الأخبارتقاريرمانشيت

مؤامرة 9 تشرين الأول 1998 الجذور والأسباب والنتائج

تحقيق: دوست ميرخان

لا يمكن النظر بسطحية إلى أحداث ونتائج مؤامرة 9 تشرين الأول عام 1998, ولا يخفى على أحد إن التدبير والتخطيط لمثل هذه المؤامرة تم بناءً على أساس خدمة عدة قوى وأطرافٍ متشاركة، ومن الخطأ ربطها بحدثٍ معين أو بجهة معينة بحد ذاتها، لذا فإن القول بأن للمؤامرة خيوط متشعبة دولية وإقليمية ومحلية سيقع حتماً في دائرة الصواب وفهم أبعادها وأسبابها المباشرة والغير مباشرة.

بالطبع هناك العديد من التساؤلات التي تدور فحواها حول الأسباب والدواعي التي كانت خلف المؤامرة، وحول الزمان والمكان والامتداد، وعن اللذين كانوا في الخطوط الأمامية «الأدوات»، ومن كانوا خلف الكواليس، وعن المستهدف والمستهدفين…. يتسأل البعض هل نجحت المؤامرة في أهدافها القريبة والبعيدة، أم إن المتآمرين عليهم انتصروا واستطاعوا أن يقلبوا المعادلة على المدى البعيد وأن ينتزعوا القوة من الضعف… تساؤلات تفرض نفسها في هذه المرحلة التي نشهد فيها امتدادات تلك المرحلة بكل جوانبها على المستوى الإقليمي والدولي.

حقائق أولية تدرك بالعين المجردة وأخرى يتم استيعابها بالتحليل والبحث التاريخي الموضوعي المنهجي العلمي 

– المستهدف شخصية عبدالله أوجلان أو كما يلقبه الشعب (القائد أبو).

– المستهدفين الشعوب المستعبدة المتطلعة للحرية وللديمقراطية في الشرق الأوسط، وفي مقدمتهم الشعب الكردي، الحركة التحررية الكردستانية، الحركات الفامينية، المقاومة المجتمعية الثورية، التيارات الليبرالية الديمقراطية المناهضة للرأسمالية العالمية، تيار الاشتراكية العالمية، الحركات الايكولوجية «البيئية»، والعديد من القوى الوطنية.

– المتآمرون هم: نظام الحداثة الرأسمالية وأدوتها من النظم القوموية السلطوية وأجهزتها البوليسية الاستخباراتية، المافيا العالمية وشبكة الكلاديو المافيوية، الاستخبارات الدولية المرتبطة بالرأسمالية العالمية مباشرة، سماسرة دوليين، مجموعة من الشخصيات المرتزقة تعمل هنا وهناك بمّا يخدم مصلحتها.

النتائج الأولية والقريبة:

– حققت القوى المتآمرة هدفها في اعتقال شخصية القائد عبدالله أوجلان وتسليمه للدولة التركية التي كانت تعاني من أزمة سياسية واقتصادية حادة.

– العديد من الأنظمة الإقليمية والدولية والأطراف التي شاركت في المؤامرة حصلت على حصتها من المبالغ المالية التي خصصت لهذه المؤامرة وأخرى رفعت عنها «العقوبات» ومنحت بعض الامتيازات من القوى الرأسمالية.

حقيقة لم تظهر المؤامرة بشكلٍ فجائي أو من دون تخطيط مسبق, بل تم الإعداد والتحضير لها وفق برنامج منظم ومدروس ومنذ أمدٍ بعيد، توزعت الأدوار وتم تهيئة الأجواء بدقة متناهية ووفق خارطة جيوسياسية مدروس للمعادلة الزمنية  والمكانية الملائمة لحدوث المؤامرة وبشكلٍ يذهل المرء وتجره إلى تساؤلات عديدة…

لا شك إن خيوط هذه المؤامرة تعود إلى مرحلة تشبه المرحلة التي نعيشها اليوم إلى حداً ما، وهي المرحلة التي تلت انهيار الاتحاد السوفييتي وبروز القطب الواحد «القطب الرأسمالي» بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، وبدء جولة جديدة من الصراعات والأزمات التي عصفت بعدة دول من بينها الدولة التركية. تلاقت المصالح وتقاطعت الأجندات بين القوى الإقليمية الهزيلة وبين الرأسمالية العالمية، وبالتالي بدأت مرحلة التمهيد للمؤامرة التي بدأت من غرف العمليات البوليسية الداخلية لعدة أنظمة بدءاً من الاستخبارات الداخلية في تركيا وامتداداً إلى العديد من التنظيمات والاستخبارات الإقليمية والدولية، والعديد من التنظيمات الاستخباراتية التي تعمل عادة خلف الكواليس لتصل إلى مستوى التنسيق والاتفاق فيما بينها إلى درجة عالية من الدقة والترابط والتصميم.

لمِاذا استهداف شخصية عبد الله أوجلان (القائد أبو)؟

يتسأل الكثير من الذين لم يتمعقوا في تاريخ الشرق الأوسط ولم يتناولوه من منظارٍ بحثي موضوعي في ربط الأحداث والانعطافات التاريخية بعضها بالبعض فدراسة تاريخ السلطة والأنظمة الحاكمة غير كافٍ لإدراك تاريخ الشرق الأوسط وحضاراتها وما لم يتم التعمق في دراسة تاريخ الشعوب وثقافتها والثورات الكونية وقاداتها أي (تلك التي أحدثت منعطفاً في التاريخ الإنساني الكوني) لا يمكن فهم واستيعاب شخصية وفكر عبدالله أوجلان كقائد ومفكر كردي- أممي، الفكر والثورة الكونية التي يقودها عبد الله أوجلان هما السببان الرئيسيان الكامنان خلف المؤامرة التي أحيكت ضده وعلى إثرهما تم اعتقاله ومن ثم سجنه في جزيرة منفردة بعيداً عن المحيط الاجتماعي وتحت حراسة وعزلة مشددة.

وهنا لا بد من العودة إلى تاريخ اغتيال الشخصية الإنسانية الحرة التي انطلقت من ميزوبوتاميا إلى باقي أصقاع الأرض.

لنعد إلى الأسباب: لأول مرة تظهر قيادة ثورية وطنية في جغرافية عرفت بالصراعات طيلة قرونٍ عدة خَلّت، ومع ظهور هذه الشخصية تنطلق مرحلة جديدة من الثورة والانبعاث الفكري وبالرغم من أنها كانت ذات جذور يسارية لكنها استطاعت أن تطور الاشتراكية كنظرية اجتماعية سياسية تقف كسد منيع أمام نظريات الحداثة الرأسمالية والتي وصلت لذروتها وهي اليوم على حافة الانهيار.

ومن هنا كانت الخطوة الكبرى التي خطتها حركة التحرر الكردستانية بقيادة عبدالله في التأثير على الساحة التركية أولاً وعلى الساحة العالمية بضرورة مناهضة الرأسمالية والتحرر من قبضت أدواتها، بثورة مجتمعية مبنية على أسسٍ ديمقراطية ايكولوجية.

كون نظام الحداثة قد بثت بأدواتها في كل مفاصل الحياة وباتت كشبكة عنكبوت يصعب التخلص منها ما لم يتم. وبحجم تلك القوة الفكرية والثورية كانت المؤامرة دوليةً واسعة النطاق ضد هذا النمط من القيادات وضد هكذا نموذج فكري إنساني.

شخصية فكرية بحجم القائد عبدالله أوجلان لم يكن ملكاً لشعبه فقط بل أصبح ملكاً ونبراساً لكل الشعوب ولجميع القوى الثورية، وله تأثيرٌ واضح على الساحة السياسية العالمية لما لفكره من عمق وأبعاد على الصعيد السياسي والاجتماعي والفكري والثقافي، اتسمت شخصيته بخصائص الشخصيات القيادية الكونية، كونه يمثل الجوهر الإيديولوجي للنظرية الإنسانية المعاصرة وتطلعاتها في الحفاظ على الهوية الإنسانية للجنس البشري في عصرنا الراهن.

شخصية قيادية؛ بكل المعايير يمثل بفكره آمال وتطلعات الملايين من الشعوب سيقف حتماً عائقاً كبيراً أمام قوى نظام الحداثة الرأسمالية، فامتلاكه خصائص ومميزات فكرية وبرؤى وملاحظته الدقيقة للقضايا الاجتماعية وللأزمات الدولية جعله محط أنظار واستلهام العديد من الشخصيات والتيارات الفكرية الثورية والنهضوية والتنويرية المعاصرة، وهذا ما ميزه عن كل القيادات الكلاسيكية الأخرى، وهذا بحد ذاته كان سبباً مباشراً في تهديد البنيان الكونكريتي المتصدع للحداثة الرأسمالية، لذا فأن ظهور وتطور شخصية قيادية بهذه الكاريزما، ستكون مناقضة ومتنافية تماماً مع مصالح وايديولوجية الحداثة وتوابعها من الأنظمة القوموية المستحدثة، والتي رأت فيها تهديداً جدياً يضر بوجودها وبمصالحها الريعية.

هذه القوى مجتمعةً ولتحد من هذه التطورات المتسارعة والتي أخذت تلّقى صداً واسعاً بين الأوساط المجتمعية الآنفة الذكر، ولتضع العراقيل أمامها وللحيلولة دون تكورها وتعظمها لتصبح قوة لا يمكن القضاء عليها أو تحجيمها ومن ثم تطويعها وثنيها، سارعت هذه الأوساط والقوى إلى حبك خيوط المؤامرة، وخلقت ظروفاً سياسية تتطابق فيه وجهات النظر والآراء والمصالح فيما بينها، ومهدت هذه التوجهات للتحضير لمؤامرة دولية في 9 تشرين الأول 1998 تلك المؤامرة التي تشابكت فيها المصالح وتداخلت فيها الحسابات.

 نشرت معهد الدراسات الاستراتيجية الإنكليزية في فترة سابقة، دراسة تتحدث فيها بنية المجتمع الكردي الشرق أوسطي وعن علاقاته مع الشعوب والمجتمعات الأخرى وعن التناقضات التي يعشيها،  وعن ظروف المرحلة التي تشكل فيها حزب العمال الكردستاني كحركة تحررية كردية، كذلك أفرزت الدراسة باباً كاملاً عن شخصية القائد عبدالله أوجلان، وعن البنية الايديولوجية والفكرية لكوادر الحزب، وتشير الدراسة كما في نصها إلى «إن تمكنت أن تَحدّ من تأثير هذا القائد عندها يمكنك «تسيير» هذا الحزب. ولن يبقى أي تلاحمٍ ورصٍ للصفوف داخل بنية هذا التنظيم، لأنهم عبارة عن تجمع قروي يعتمد على نضالٍ مرتبط بالقوة، كل واحداً منهم يشكل جزءاً متجزأً داخل هذا التنظيم، إنهم يمتثلون حقيقةً لهذا القائد ومرتبطين به بشكل بارز…، عندما يتم إزالة هذه الحقيقة من الوجود، يتشتتون ويتمزقون نتيجة ضعفهم لا يمكنهم امتلاك الرؤية السليمة ولا أن يشكلوا أية قوة من تلقاء أنفسهم، حتى أنه لا يصغي أحدهم للآخر!

بالطبع هذه الدراسة لا تعبر سوى عن رأي كاتبها أو ربما عن رؤية نظام الحداثة الرأسمالية.

لنتذكر ما كان يقولوه قيادات الدولة التركية وممن كانوا في فلكهم عندما اعتقل القائد عبد الله أوجلان أو بالأحرى سُلِم إلى النظام التركي الذي ارتبك على إثر ذلك قالوا حينها: (اليوم تمكنا من القضاء على «المتمردين»). ولنقاربه ونقارنه اليوم بما أنجزه فكر وفلسفة هذا القائد على الصعيد المجتمعي والثوري المحلي والإقليمي والعالمي فأننا أمام تناقضات كبرى بين روايتين إحداها تمثل حقيقة القيادة الثورية والفكر الذي أصبح نموذجاً للحياة الحرة والتعايش بين الشعوب، وأخرى تمثل رواية متعطشي السلطة والعروش، اليوم تعاني تلك القوى السلطوية من أزماتٍ خانقة وهي على حافة الانهيار بعد أن فقدت كل المعايير الأخلاقية والسياسية بالدرجة الأولى كما كانت عليها في تلك المرحلة، هؤلاء لا يمكنهم الاعتراف بالخسارة والسبب أنهم لا يملكون الفضيلة التي تعد من أهم صفات الشخصية القيادية. وهنا نترك الإجابة… لكم قراءنا الأعزاء في البحث عن أجوبةٍ في الخسارة والهزيمة والانتصار.

نبّذةً عن تلك المرحلة

إن إعلان وقف إطلاق النار من قبل حزب العمال الكردستاني بشكل رسمي في 1 أيلول عام 1998 وبدء محاولاته في إيجاد حل سلمي وسياسي للقضية الكردية في تركيا من خلال خارطة طريق واستراتيجية تتخذ من الوسائل السياسة كمنطلق للوصول إلى الحل ومن خلال تهيئة الأجواء لحوارٍ سياسي سلمي ديمقراطي بناء، بدلاً من النهج العسكري القائم على الإبادة والانكار والذي اتخذته الدولة التركية منذ تأسيسها وحتى الوقت الراهن قد أحدث فارقاً كبيراً في معادلة التوازنات على الصعيد الداخلي والعالمي.

لكن لم تفيد هذه البادرة كما غيرها في أن تبدي الدولة التركية أي تحركٍ ايجابي بهذا المنحى ولم تبدي الأطراف والأوساط الدولية أيضاً ارتياحها تجاه ذلك أي المرحلة الجديدة التي أرادت حركة التحرر الكردستانية أن تبدأ بها في حقن الدماء وفتح القنوات السياسية والسلمية لكل الحلول التي من شأنها حل القضية الكردية وقضية الديمقراطية عموماً في تركيا بالوسائل والسبل السياسي.

حتى أنها لم تبدي أي تفهماً ايجابياً لهذه المرحلة التي بدأها القائد العام للحزب عبدالله أوجلان في الأول من أيلول والتي تزامنت مع مناسبة يوم السلام العالمي، بالطبع تركيا أبدت موقفاً كالذي نشهده في عهد أردوغان اليوم، ولم تتقدم بأي خطوةً  تجاه طراز الحل المطروح والمعلن عنه من حزب العمال الكردستاني، لا بل رأت فيه تهديداً لنظامها المافيوي القائم على أساساً عسكري قومومي راديكالي بالرغم من أنها كانت تعاني من أزماتٍ داخلية وخارجية، أما بالنسبة للقوى الدولية ولنظام الهيمنة العالمية فقد فضلت مصالحها وهيمنتها على كل المسارات التي من شأنها أن ترسي السلام، خاصة وأن نهج الحركات الثورية لا يمكن أن يتوافق مع نظريات الحداثة المبنية أساساً على الفوارق الطبقية والربح الريعي ورأس المال المالي، والتي تقوم أساساً على خلق التناقضات وصراع الأضداد، ولهذا لم تكن من مصلحتها التفكير حتى بالحل المطروح لا بل بدأت تعمل من أجل خط مؤامرة تتخلص فيها من جهة من القوى الفكرية المضادة لها والتي تحد من تسلطها على العالم عبر أدواتها العديدة والمتعددة، كذلك استغلت  وعبر هذه المؤامرة التناقضات الدولية والأزمات التي كانت تعاني منها مجموعة من الدول من بينها روسيا وايطاليا واليونان وتركيا والعديد من الأنظمة الأخرى، وكنتيجة لم تمهد أي دولة أو هيئة من هيئات الأمم المتحدة ومجلس الأمن السبيل أمام ظهور وتفعيل مبادرة الحل السلمي الديمقراطي للقضية الكردية في تركيا.

كذلك لم تؤيد العديد من القوى الرجعية والبيروقراطية المنفعية سواء أكانت كردية أو عربية أو تركية محلية نموذج الحل المطروح بل فضلت الصمت والتواطؤ غالباً للحفاظ على الامتيازات الممنوحة لها، لا بل سارع البعض إلى أخذ دورهم في هذه المؤامرة بناءً على توجيهات القوى الرأسمالية، خاصة بعد انعقاد اتفاقية «واشنطن» في 17 أيلول 1998 بعد إعلان وقف إطلاق النار وإتباع سياسة الحل السلمي والديمقراطي للقضية الكردية, وذلك من خلال المؤتمر الصحفي الذي تم بثه بشكل مباشر عبر القناة الفضائية الكردية آنذاك.

بالطبع بعد أن تم تسليم القائد عبدالله أوجلان بمؤامرة ومكيدة محكمة التدبير والتخطيط إلى  الدولة التركية مكبل اليدين ومعصوب العينين مرة  حركة التحرر الكردستانية بظروفٍ حساسة ومصيرية بالنسبة لها في مواجهة تحديات جدية تستهدف إفشال محاولات إيجاد الحل السلمي للقضية الكردية. وذلك عبر مؤامرة التاسع من تشرين الأول التي أرسيت أسسها في التسعينات، كما هو معروف كانت هناك دعوة الرئيس التركي «تورغوت أوزال» إلى وقف إطلاق النار وإيجاد حل سلمي للقضية الكردية، وبذلك أدت هذه الدعوة إلى تحرك عدة أطراف وأوساط لا ترغب في إيجاد حل كهذا إلى إفشال هذه المحاولات وبكافة السبل وما التحرك السريع الذي قام به رئيس الأركان العامة للجيش عبر دائرة الحرب الخاصة إلا إحدى التدابير التي اتخذتها هذه الأوساط في مواجهة هذه المحاولات.

يصف القائد عبدالله أوجلان في إحدى مرافعاته تلك المرحلة على النحو التالي: «لو أنجزت الحملة (المؤامرة) بنجاح، لم يكن ليبقى شيء يذكر بالنسبة للكرد، كانوا سيقومون بوقف إرسال بث القناة الفضائية الكردية تحت ذريعة أنها صوت معارض لهذه الحرب، هذه القضية وحدها دليل ومعطى كاف لتنفيذ مآربهم وإلا فلماذا قاموا بتعتيم الفضائية الكردية يوم التاسع من أكتوبر دون سواه».

ويظهر من الخطاب الذي ألقاه الجنرال آتيلا انيش في أنطاكية في 2 تشرين الثاني عام 1998 إشارة على بدء حملة إعلامية وسياسية وحتى عسكرية ضد سوريا تحت ذريعة أنها تؤيد الإرهاب المتمثل بحركة التحرر الكردستانية، بعد أن ضغطت تركيا قي ربيع عام 1998 على سوريا وجرتها إلى الاتفاقية الأمنية و الاستخباراتية  والتي عرفت باتفاقية أضنة.

وللأحداث التي جرت حينها في سوريا ولتهديدات التركية سرد طويل يصعب إيجازه في هذا التحقيق المقتضب.

إن منطقة الشرق الأوسط أصبحت مسرحاً لصراعات وتصفية حسابات وتوازنات إقليمية جديدة تفرز مرحلة مخاض جديدة، إنها ليست مجرد أحداث أو أزمة عابرة، نختم تحقيقنا بما قاله  القائد عبدالله أوجلان (المسجون منذ حوالي20 عاماً في سجنٍ منعزل وتحت ضغط نفسي شديد تمارسه الدولة التركية)، واصفاً هذه المؤامرة وملابساتها: «إلى أين نذهب كي ننجو من هذه المؤامرة, لم يبقى أمامنا سوى الفضاء أو سطح القمر لنذهب إليه, إنها مؤامرة محبوكة بإتقان لدرجة استحالة النجاة منها, ولكن كيف نجونا؟ يكفي الإنسان أن يتحلى باليقظة و الحذر اللازم لكي يجد له مخرجاً منها».

زر الذهاب إلى الأعلى