مانشيتمقالات

عفرين… خمس سنوات من الإبادة

بيريفان محمد

مضت خمس سنوات من الإبادة العرقية والتغيير الديموغرافي والتشرد في اللامكان. خمس سنوات من الخطف والنهب والسطو والتخريب وقمع الطبيعة. هذا ما جناه شعبنا في عفرين المحتلة، فقد مضت هذه السنوات وكأنها قرون بعيدة عن الأرض والوطن.

فقبل أن يدنسها الإرهاب والمحتل التركي كانت عفرين مدينة السلام والأمان، إذ كانت عفرين ملاذاً لكل قاصد، كما كانت ملاذاً للهارب من الموت بمخالب الإرهاب الأسود، حيث كانت جميع أرجاء سوريا تعيش حالة حرب دامية.

ففي سنة ٢٠١٢ عجَّت مدينة عفرين بالسكان بما يزيد عن مساحتها بضعفين، ورغم حصار المنطقة من قِبل الاحتلال التركي من طرف والمرتزقة والجيش السوري من طرف آخر، لكن لم يتوانَ أهلها في تأمين المأوى والمأكل والمشرب للوافدين إليها، وظلت عفرين تزدهر بمكانها وطبيعتها وجمالها مما جعل المحتل التركي لا يكف عن إرسال التهديدات باحتلالها.

في ٢٠ كانون الثاني ٢٠١٨ بدأ الاحتلال التركي أول غاراته الجوية على المنطقة بعدد لا يقل من ٧٢ طائرة حربية لمساعدة المرتزقة في دخول عفرين بعد مقاومة دامت ٥٨ يوماً، ومن هنا بدأ الكابوس عندما خرج الشعب قسراً عن وطنه الأم، وبدأت المرتزقة بنهب البيوت ونهب خيرات البلد وخطف بعض ممن تبقى من سكانها الأصليين رجالاً ونساءً وقتل البعض الآخر.

وإلى يومنا هذا مازال شعبنا بجميع مكوناته يعاني من المرتزقة في كل شبر ومنطقة. إذ منعوا الشعب من ممارسة طقوسه وعاداته وتقاليده الدينية، وحرَّموا عليه تعلم لغته الأم، ففي ٢٠ من آذار ٢٠٢٣ عشية العيد القومي الكردي والذي يُعرف أيضاً بليلة “رأس السنة الكردية” حيث بلغ السنة ٢٧٢٣، لقي أربعة من المواطنين حتفهم إثر إشعال نيران ليلة نوروز مما أظهر وحشية وعقلية المرتزقة وما يفعلونه من تطهير عرقي بحق الشعب الكردي في عفرين، إذ قام مرتزقة أحرار الشرقية المدعومة من تركيا بقتل أربعة مواطنين من عائلة واحدة بحجج واهية وعلى مرأى من أعين الكبار والصغار بدون خجل وبغطرسة وكأن لا وجود لأي مكون آخر سواهم.

فكما أشارت المصادر بأن هذه الجريمة النكراء ليست الأولى من نوعها فمنذ خمس سنوات إلى الآن بحسب المرصد السوري تم اختطاف ٧٩٠٠ شخص من بينهم نساء و3300 عملية سطو وتخريب وتدمير آثار كما واستشهد ٦٦٨ شخص بينهم ١٠٠ طفل. أما بالنسبة للتغيير الديموغرافي فقد وصل إلى أعلى درجاته، حيث قام الاحتلال التركي مع نظيره القطري بإنشاء مستوطنات في عفرين تأكيداً على تغيير المنطقة ككل من بشر وشجر وحجر.

ونحن كأمة لها حق العيش بحرية وسلام في وطننا الأم نطالب جميع الجهات المعنية من مجلس الأمن وحلف الناتو والدول الغربية والمنظمات الإنسانية والحقوقية بأن يرفعوا الستار عن أعينهم ويمعنوا النظر في قضية منطقتنا وأن يخرجوا من صمتهم ويحاسبوا طفلهم المدلل أردوغان على ما ترتكبه مرتزقته في عفرين، إن صمتكم يقتلنا.

زر الذهاب إلى الأعلى