الأخبارمانشيت

مخططات تركية لإسكان اللاجئين السوريين شمال سوريا

يبدو أن ما عجزت عنه بعض الأنظمة الإستبدادية في المنطقة والنظام البعثي في سوريا من خلال الحزام العربي والتغيير الديمغرافي للمناطق ذات الأغلبية الكردية؛ يحاول أن يستكمله الطاغي اردوغان، حيث قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يوم السبت/3/ فبراير- شباط/2018: “إنه سيتم منح السكن الدائم لقرابة 3.5 مليون سوري لاجئ بتركيا، ضمن منطقة ما تسمى (درع الفرات) شمالي حلب.

وفي خطاب للرئيس التركي قال: “إنه سيتم تأمين سكن دائم لقرابة 3.5 مليون سوري، ممن يعيشون على الأراضي التركية حاليًا”.

وأكد أردوغان على أهمية إنشاء مناطق آمنة في الجهة المقابلة للحدود التركية في سوريا، مشيراً إلى أنه لن يتم تشييد خيم بعد الآن ضمن المناطق الآمنة، وسوف يتم بناء مساكن دائمة عوضاً عنها”.

استمرار سياسات التهجير

عضو لجنة العلاقات الدبلوماسية لحزب الاتحاد الديمقراطي PYD، دارا مصطفى قال تعليقاً على ذلك في تصريح خاص لـ (باسنيوز): “إن المشروع التركي الجديد يهدف إلى التغيير الديمغرافي في عفرين”، معتبراً أن ذلك “جزء مهم من السياسات التركية بحق الكرد تاريخياً، بل وبحق جميع شعوب الأناضول”، وتابع “فقد تم تفريغ الأناضول من سكانها الحقيقيين وتم إسكان العنصر التركي فيها”، مشيراً بهذا الخصوص إلى الأرمن والسريان الذين كانوا يشكلون عنصراً أساسيا إلى جانب الكرد في شرق البلاد وكيليكيا، مؤكداً على أنه تم تفريغ وسط وغرب الأناضول (غرب الفرات) من الشعوب غير التركية، حسب قوله.

وأردف مصطفى “بعد أن كان الكرد والأرمن هم الغالبية في تلك المناطق لم يبق أحد من الأرمن بعد المجازر المليونية بحقهم، وأصبح الكرد أقلية هناك”, منبّها إلى استمرار هذه السياسات في منطقة لواء اسكندرون (هاتاي) المحاذية لعفرين في عهد الجمهورية التركية، مشيراً إلى جلب آلاف التركمان من جمهوريات آسيا الوسطى وخاصة أوزباكستان وإسكانهم في قرى الكرد التي تنتشر في كامل منطقة شرق اسكندرون، وكذلك في غرب اسكندرون على حساب العنصر العربي”.

وأوضح أن الجمهورية التركية اليوم تكرر سياساتها التهجيرية في سوريا، بالقول: “لم يعد خافياً على أحد فضيحة جلب آلاف الأيغور الأتراك من الصين إلى سوريا، ولم يكن السبب هو الجهاد فقط، فقد جاء الأيغور بكامل عائلاتهم من الأطفال وحتى المسنين”.

وحدات سكنية في بلدة قباسين الكردية

وبين المسؤول في حزب الاتحاد الديمقراطي: “إن تركيا قامت بتهجير آلاف العائلات الكردية من قرى شمال الباب بتهم مختلقة وكاذبة؛ عدا عن الاعتقال والإعدام لزرع الخوف في قلوب الكرد وإجبارهم على الرحيل”، مشيراً إلى بناء تركيا عشرات الوحدات السكنية في بلدة قباسين الكردية لإسكان اللاجئين السوريين فيها، والقادمين من مختلف المناطق السورية رغم وجود العديد من المدن العربية والتركمانية كالباب وإعزاز وإدلب.

الهدف

واعتبر مصطفى أن المشروع التركي (جديّ) يهدف إلى إحداث التغيير الديموغرافي في عفرين، معللاً ذلك بالقول: “تركيا ترغب بالتخلص من اللاجئين السوريين الذين باتوا يشكلون عبئاً على تركيا بعد أن استفادت منهم الكثير. واستدرك بالقول: “أما الفئات المتعلمة والأكثر ثقافة ومهنية فقد قامت تركيا بتجنيسهم لضمان ولائهم والاستفادة منهم اقتصادياً” حسب تعبيره.

ولفت إلى أن الهدف الآخر للتغير الديموغرافي هو «جعل منطقة عفرين منطقة موالية لتركيا كإعزاز و إدلب، ما سيجعلها قريبة جداً من تحقيق هدفها بالاستيلاء على حلب”، وأشار إلى أن السبب الأهم هو ذعر تركيا من اقتراب الكرد من البحر، حيث تعتقد تركيا أن ذلك سيشجع الكرد على إعلان دولة لهم، وبذلك ستفقد أهميتها السياسية الدولية، وستعصف بها الأزمات السياسية والاقتصادية, لذا نجد هذه المحاولة في الغزو التركي على عفرين بالذات”.

ونوقش المشروع التركي الجديد من قبل أعضاء في البرلمان خلال جلسة اجتماع مغلقة، من أجل أن يعيش السوريون بعد إتمام المشروع في منازل دائمة، وفق وسائل الإعلام التركية.

المصدر: وكالات

زر الذهاب إلى الأعلى