ثقافةمانشيت

فيلم يسلط الضوء على الوحدة الكردية ومقاومة المرأة الكردية ضد داعش

الكاتبة والصحفية الفرنسية (كارولين فورست) صنعت فيلماً عن المقاتلات الكرديات، ومن المقرر أن يتم عرضه في تشرين الأول القادم.

وفي لقاء معها أوضحت كاتبة سيناريو فلم  (Sisters in Arms)أنها تريد أن تسلط الضوء على المقاومة ضد الدولة الإسلامية (داعش) التي وحدت المقاتلين الكرد تحت علم واحد, وقالت:

الفلم يبين أحلك قصص الظلم من خلال ما حدث بالفعل للأيزيديين وقصص الشجاعة، وقصة المقاتلين الكرد, والكرد بشكل عام, ومن خلاله أريد أن يعرف العالم كله ما فعله الكرد من أجلنا.

محاربة التطرف الديني

منذ 20 عاماً، عملت (فورست)على إبراز التهديد الذي يمثله المتطرفون الدينيون على حقوق المرأة, حيث قالت:

نظراً لأنني استُهدفت من قبل الأصوليين الإسلاميين لسنوات، وبعد هجوم 7 كانون الثاني [2015] على صحيفة [تشارلي إبدو] حيث فقدت الكثير من الأصدقاء، لم أعد أستطيع محاربة الدعاية الأصولية دون أدواتي (الكتابة والكلمات).

كما أشارت إلى أنها كانت غاضبة للغاية من وحشية مقاتلي الدولة الإسلامية, لدرجة أنها فكرت في الذهاب إلى الجبهة لدعم جميع أولئك الذين يقاتلون, وتابعت:

 عندما انتشرت القصص الأولى لنساء إيزيديات اختطفهن تنظيم الدولة الإسلامية، فهمت أخيراً كيف أستطيع أن أكون مفيدةً من وراء عدسة الكاميرا, فقررت أن أصنع فيلماً بميزة ملحمية تستحق كل من الوقت، والمقاتلين، وهذه الحرب.

يروي الفيلم القصة من عدة وجهات نظر:

امرأة يزيدية شابة تدعى (زارا) تهرب من الدولة الإسلامية وتنضم إلى المقاومة الكردية، عقيد من البيشمركة الكردية، وقائد في وحدات الحماية الكردية، ومتطوعون دوليون ينضمون إلى القتال ضد الجماعة المتطرفة.

يوجد في الفيلم متطوع إيطالي وجندي أمريكي سابق وفرنسيان وأفراد كرد.

حلم الوحدة الكردية

وأشارت (فورست) إلى أن أحد الأهداف الرئيسية للفيلم هو إظهار كيف قاتل الكرد على الرغم من انقساماتهم المختلفة ضد الدولة الإسلامية, وأنقذوا العالم من هذا التهديد.

 فمنذ قرون كانت السياسة ولعبة الدول تسعى جاهدة لتقسيم الكرد من أجل  التحكم بهم بشكل أفضل, وفكرة أن الفيلم يمكن أن يجمعهم ولو في الخيال.

ويعرض الفيلم لقطات من فصائل كردية متعددة، بما في ذلك المقاتلون من حزب PAK)( الكردستاني الإيراني، ووحدات حماية المرأة الكردية (YPJ) في سوريا, ووحدات حماية الشعب YPG, والبيشمركة, ووحدت حماية شنكال (الإيزيديون).

قالت (فورست):  اليوتوبيا هي أن أشيد بجميع الكرد دون تمييز بينهم، بحيث يتذكرون يوماً ما أن لديهم هذا النصر المشترك، وربما مستقبلاً مشتركًاً, فالعالم والمشاهدون لن يفرقوا على الأرجح بين الفصائل الكردية المختلفة, وعند مشاهدة الفيلم سيقولون ببساطة:

لقد أنقذنا الكرد, يجب ألا ننساهم، لا عندما يقصفهم الأتراك في سوريا، ولا عندما تعلن كردستان العراق عن الاستقلال.

وتابعت: لهذا السبب صنعت أيضاً عالماً خيالياً رسمته, وهو مستوحى من ألوان كردستان, أعلم أن الأمر سيكون مربكاً بالنسبة لأولئك الذين يعرفون جيداً في هذا المجال، لكن سترون زي وحدات حماية الشعب وقوات تحرير كردستان والبيشمركة تقاتل جنباً إلى جنب في هذا الفيلم, هذه ليست الحقيقة لكنها حقيقة هذه الحرب.

البطولة الكردية

خلال عملها كصحفية ذهبت فورست إلى شنكال وكردستان العراق قبل وبعد سقوط الموصل، العاصمة السابقة للدولة الإسلامية في العراق, ولقد قابلت ناجين من كل فصيل تقريباً (البشمركة، باك، YPJ).

وأوضحت قائلةً:

كانت رغبتي منذ البداية صنع سمة ملحمية ترقى إلى بطولة هؤلاء المقاتلين, ولم أرغب في صنع فيلم سياسي يقع فريسة للحروب الداخلية والفصائل الجماعية, ربما كان الأمر أكثر واقعية للقيام بذلك، لكنها كانت ستصل فقط إلى أولئك الذين كانوا مقتنعين بالفعل.

(فورست) تحلم أن يصل فيلمها إلى الشباب في الغرب المعرضين لخطر أن يتم تلقينهم من قبل الجماعات المتطرفة مثل الدولة الإسلامية على الإنترنت, ويعتقدون أنهم يستطيعون إنقاذ العالم من خلال الانضمام إليهم, لكن مئات المتطوعين الأجانب انضموا إلى القوات الكردية لمحاربة الدولة الإسلامية, وقالت:

إذا كان الشباب متعطشاً إلى المثالية، فأُفضّل أن يسيروا على خطى الأبطال الأقل ظهوراً على شاشات التلفزيون من الإرهابيين, هؤلاء المتطوعون الشباب الذين تركوا كل شيء خلفهم للانضمام إلى المقاومة الكردية.

الجهات الكردية

رغم أن الفيلم تم تصويره في المغرب، إلا أن فورست قالت إنه من الضروري استخدام الممثلين الكرد والأيزيديين للقيام بالأدوار الرئيسية. (ديلان جوين) التي تلعب دور (زارا)، وكولونيل البيشمركة يلعبه (كوركماز أرسلان) التي اكتشفته فورست من خلال العمل مع المخرج الكردي (هينر سليم).

وعلى الرغم من أن الممثلة الأيزيدية التي من المقرر أن تلعب دور امرأة في سوق الرقيق لم تسمح لها السلطات المغربية بدخول البلاد بسبب جواز سفرها العراقي، فقد حلت محلها الممثلة الأيزيدية الألمانية (شانيازحما علي).

بالنسبة للمتطوعين الدوليين، اختارت فورست ممثلات أوروبية مثل (أميرة كازار) للعب دور القائدة, وعلى الرغم من أن كازار مشهورة في فرنسا  قالت فورست عنها:

ما يعرفه القليل من الناس هو أنها تنحدر من عائلة كردية مقاتلة من إيران.

بصرف النظر عن أسفارها كان لديها العديد من الأصدقاء على مر السنين الذين عمّقوا فهمها للكرد, وقالت فورست:

من بين أصدقائي المراسل الحربي (جيريمي أندريه)، والدكتور (فريدريك تيسو) [القنصل الفرنسي السابق في أربيل]، و(باتريس فرانسيسكي), لقد ساعدوني كثيراً بطريقتهم الخاصة.

كما أنها تابعت أيضاً المقاتلين الكرد ومن مختلف المجموعات على وسائل التواصل الاجتماعي، لكنها أكدت أن الهدف من فيلمها ليس إظهار الواقع الصعب للانقسامات داخل الصف الكردي، بل الحقيقة وراء المشاعر, وإلا سيكون فيلماً وثائقياً.

زر الذهاب إلى الأعلى