الأخبارمانشيت

مسلم: بناء جدار التقسيم هو نفس سيناريو احتلال لواء الاسكندرون

في لقاء حصري لموقع حزب الاتحاد الديمقراطي مع (أنور مسلم) الرئيس المشترك للمجلس التنفيذي في الإدارة الذاتية الديمقراطية لإقليم الفرات حول بناء تركيا لجدار (تقسيم سوريا) والصمت الدولي وخاصة روسيا والنظام السوري, والاتهامات الروسية للإدارة الذاتية الديمقراطية في شمال وشرق سوريا بسعيها لتقسيم سوريا, بدأ مسلم حديثه بالقول:

 بعد المقاومة التي أبداها شعبنا في عفرين وقواتنا ضد الاحتلال التركي لمدة 58يوماً, أدركت تركيا أن هذه المقاومة لن تتوقف وستستمر حتى تحرير عفرين, لذلك تحاول بشتى الطرق إخماد نار هذه المقاومة, والتاريخ الاحتلالي لتركيا معروف ففي عام 1939 اقتطعت واحتلت لواء الاسكندرون من الأراضي السورية عن طريق سياسة التغيير الديمغرافي ثم الاستفتاء غير الشرعي؛ حيث تم تهجير السكان الأصليين للمنطقة وتوطين آخرين يدينون بالولاء لتركيا, والآن تحاول اتِّباع نفس السياسة والخطة في عفرين, لذلك تقوم الآن ببناء جدار التقسيم حول عفرين ضاربةً بعرض الحائط المواثيق والقوانين الدولية, ويتبين بوضوح أمام مرأى العالم أجمع أن هناك أرض سورية يتم اقتطاعها واحتلالها من قبل تركيا ببنائها لهذا الجدار.

وعن أسباب اقتطاع عفرين بالذات دون غيرها وعزلها عن سوريا رغم أن تركيا تحتل أراضٍ تعادل مساحتها 7000كم مربع, وتضم جرابلس والباب وإعزاز وعفرين, أوضح مسلم:

بعد أن عملت تركيا على تغيير الديمغرافية السكانية لعفرين من خلال توطين عوائل مرتزقتها من الغوطة والباب وغيرها من المناطق التي باعتها تركيا لروسيا, واستخراج  الهويات التركية لهم (كيملك) و فرض اللغة التركية في عفرين ودمج هؤلاء مع المجتمع التركي, وكذلك يدعي المسؤولون الأتراك أن دمشق والقاهرة والرياض وغيرها من المدن العربية هي أراضٍ تعود ملكيتها لأجدادهم العثمانيين, وكذلك إحياء الميثاق الملي الذي يلحق حلب والموصل بأراضي الدولة التركية, وتركيا لم تكتف بتغيير التركيبة السكانية وإنما تقوم بتدمير التاريخ الكردي والثقافي لعفرين من أجل محو كل ما يثبت أنها كردية, وكذلك قام الاحتلال التركي ومرتزقته باقتلاع أشجار الزيتون الذي يتجاوز عمرها مئات السنين, تحاول الآن من خلال بناء هذا الجدار فرض نفس الظروف التي خلقتها قبل احتلال لواء الاسكندرون.

وأشار مسلم إلى أن بناء هذا الجدار يجب أن يتوقف لأنه مخالف للقوانين الدولية, وقال:

يجب أن يتحمل المجتمع الدولي مسؤولياته في الضغط على تركيا لإنهاء احتلالها لعفرين وإعادتها إلى أهلها, ومن أجل عودة النازحين والمهجرين إلى أرضهم, وبالتالي الوصول إلى حل للأزمة السورية من خلال سوريا ديمقراطية تتعايش فيها كافة المكونات بحرية وكرامة.

وحول الصمت الروسي والنظام السوري إزاء بناء تركيا لجدار التقسيم في عفرين, قال أنور مسلم :

النظام السوري بذهنيته لا يفكر بأية تسوية للأزمة السورية تراعي تطلعات الشعب السوري, ويحاول فرض ذهنيته ورؤيته العسكرية والأمنية ما قبل 2011, ويجب عليه أن يغير هذه الذهنية لكي نستطيع كسوريين إيجاد حلٍّ لهذه الأزمة, ولكن النظام لا يغير ذهنيته ولا يخطو أية خطوة باتجاه حل الأزمة, وبالمقابل روسيا كدولة عظمى بدل أن تعمل على إيجاد تسوية ترضي جميع الأطراف تساعد النظام وتدعمه في حربه على جميع الأطراف الأخرى, وكذلك فهي متحالفةٌ مع تركيا وصامتة إزاء احتلالها للأراضي السورية, وتتفرج على المرتزقة والإرهابيين وهم يزدادون قوةً وإرهاباً في عفرين وإدلب إرضاءً لتركيا.

ورداً على الاتهامات الروسية لقوات سوريا الديمقراطية والإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا  بأنها تعمل على تقسيم سوريا, قال مسلم:

منذ بداية إعلان الإدارة الذاتية الديمقراطية ونحن ندعو إلى مفاوضات سلام من أجل حل الأزمة السورية, ولكن تم استبعاد الإدارة التي تمثل حوالي ثلث مساحة ومكونات سوريا من اجتماعات جنيف وأستانا بفيتو تركي, ولم تعمل روسيا على إشراكنا فيها, إذاً فروسيا وتركيا هما اللتان تسعيان إلى تقسيم سوريا, والصمت الروسي إزاء الاحتلال التركي وممارساته الإرهابية وبناء جدار التقسيم يؤدي إلى تعميق وإطالة أمد الأزمة السورية.

وأختتم أنور مسلم حديثه بالقول:

نحن في الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا ندعو روسيا وكافة دول العالم إلى وضع نهاية للأزمة السورية, وتحرير الأراضي السورية المحتلة من قبل تركيا, والعمل على خلق نظام ديمقراطي يجلب السلام لكامل سوريا.

زر الذهاب إلى الأعلى