في تقرير نشره معهد الأخلاقيات والتكنولوجيات الناشئة الأمريكي* IEETعلى موقعه الإلكتروني جاء فيه أن “الرئيس التركي رجب طيب اردوغان ساهم إلى حد كبير في اختراع تنظيم داعش. عندما اندلع ما يُطلق عليه (الربيع العربي) في شوارع سوريا، وكانت الاحتجاجات الشعبية على وشك إسقاط بشار الأسد”
و تابع التقرير الذي صدر الاسبوع الماضي ” أن أردوغان في الوقت نفسه سمح للوسطاء الأتراك بمساعدة الإرهابيين على تهريب النفط والآثار من حقول النفط والمتاحف التي تم الاستيلاء عليها في سوريا والعراق، ومن ثم المساعدة في تمويل تنظيم داعش لعملياته الإرهابية”.
ويضيف التقرير “أن تركيا دعمت علناً الجماعات المتشددة الأخرى مثل أحرار الشام التي تتبنى الكثير من إيديولوجيات تنظيم القاعدة، وجبهة النصرة وهي جماعة إرهابية محظورة من قبل الولايات المتحدة وأوروبا.
و قال التقرير انه وحينما كان الاف اللاجئين السوريين الذين فروا إلى تركيا على استعداد للعودة إلى سوريا ومحاربة الإرهابيين، منعهم أردوغان من إعادة دخول الأراضي السورية، الأمر الذي يصفه التقرير بأنه “واحدة من أبشع حالات اللجوء على الإطلاق”.
، وبحسب التقرير، فإنه لولا “التواطؤ الإجرامي” لـ أردوغان، لما كان هناك وجود لتنظيم داعش الإرهابي على الخريطة.
ويبدي التقرير دهشته من أنه بعد السماح لهذا التنظيم بالنمو والتوغل وبعدما تراكمت لديه الأموال والأسلحة، يقرر أردوغان أخيراً قصف “داعش”، وعلى الرغم من ذلك، يتضح أن أردوغان لا يستهدف داعش وإنما يستهدف الكرد.
ويقول التقرير: ان ” الكرد هم الهاجس الأكبر لدى أردوغان، فهو عنصري ولا يستطيع استيعاب فكرة وجودهم في الأساس.
ويشير التقرير إلى أن أسلاف أردوغان قاموا من قبل قرن من الزمان بإبادة غالبية الأرمن، وعلى الأرجح أنه “يأسف لعدم إبادة الكرد والقضاء عليهم بالمثل”.
ثم نقد معهد الأخلاقيات والتكنولوجيات الناشئة الأمريكي IEET في تقريره وضع الجهة التي تقاتل لاستقلال الكرد داخل تركيا (حزب العمال الكردستاني) في قائمة المنظمات الإرهابية من قبل الولايات المتحدة والاتحاد الاوربي، ويدعم حقهم في النضال من أجل الاستقلال، لاسيما أن الكرد ينتشرون في تركيا وسوريا والعراق.
ويرأي التقرير، أنه من سوء حظ أردوغان أن الكرد في سوريا أثبتوا أنهم القوة الفاعلة الوحيدة في محاربة كل من نظام بشار الأسد وتنظيم داعش على أرض الواقع في سوريا. ومن ثم باتت المنطقة الكردية السورية مستقلة بحكم الأمر الواقع وخاضعة لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي ووحدات حماية الشعب الكردية.
ويعتبر التقرير انه “في الوقت الذي أصبح فيه الكرد عاملاً محورياً في الحرب ضد داعش، قرر أردوغان الانضمام للتحالف الدولي لمحاربة داعش، بيد أن هذا مجرد ذريعة للتقليل من شأن الكرد، حيث استهدفت الغارات التركية فقط الكرد الذين يعيشون في سوريا والعراق وتركيا، وذلك بدلاً من استهداف الداعشيين”.
وبحسب التقرير، يكمن الهدف الحقيقي للرئيس التركي أردوغان في نزع سلاح القوة الوحيدة التي نجحت في مكافحة “داعش”، إذ يحاول القضاء على الكرد مهما كان الثمن. كما أنه عقد اجتماع خاص مع حلف الناتو لإيجاد ملاذ آمن في الأراضي السورية على الحدود التركية، وبالطبع يستهدف الأراضي التي يسيطر عليها الكرد في سوريا.
ويختتم التقرير “إن تنظيم داعش أمر في غاية الخطورة، ولكن على الأرجح أن أردوغان يُعد الأكثر خطورة. ومن العار والخزي أن يظل حزب العمال الكردستاني مدرجاً على القائمة الإرهابية لدى الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي. وينبغي علينا تسليح هذا الحزب ضد النازية الإسلامية لـ أردوغان”.
::::::::::::::::::::::::::::::::::
* The Institute for Ethics and Emerging Technologies مؤسسة بحثية غير ربحية تروج افكار حول كيفية التقدم التكنولوجي وزيادة الحرية والسعادة والازدهار الإنساني في المجتمعات الديمقراطية.
من اهم اطروحاته هي: أن التقدم التكنولوجي يمكن أن يكون حافزا للتنمية البشرية إيجابية طالما أن التقنيات آمنة وتوزيعها عادل. و يقول القائمين على المعهد أن هذا “technoprogressive” التوجه هو التركيز على التكنولوجيات الناشئة التي لديها القدرة على تحويل إيجابيا الظروف الاجتماعية ونوعية حياة الإنسان – خاصة “تعزيز التكنولوجيات الإنسان” – تسعى IEET لنشر مفاهيم الأكاديمية، المهنية، والشعبية ، الإيجابية والسلبية، و يعمل إلى تشجيع السياسات العامة المسؤولة عن استخدامها الآمن والعادل.
