المجتمعمانشيت

عين على التعليم بلغة الأم

المعلم والطالب هما أركان العملية التعليمية فكل منهما لا ينفصل عن الآخر بل ويكملان بعضهما البعض، فلا الطالب طالبُ بدون المعلم وكذلك هو المعلم، وكلما ازداد الاهتمام بهما ازداد الوعي والمعرفة والتطور في المجتمع، وحصلنا على النتائج المرجوة من العملية التعليمة وكذلك التربوية وحققنا تطلعات الشعوب في الرقي والحضارة.

بالمعلم تتحقق أهداف المنهاج المدرسي وما يحتويه من معارف وخبرات تبني الجانب المعرفي والتربوي لدى الطالب وتنعكس جهود المعلم سواءً أكانت سلبية أو إيجابية على المجتمع، فصلاح المجتمع من صلاح المعلم، أما الطالب فهو المستقبل وهو الأساس الذي لابد من أن يكون قويماً حتى نبني مجتمعاً سليماً يسعى إلى النهوض ومواكبة ركب الحضارة.

تزامناً مع قدوم العام الدراسي الجديد سلطت صحيفة الاتحاد الديمقراطي عبر تقريرها الاستطلاعي هذا الضوء على العملية التعليمية، المناهج الدراسية، وتحضيرات العام الدراسي الجديد وما جهزته هيئة التربية والتعليم للطالب، فكانت البداية من:

إعداد المعلم بكل مقاييس لأنه اللبنة الأولى في العملية التربوية

سميرة حاج علي الرئيسة المشتركة لهيئة التربية والتعليم في الإدارة الذاتية الديمقراطية لإقليم الجزيرة

إعداد المعلم يأتي في مقدمة أولوياتنا كونه اللبنة الأساسية وحجر الأساس في عملية بناء المجتمعات، لذا بذلنا جهودنا لإعداد المعلم بصورة ممنهجة ومكثفة، لأننا مهما عدّلنا وطورنا مناهجنا وطرائق التدريس لتتكيف مع التطور العلمي والتكنولوجي الحاصل في عصرنا الحديث فسوف توضع في آخر المطاف بين يد المعلم والذي يجب أن يكون معلماً بكل المقاييس، لذا بدأنا من المعلم لنضمن صلاح مستقبلنا (الطالب والجيل الناشئ الذي يُعتبر المستقبل).

فيما يخص السنة الدراسية 2018- 2019 فقد بذلنا جهوداً كبيرة طيلة فصل الصيف حيث تم تدريب وتأهيل المعلمين والمدرسين على المناهج الدراسية وطرائق التدريس وأصول العملية التربوية.

وأعطت حاج علي خلال حديثها آخر إحصائيات هيئة التربية والتعليم في مقاطعة قامشلو بالقول:

(15 ألف طالب) للمرحلة الابتدائية، و(خمسة آلاف طالب) للمرحلة الاعدادية و(3 آلاف) للمرحلة الثانوية أما بالنسبة للمرحلة الثانوية فيضم طلاب الصف الأول الثانوي أما الصفين الثاني والثالث الثانوي فنحن بصدد دراسة الوضع، ونهيأ لذلك لاحقاً وسيتم تدريس مناهج الإدارة الذاتية وفق حصصها أسبوعياً.

وأكدت حاج علي أنهم على الدوام يواكبون التطور ويضعون مستقبل الطلاب في الأولوية لتنمية طاقاتهم وقدراتهم، مضيفة بقولها: “ومن هذا المنطلق نسعى لتكون منهاجنا مميزاً ومنوعاً يضم ويشمل جميع جوانب الحياة.

وتابعت القول: نملك كل مقومات العملية التربوية الصحيحة كما نقوم بإعداد وتهيئة مناهج خاصة لمواد “الاختصاص” تخصيص المواد والفروع الدراسية وبالنسبة لطلاب جامعة روج آفا والذين أتموا سنين الدراسة في الجامعة  قسم معلم الصف أو العلوم التربوية الأخرى سيتم تخريجهم في نهاية الشهر التاسع لعام 2018وإعادة تأهيلهم أكثر ومن ثم فرزهم كلاً حسب اختصاصه في المدارس التابعة للإدارة الذاتية.

هذا وتسعى هيئة التربية والتعليم إلى تأسيس وإنشاء مدارس مهنية صناعية حرفية تعاصر الرغبات والأمنيات لتحقيق المعرفة والخبرة العلمية والعملية في العديد من الميادين الحرفية والمهنية فبعض الطلاب الذين يفضلون التعليم المهني يجب الاهتمام بهم لتزداد مهاراتهم كما لابد من إعداد معلمين مؤهلين لذلك، ولهذا عليهم الالتحاق بالدورات التدريبية المؤهلة علمياً.

واختتمت سميرة حاج علي حديثها بالقول: هناك تحضيرات ومستجدات هامة للعام الدراسي الجديد، وتحمل خطوات كبيرة مميزة من أجل تعليم طلابنا وأطفالنا وبناء مجتمع متلاحم واعي مبني على القيم والأخلاق الحميدة.

دورة المناهج هذه السّنة كانت جديّةً ومكثّفةً

هيفين محمد إدارية بمديريّة مدارس مقاطعة قامشلو تحدّثت قائلةً:

منهاج النظام السوري لا يراعي مكوّنات المجتمع السّوري المتنوّع, وإنما هو موجّهٌ إلى قوميّةٍ واحدةٍ وحزبٍ واحدٍ, ويخلو من تراث وتاريخ الحضارات غير العربيّة الّتي ساهمت في إغناء تاريخ منطقتنا وتطوّر المجتمع على مرّ العصور والقرون, لذلك وبعد دراسةٍ عميقة ومستفيضة تم وضع منهاجٍ تعليمي مدرسي يحتوي على تاريخ ولغات وعادات وتراث كافّة مكوّنات الشّمال السّوري, وكل مكوّنٍ له الحقّ في التّعلّم في المدارس بلغته الأم, لذلك بدأنا بدورة المناهج المدرسيّة لمعلمّي ومعلّمات هيئة التّربيّة والتّعليم في مقاطعة قامشلو للمكوّنات الثّلاث (العربي والكردي والسرياني), وبدأت الدّورة في 18/6 وانتهت في 20/8, وتم التركيز على إعداد معلّمين مختصّين بمواد المنهاج المدرسي للمرحلة الإعداديّة والصفّ العاشر.

وتابعت هيفين: كان التّركيز على مادّة طرائق التّدريس, لأنها المفتاح والوسيلة الرّئيسيّة لإيصال المعلومة إلى الطالب وغرس محبّة الدّراسة والتّعلّم والمدرسة في نفوسهم, وهذه المادّة تتضمّن طرق وأساليب التّدريس وكيفيّة التّعامل مع بيئة وخصوصية النّفسيّة لكل طالب, وأساليب هذه المعاملة وبناء أساس ثقافي ومعرفي للمعلّم لكي يستطيع التّعامل مع كافّة المواقف, وذلك لأنّ المجتمع يوجه العديد من الانتقادات لمعلّمي الإدارة الذّاتيّة من حيث الخبرة والشّهادات العلميّة وأسلوب التّعامل مع الطّلاب وغيرها.

ونوّهت هيفين إلى أنّ دورة المناهج هذه السّنة كانت مكثّفةً, حيث تم اختبار المعلّمين على ثلاثة مراحل ووضع تقييم نهائي لكلّ معلمٍ, ويتم فرز المعلّمين على المدارس بحسب التّقييم النّهائي مع مراعاة أسلوبهم ومدى التزامهم بالواجبات وكيفيّة التّعامل مع الطّلاب أما المعلّمون الّذين يكون تقييمهم أقل من 50% لن يفرزوا إلى المدارس, وسيتم إعادة تدريبهم.

نسعى لخلق جسور التّواصل بين الأسرة والمدرسة والمجتمع

(بوتاميا محمد خير) إدارية بمعهد إعداد المعلّمين في بلدة كرباوي تحدثت: الدورة الصيفيّة كانت للمكوّنين العربي والكردي، واجهنا صعوباتٍ في الدّورة, فالجوّ الحار في هذه الفترة من السّنة كان مزعجاً, بالإضافة إلى مشكلة المواصلات, وكانت هناك شكاوى وانتقادات من قبل المعلّمين نتيجة كثافة مواد الدّورة وخاصّةً مادة طرائق التّدريس, وحرارة الجوّ العاليّة وتوقيت الدّورة.

وتابعت بوتاميا: إنّ معرفة المعلّم لكيفيّة التّعامل مع الطّلاب سيساهم بشكلٍ كبير في تطوّر العمليّة التّعليميّة وبالتّالي تطوّر المجتمع, ويتمّ ذلك من خلال خلق جسور التّواصل بين الأسرة والمدرسة والمجتمع ومتابعة  الطّلاب خارج أوقات الدّوام وحل مشاكلهم النّفسيّة وبالتّالي إعداد جيل يكون أساساً للمستقبل.

الهدف هو إعداد كادرٍ تربويٍّ متطوّر يدفع بالمجتمع نحو الأمام:

علاء جمال من إدارة مركز صالح عبدي لدورات المناهج قال:

ضمّ مركز صالح عبدي معلّمي المكوّنات الثّلاث (العربي والكردي والسّرياني) بالإضافة إلى المعلّمين الوافدين من إقليم عفرين, والمكوّن السّرياني تلقّى دورات على منهاج هيئة التربية في الإدارة الذّاتيّة الدّيمقراطيّة باللغة السّريانيّة, وذلك تمهيداً لإعداد كادر خاص بهم الذي له كلّ الحقّ في التّعلّم بلغته الأمّ, وبلغ عددهم 19 معلّماً, والغاية من هذه الدّورات الصّيفيّة هي إعداد كادر تربوي متطوّر يدفع بالمجتمع نحو الأمام.

 

المعلّم يجب أن يسعى إلى تعليم الطّلاب أساليب الحياة الصّحيحة

(هبون تاج الدّين) من إدارة معهد فيان أمارا لإعداد المعلّمين أوضحت:

بأنّ عدد المعلّمين والمعلّمات الّذين تلقّوا دورة المناهج في معهد فيان أمارا بلغ 336 ما بين معلم ومعلمة من المكوّن الكردي, وذلك لأنّ المركز خُصّص للمكوّن الكردي, وكذلك سيتخرّج 36 معلّماً من المعهد هذا العام, وقد تضمنت الدّورة مواد العلوم وطرائق التّدريس واللغة والريّاضيّات بالإضافة إلى الرّسم والموسيقى والرّياضة, وكذلك إعداد كافّة المعلّمين ليكونوا قادرين على إدارة المدارس وصفوفها وأساليب التّعامل مع الطّلاب وطرق التّدريس والإرشاد النّفسي من أجل تطوير مجتمعنا نحو الأفضل, وبالنّسبة لفرز المعلّمين سيتمّ فرز مَنْ حصل على معدّل أكثر من 50% وحسب التّقييم النّهائي.

نعمل على محو سلبيّات المعلّمين وتطويرهم ثقافيّاً وعلميّاً ومجتمعيّاً

جيان علي من لجنة إدارة المدارس قسم المرأة تقول:

نحن كلجنة نقوم بالإشراف على إدارة المدارس وإعطاء التّوجيهات للمدراء لتطبيقها في المدرسة, وتتضمّن توجيهات تعليميّة وتربويّة وإداريّة, ونشرف على المرأة في هيئة التّربية, ونقوم بتقييمها من حيث الأسلوب والتّعامل والأخلاق والثقافة وفعاليّتها ودورها في الحياة الاجتماعيّة.

وتابعت جيان: خصّصنا دورات تدريبيّة للمعلّمات غير المتزوّجات مدتها 45 يوماً, وللمعلّمات المتزوّجات دورات مدّتها 15 يوماً, والغاية هي غرس الثّقافة المجتمعيّة والأخلاقيّة في شخصيتهن, وتدريبهنّ على كيفيّة المعاملة وأسلوب الخطابة والقيادة والنّقد والنّقد الذّاتي من خلال الدّورات وذلك لتطوير المعلّم من كافّة النّواحي لأنّه أساس المجتمع ولأنّ المجتمع ينتقد معلّمي هيئة التّربية في الإدارة الذّاتيّة الديمقراطيّة نعمل على محو سلبيّات المعلّمين وتطويرهم ثقافيّاً وعلميّاً ومجتمعيّاً.

كلمة للمحرر:

قامت الإدارة الذاتية بداية الأمر بزيادة عدد الحصص المدرسية وصولًاً إلى إعداد مناهج دراسية تتمثل في أصول وطرائق التدريس والإرشاد النفسي والتربوي وذلك لإيجاد مناهج تلائم كافة مكونات المنطقة وجميع الشرائح ويتطلب من جميع المعنيين والعاملين في السلك التربوي والتعليمي في المناطق التابعة للإدارة الذاتية بما يتوافق مع العقد الاجتماعي. وهذا ما يكفل إنقاذ العملية التعليمية، بحيث تكون هذه المناهج مرنة وسلسة ومتوافقة مع القيم والأخلاق المجتمعية بعيداً عن التسييس والأدلجة، وتحفظ جميع الحقوق الثقافية والتاريخية لجميع المكونات.

إعداد: حسينة عنتر/ عامر طحلو

زر الذهاب إلى الأعلى