آخر المستجداتمقالات

مرة أخرى الإدارة الذاتية أثبتت نجاعتها

حسين القاق

الاحداث التي  شهدتها منطقة دير الزور خلال الحملة الأمنية التي اطلقتها قوات سوريا الديمقراطية في الـ27 من شهر آب الماضي  وما رافقتها من موجهات بين مجموعات مسلحة ” خارجة عن القانون” وأخرى دفعت بها أطراف تعادي الادارة الذاتية من طرف وقوات سوريا الديمقراطية من طرف ثان على خلفية اعتقال احمد الخبيل الملقب ابو خولة تطرح العديد من الاسئلة، خاصة مع محاولات بعض الاطراف تحوير مسار واهداف هذه الحملة إلى صراع بين ما اسمتها بـ”قوات العشائر” و”قسد” وتارة أخرى إلى صراع “كردي – عربي” وما رافقتها من تهويل وخطاب أعلامي كبير يحرض على الكراهية والعنصرية والعنف.

يجب ان نتعرف بداية على مكونات هذه العشائر التي تحدث عنها تلك القنوات  والجهات الاعلامية، بحسب تلك القنوات ذاتها  تتألف تلك المجاميع ” العشائرية” من فصيلين الأول هو لواء الباقر الذي يتزعمه الشيخ نواف البشير المدعوم من ايران والثاني يتزعمه الشيخ سالم المسلط المدعوم من الائتلاف المدعوم من تركياً .

مع اندلاع هذه المعارك تبين ان الاستعدادات طانت على وشكها  والنوايا كانت مبيته مسبقاَ لدى تلك الاطراف في ظل الضخ الاعلامي السباق للحدث!.

 ماهي اهداف هذه الاطراف؟

ان التطورات الموضوعية التي حدثت في شمال وشرق سوريا ادت الى قيام تجربة جديدة ومتميزة في الاقليم كله وهي تجربة الادارة الذاتية بما لها وما عليها لان القائمين على هده الادارة لم يأتوا من كوكب اخر بل انهم ابناء هذه المجتمعات الغارقة في الظلام والتي تعاني من سيطرة انظمة استبدادية عززت كل اشكال الاضطهاد القومي والطبقي والسياسي ومزقت المجتمعات الى تكتلات طائفية بغيضة بغية ديمومة سلطاتها الامنية.

ولان تجربة الادارة الذاتية تمثل بارقة امل لشعوب المنطقة كان لا بد لهذه الانظمة العمل بشتى الوسائل على اجهاضها والقضاء عليها ان سنحت لهم الفرصة.

ففي سوريا بعد ان عممت الادارة الذاتية برنامجها الوطني الشامل ولاقى قبولا وتأييدا في المجتمع السوري وخاصة بعد التفاهمات مع حزب الارادة الشعبية ومع هيئة التنسيق الوطنية ومع ارتفاع اصوات في بعض المناطق وخاصة في السويداء بإقامة ادارات تماثل الادارة الذاتية، شكل رعبا للنظام  في سوريا . الأمر كذلك  بالنسبة لإيران التي تعاني من مشاكل داخلية وخاصة في المناطق الكردية تركيا التي لم توفر اي وسيلة عسكرية لاخماد صوت الكرد هذه الاوضاع التي تعيشها هذه البلدان دفعها للتنسيق فيما بينها  لاجهاض هذه التجربة.

وكانت حملة “تعزيز الأمن ” التي اطلقتها قوات سوريا الديمقراطية فرصة لتلك الاطراف بان تشدد حصارها على الادارة الذاتية وتشعل فتنة بين مكوناتها  وتضرب العشائر بعضها ببعض والمكونات بعضهم ببعض لكن هذا لم يتحقق وفشلت محاولتهم هذه في النيل من قسد ومن الادارة الذاتية التي أكدت مجدداً على مشروعيتها كحل منطقي وموضوعي للأزمة السورية ككل.

زر الذهاب إلى الأعلى