الأخبارمانشيت

قافلة الإرادة الحرة من شنكال وحتى عفرين ” عفرين ليست وحدها “

كلما تقدمنا كبرنا وكلما تقدم أعداءنا قلوا

تجمع الكردستانيون من باشور وروجآفا بكل مكوناتها كرداً وعرباً وسريان وآشوريين وأرمن في مقاطعة الجزيرة وألفوا قافلتهم التي تتحدى حرب العصر بمقاومة العصر وعلى عكس كل الأماكن في العالم وتجارب الحروب في كل أصقاع الأرض والتي كان شعبها يضطر للنزوح توجهت القافلة إلى منطقة حرب تخضع لهجوم وحشي من دولة الإحتلال التركية، إلى عفرين مدينة مقاومة العصر مرت القافلة التي إنطلقت من مدينة العشق ” قامشلو ” يوم الأحد 4 شباط عبر الطريق الدولي بكل روج آفا والشمال السوري وتوافد إلى القافلة أخوتنا من دير الزور والرقة، كما إنضم الكردستانيون من كوباني بكل مكوناتها وأيضاً منبج وصولاً إلى عفرين .
كلما كانت القافلة تتقدم كانت تكبر أكثر بعكس أعدائنا فكلما كانوا يحاولون التقدم في أراضينا كانو ينقصون فطائساً وأسرى ومولي الأدبار، لتصل قافلة الآلاف من المتضامنين مع مقاومة عفرين إلى مدينتهم التي إستقبلها شعبها بالآلاف أيضاً وهم يعقدون الدبكات على أنغام ” دف وزرنة ” وأهازيج النصر وزغاريد الأمهات وهم في ظهور أبنائهم سنداً في جبهات سحق الإحتلال ومرتزقته ” سارقي الدجاج ” وإعتبار الدجاج “غنائم حرب” كم هم بائسون .
كانت القافلة طويلة وتخللت الرحلة التي إستغرقت يوماً كاملاً الكثير من المخاطر والتي ووجهت بكثير من الإصرار، وفي محطات وقوف القافلة كانت تطلق الشعارات وتعقد الدبكات، وكأنهم يشدون الرحال لعرس عفريني بـ ” الخفتان ” الجزراوي، والـ ” كوفي ” الكوباني، وحرف الضاد المطرز شعراً، وقامات الراقصين الآشوريين الممشوقة، وبمواويل خجه دوريان ورح أرام ديكران، وليس لمنطقة تتعرض لقصف وحشي هدفه قتل المدنيين العزل بكل جبن، هدير القافلة المتوجه إلى عفرين وصل أصقاع العالم، وخرق أسماع الفاشي أردوغان، ومن الممكن أن يقدم على جريمة نكراء أخرى تضاف لسلسلة جرائمه بحق الكرد والإنسانية، ولكن كل ذلك لم يمنع القافل لإكمال مسيرتها حتى وصلت مدينة عفرين عند منتصف الليل من يوم الإثنين 5 شباط وكانت عفرين كلها بقضها وقضيضها بشيبها وشبابها رجالها ونسائها تنتظرها لإستقبالها .

عفرين مدينة الزيتون والسلام

رغم ما تشهده مدينة أشجار الزيتون، مدينة السلام، المدينة الأكثر أماناً في سوريا “عفرين” إلا أنها لم تسلم من القصف بالطائرات والمدافع والصواريخ، ورغم مخاطر التوجه إليها في هذه الحرب الشعواء، إلا أن القافلة أكملت طريقها بدون أن تدر بالاً لتلك المخاطر، وليسجل الكردستانيون الظاهرة الأولى المخالفة لطبيعة الحرب والبشر، ووليثبتوا للعالم أجمع أنه فقط في روج آفا بدل أن يفرّ الناس من ويلات الحروب حفاظاً على حياتهم، يتوجه الآلاف من أبناء الشعب السوري من إقليمين الجزيرة والفرات “كرد عرب سريان أرمن جاجان آشور” قاطعين آلاف الأميال صوبها دعماً وتضامناً ومساندةً لها، شيباً وشباباً ورجالاً ونساءً وأطفالاً.
هذا الشعب الذي قطع آلاف الأميال ليصل إلى عفرين، تاركاً أملاكه وعوائله وذويه وهم يدركون أنهم مشاريع شهادة في أي لحظة، توجهت قافلة الشعوب إلى عفرين، كي يروا الدول الأوروبية والإقليمية والعربية هذه الإرادة الحرة لشعب لايهاب الموت لأنه يعشق الحياة، وليتساءل العالم عن مصدر هذه الإرادة ومنبعها.
قافلة الإرادة الحرة التي شاركت فيها كافة المكونات السورية في روج آفا وشمال سوريا، من أحزاب سياسية التي ضمن حركة المجتمع الديمقراطي والأحزاب السياسية الأخرى كأحزاب التحالف الوطني الكردي، وحزب الاتحاد السرياني والعشائر العربية والكردية من كافة المناطق وهيئات ومؤسسات الإدارة الذاتية الديمقراطية وشخصيات سياسية، واتحاد شبيبة روج افا ومجلس سوريا الديمقراطية. حيث تم انطلاق المسيرة من مدينة ديرك مروراً برميلان ومن ثم بتربسبيه، قامشلو، عامودا، حسكة، تل تمر، مروراً بإقليم الفرات للذهاب إلى كوباني ومن ثم إلى منبج ليتحّد أبناء الإقليمين ويكملون دربهم في التوجه لمدينة الصمود ومقاومة العصر .

شخصيات من قافلة الإرادة الحرة

التقى موقعنا بعدد من الشخصيات التي شاركت بمسيرة الإرادة الحرة لسماع آرائهم ورسالتهم التي يعلنونها من خلال مشاركتهم في هذه المسيرة التي توجهت إلى عفرين .
أسود شيخ كني يقول : ” تأتي أهمية هذه المسيرة كونها مبنية على أسس المقاومة والإرادة الحرة، ولأنها تريد التوجه إلى المقاومة التي أبدتها قواتنا بصميمية وإقدام وإرادة عزيمة بالشكر والعرفان، ولقد رأينا شعبنا في عفرين بإنتظارنا وبإستقبالنا الصغير قبل الكبير كان ينتظر قافلة الموكب المتوجه نحو عفرين ”
وفي إطار الفعاليات التي قامت بها القافلة والأماكن التي زاروها من أرض عفرين الصمود قال شيخ كني : ” في البداية أتينا إلى قلب مدينة عفرين، ومن ثم قمنا بزيارة ناحية جندريريسه، وبعدها توجهنا إلى ساحة المرأة الحرة ” ، وتابع شيخ كني مكملاً حديثه حول هدف القافلة ورسالتها : ” هدفنا من هذه المسيرة هي لمساندة شعبنا وأهلنا في عفرين، والتضامن مع مقاومة العصر، وإعطاء دروس للإحتلال التركي وللعالم أجمع، بأن إرادة هذا الشعب لن تستطيع أي قوة كسرها، وليعلم العالم أننا نستند على إرادة شعبنا وليس على أية دولة أو قوة عظمى، ولنثبت للجميع إن مشروع الأمة الديمقراطية والفيدرالية الديمقراطية سوف ينتصر على الإرهاب الأردوغاني ومرتزقته، وسوف تكون مقاومة العصر مقاومة تاريخية ضد أكبر داعم للإرهاب في المنطقة والعالم، فالقاصي والداني يعلم أن دولة الغزو التركية هي أكبر داعم وممول للإرهاب وهي بهذه الحرب الوحشية التي أعلنتها على عفرين إنما تحاول أن تمد في عمر الإرهاب بالمنطقة بعد أن سحقتها قواتنا وحدات حماية الشعب والمرأة وقوات سوريا الديمقراطية، وأكمل شيخ كني : ” إن كافة المكونات في الشمال السوري من الأحزاب والمؤسسات والعشائر العربية والكردية اثبتت للعالم بأنهم متلاحمون وأبناء وطن واحد، وأنهم يحترمون مشروع إخوة الشعوب في كافة مناطق سوريا، والشعب بكل أطيافه ومكوناته مستعد للدفاع عن عفرين كما دافعوا عن كوباني التي سجلت عظمتها في التاريخ ” .

كما إلتقينا لالش شيخو الإداري في حزب الاتحاد الديمقراطي لمنطقة الحسكة ومسؤول هيئة الصحة في مقاطعة الحسكة وقال : ” نحن بإرادتنا سنتنصر، ونحن بأيدينا وإرادتنا سنقرر مصيرنا، ولن نسمح لأي دولة أخرى صغرت أم كبرت أن تكسر هذه الإرادة وتقرر عنا ما نريد، ونؤكد للعالم أجمع أن معنويات الشعب في عفرين عالية وخصوصاً بعد وصول موكب إخوتنا من الإقليمين.
وأضاف شيخو: ” نحن ندخل يومنا الثامن عشر وإستطعنا كسر ثاني أقوى جيش في حلف الناتو وإرادتنا ليست بيد الدولة التركية أو غيرها، و نحن نوجه رسالتنا لكافة الدول الأوروبية والعربية والإقليمية والمجتمع الدولي عموماً إننا سنواصل دعم قواتنا ونساندهم لنقف في وجه الأنظمة الاستبدادية والإرهابية، وسيأتي اليوم الذي فيه سنبني مجتمع ديمقراطي بإرادة المجتمع وعلى أساس الدفاع ذاتي، وعفرين هي من ستغير خريطة الشرق الأوسط “، واختتم شيخو حديثه : ” نقولها قولاً واحداً كلنا YPG وYPJوكلنا عفرين وكلنا آفستا خابور وبارين كوباني، وإذا استطاعت هذه التنظيمات الإرهابية السير على أجسادنا حينها ستدخل عفرين، عفرين منتصرة، عفرين ستكون مقبرة للغزاة والإرهابيين وكل من يقف عائقاً أمام تقدم مشروعنا الديمقراطي “.
ولا زالت فعاليات قافلة الإرادة الحرة مستمرة وسننقلها لقرائنا تباعاً .
تقرير: أفستا بوبلاني/ روجهات دوغان
إعداد وتقديم حسين فقه
تصوير: ميديا عبدو

زر الذهاب إلى الأعلى