجه من يقف ضد إرادة الشعوب ومطالبها المشروعة.

تحقيق: علي استرفان

زر الذهاب إلى الأعلى