الأخبارمانشيت

كاتبٌ إيزيدي: الإدارةُ الذاتيةُ في شنكال ستكونُ رداً على الخياناتِ  والمجازر

بعدَ الانتقاداتِ المتعددةِ للإدارةِ الذاتيةِ في شنكال منْ قبلِ العديدِ من الشخصياتِ والأحزابِ في باشور، أوضحَ الكاتبُ والناشطُ الإيزيدي “نايف سمير” إن الإدارة الذاتية ضرورةٌ ملحةٌ للإيزيديين بعدَ الخياناتِ والإباداتِ المتكررةِ بحقهم، وأكدَ أن شنكال ستكونُ نموذجاً وقدوةً لكافةِ مكوناتِ العراقِ بمشروعها، مطالباً بالحمايةِ الدوليةِ للإيزيديين لوضعِ حدٍ لمخططاتِ وهجماتِ الدولةِ التركيةِ والبارزاني ضدَّ إرادتهم.

وجاءتْ تصريحاتُ الكاتبِ والناشطِ الإيزيدي في شنكال “نايف سمير”، في حديثٍ مطولٍ لوكالةِ أنباءِ هاوار، حولَ آخرِ التطوراتِ السياسيةِ على صعيدِ المجتمعِ الإيزيدي ومخططاتِ الدولةِ التركيةِ والبارزاني ضدًّ وجودِ الإيزيديين في أرضهم والسيطرةَ على المنطقةِ مجدداً.

وأشارَ الناشطُ الإيزيديُّ في مستهلِ حديثهِ إلى وضعِ الأقلياتِ في المنطقةِ بشكلٍ عام، ومدى الاستبدادِ المُمارسِ بحقِ الشعوب، وقال:” هناكَ عشراتُ الشعوبِ والأقلياتِ تعيشُ الاستبدادَ والاستعبادَ من تلكَ الأنظمةِ الحاكمة، وعلى رأسها الدولةُ التركية، فالأخيرةُ معروفةٌ لدى الجميع بديكتاتوريتها وظلمها وشوفينيتها ضدَّ الأقلياتِ وضدَّ الديمقراطية بعينها، وكذلكَ تابِعُها في باشور أي إدارة هولير، فهي تنادي بالعلمانيةِ لكنها نظامٌ دكتاتوريّ، ولهاتين الجهتين تأثيرٌ مباشرٌ على كسرِ إرادةِ الايزيديين والأقلياتَ الأخرى في المنطقةِ برمتها، وكذلكَ قبلهما النظامُ البعثيُّ الذي هيأ الأرضيةَ والحاضنةَ لميليشياتِ إرهابية”.

وأضافَ سمير في سياقِ حديثهِ “منذُ زمنِ البعثِ وإلى حكمِ هؤلاءَ والمخططاتِ الهادفةِ لإبادةِ ثقافاتِ المنطقةِ مستمرة، وقد كسرتْ إرادةُ الأقلياتِ وبترتْ علاقاتهم، وخاصةً الإيزيديين منهم، حيثُ قطعتْ أواصرهم عن الجبلِ وفككوا مجتمعهم وفقَ سياساتٍ ممنهجةٍ وحُرِّموا من أبسطِ مقوماتِ الحياةِ والحماية، لنصبحَ بذلكَ لقمةً سائغةً لمصالحهم الدموية”.

الإدارةُ الذاتيةُ ضرورةٌ ملحةٌ وشنكال باتتْ اليومَ نموذجاً وقدوةً للأقلياتِ العرقيةِ والدينيةِ في العراق

وأوضحَ سمير في معرضِ حديثهِ حولَ مشروعِ الإدارةِ الذاتيةِ الذي يبنى في شنكال، مؤكداً أنها ضرورةٌ ملحةٌ وبمثابةِ “منقذ” للإيزيديين وغيرهم، وأنهُ مشروعٌ بحسبِ القانونِ العراقيِّ”، وقالَ “بعد فرمان 3- 8-2014 الذي ارتكبَ بسببِ الخيانةِ والصفقات، وتوجهَ وحداتُ حمايةِ الشعبِ وقواتِ الدفاعِ الشعبيِّ لانقاذ ما تبقى من شعبنا في شنكال، حدثتْ تطوراتٌ كبيرةٌ على صعيدِ المقاومةِ والإدارةِ الذاتيةِ للشعبِ الصامدِ في شنكال وجبالها، وهذا ما تعيشهُ شنكال اليوم، وما تسعى إليهِ في كلِّ لحظةٍ من مقاومته، لذلكَ حاجتنا لإدارةٍ ذاتيةٍ وحمايةٍ ذاتيةٍ باتتْ ضرورةً كبيرة، وما تعشهُ شنكال الآن منْ تطوراتٍ على هذهِ الأصعدةِ تجعلُ منها نموذجاً ديمقراطياً لكافةِ الأقلياتِ وحتى في كلِّ منطقةٍ من العراق، لأنَّ شنكال ستعطي دفعةً معنويةً وتجربةً تنظيميةً للمجتمعِ الذي عانى الاستبدادَ على مرِّ عقودٍ طويلة”.

الحكومةُ التركيةُ تعملُ في كلِّ تحركاتها وفقَ ذهنيةٍ ونظرةٍ عثمانيةٍ قديمةٍ بالية

ونَوَّهَ نايف سمير إلى الدورِ التركيِّ في ضربِ الوجودِ الإيزيديِّ والمشروعِ الديمقراطيِّ في العراقِ والمنطقةِ برمتها، مشيراً إلى أنِّ للأخيرةَ ارتباطٌ مع كافةِ التنظيماتِ المتشددةِ في المنطقةِ لدواعي ذهنيةٍ مشتركة، قائلأ:” إنَّ شنكال بمشروعها الديمقراطيّ وحمايتها الذاتيةِ بالتأكيد سوفَ تكونُ محلَّ تهديدٍ لحزبِ البارزاني والحكومةِ التركيةِ وحلفائها الإقليميين، لأنَّ لهذهِ الجهاتْ سياساتٌ اقتصاديةٌ وحزبيةٌ ضيقة، وأخرى مرتبطةٌ بتوسيعِ النفوذِ والاحتلالِ، وتجعلُ من هذهِ الأقلياتِ قرباناً لها، وخاصةً الدولةَ التركيةَ فهي ترى في نفسها خليفةَ المسلمين وسلطانهم على الأرض، وتتحركُ وفقَ هذهِ الذهنية، ولذلكَ لها ارتباطٌ بكلِّ مجموعةٍ متشددةٍ من أجلِ مصالحها. فمنَّ الطبيعيِّ أنْ ترى فينا كـ شنكاليين كفاراً وتنظرُ لمشروعنا كحالةٍ تعرقلُ أطماعها في المنطقة”.

وشددَ سمير في حديثهِ على أهميةِ وجودِ حمايةٍ دوليةٍ لوضعِ حدٍّ للدولةِ التركيةِ وسلطةِ البارزاني المؤثرانِ الرئيسيانِ في حملةِ الإبادةِ الإيزيدية، قائلاً:” بالنظرِ إلى توابعِ ووكلاءِ تركيا هنا، نرى أنَّ غايةَ الأخيرة منذُ البدايةِ كانَ صنعُ كيانٍ سنيٍّ بجانبِ الإقليمِ لبسطِ نفوذهِ بشكلٍ كاملٍ على هذهِ المنطقة، وذلكَ عن طريقِ آل النجيفي، وهكذا كانَ سيقومُ بتحويلِ هاتين الولايتين، أي السنيةِ بإمرة آل النجيفي وولاية البارزاني، كولايتين تركيتين لا ترتبطانِ بالعراقِ سوى شكلاً، لكن الذين أفشلوا هذا المخطط هم الإيزيديين المقاومين في جبال شنكال، فكافةُ المخططاتِ التي صُنِعَتْ في الغرفِ المغلقةِ قبلَ الجينوسايد وحتى بعدها، كانتْ الغايةُ الأولى هي السيطرةُ على الجبالِ الإيزيدية من ثم بسطِ النفوذِ بشكلٍ واسع، وكانَ الوجودُ الإيزيديُّ سيمحى من الشرقِ الأوسطِ برمتهِ حينها بعد شنكال، نظراً للسعيّ التركيِّ لإحياءِ امبراطوريتها الدموية، لذلكَ نطالبُ بحمايةٍ دوليةٍ لوضعِ حدٍّ لمؤامراتِ الدولةِ التركيةِ ووكلائها في العراقِ بحقِ الإيزيديين”.

تركيا المحرك الرئيسي للجينوسايد

وفي نهايةِ حديثهِ تساءلَ الكاتبُ والناشطُ الإيزيديُّ “نايف سمير” حولَ صمتِ المجلسِ الروحانيّ وكلِّ من يدّعي مسؤوليتهُ عن إدارةِ المجتمعِ الإيزيديّ في العراقِ وباشور كردستان، إزاءَ ما تفعلهُ تركيا منْ مخططاتٍ ومؤامراتٍ وهجماتٍ ضدَّ الإيزيديين في شنكال، مبدياً تخوفهُ من هكذا صمت، قائلأ:” المجتمعُ الإيزيديُّ برمتهِ يدركُ جيداً بأنَّ تركيا هي المحركُ الرئيسيُّ للجينوسايد وكلِّ الفرماناتِ عبرَ التاريخ، لكنْ ما يقتلنا حيالَ هذهِ التحركاتِ والسياسات، هو صمتُ الشخصياتِ الإيزيديةِ في المجلسِ الروحانيِّ، وكلُّ منْ يدَّعي مسؤوليته في إدارةِ مجتمعنا ضمنَ إدارةِ حزبِ البارزاني، وهذا بشكلٍ أو بآخر يصبُ في خانةِ تركيا ووكلائها. وأنْ لم يكونوا كذلكَ فأنَّ هناكَ طرقٌ كثيرةٌ يخدمونَ فيها مجتمعنا. ففي كلِّ زيارةٍ الى أوربا يستطيعونَ إيصالَ مأساتنا التي نعانيها على يدِّ هؤلاءَ، ومطالبنا للحمايةِ من هؤلاءَ ودعمِ الإيزيديين المقاومين في الجبل”.

زر الذهاب إلى الأعلى