حواراتمانشيت

عباس: المؤتمرُ الوطنيُّ الكردستانيّ حاجةٌ وطنيةٌ كردية

أجرت جريدةُ الاتحادِ الديمقراطي لقاءً مع الأمينِ العامِ لحزبِ التجمعِ الوطنيِّ الكردستانيّ والعضوَ في حركةِ المجتمعِ الديمقراطيّ TEV-DEM  محمد عباس, تناولت فيهِ عدةَ نقاط حولَ الأوضاعِ في المنطقةِ وآخرِ المستجداتِ على الساحةِ الدوليةِ والكردية.

حولَ عملِ حركةِ المجتمعِ الديمقراطيِّ TEV-DEM

 أوضحَ لنا عباس بالقول:” إنَّ هناكَ تحركٌ سياسيٌّ واسعٌ على عدةِ محاور, منها داخلية, وأخرى شرقُ أوسطية, وأخرى خارجية, وتعملُ المنظومةُ على توسيعِ العلاقاتِ السياسيةِ مع الدولِ الأوروبيةِ وترسيخها, وعقدُ اتفاقاتٍ ممكنةٍ معها, تشملُ مكافحةَ الإرهابِ بالدرجةِ الأولى, وتبادلِ الآراءِ والمفاهيمِ التي تصورُ مستقبلَ الوضعِ في سوريا, والعملِ على إيجادِ نظامٍ وطنيٍّ ديمقراطيٍّ تعدديٍّ فيها, ووضعُ حدٍ للدمارِ الذي حلَّ على الشعبِ السوريِّ ودمَّرَ بنيتهُ التحتية”.

نحنُ مصرونَ على عقدِ المؤتمرِ الوطنيِّ الكردستاني

وفي إطارِ الحديثِ عن المؤتمرِ الوطنيِّ الكردستانيّ قالَ عباس:” إننا ما زلنا مُصرّينَ على عقدِ هذا المؤتمر, بسببِ الحاجةِ الوطنيةِ الكردية, والوضعِ المتأزمِ في المنطقة, وهجماتِ الإرهابِ المتمثلِ بداعشَ وأخواتها على الشعبِ الكرديِّ في كافةِ أجزاءِ كُردستان, ولا ننسى تصرفاتَ الحكومةِ التركية, التي تهدفُ إلى ضربِ الحركةِ الوطنيةِ التحرريةِ الكردية, وعملها البغيضِ بإقصاءِ القوى الكردية عن المشاركةِ في مؤتمراتِ الآستانة وجنيف”.

و تابع  عباس في حديثه قائلاً:” إنَّ ما يعيقُ عَقْدَ مثلَ هذا المؤتمر هي الخلافاتُ بينَ أطرافِ الحركةِ الوطنيةِ الكردستانيةِ بشكلٍ عام, فهناكَ خلافٌ بينَ قنديل وأربيل, وبينَ روج آفا وأربيل, وبينَ السليمانية وأربيل, وبالرغمِ من هذا فإنَّ رفاقنا في المنظومةِ يرونَ أنًّ هناكَ حاجةٌ ماسةٌ لعقدِ هذا المؤتمر, سواءً نَجَحَ أو فَشِل, وطَرْحُنا هذا يتوافقُ مع ما طرحهُ القائد العظيم عبد الله أوجلان, وكان طَرحُ رفاقِنا في الـ KCK متلازماً أيضاً, ونحنُ نجددُ الدعوةَ لعقدِ مثلِ هذا المؤتمر, في هذا الظرفِ الخطيرِ الذي لم يشهدهُ الشرقُ الأوسطُ سابقاً.

تركيا عدوةُ الكُرد … ولن تقبلَ بحقوقِ الكُردِ مطلقاً

وعن الدورِ التركيِّ في هذهِ الأزمةِ وهذا الصراع مع الكردِ في المنطقةِ ذكرَ عباس بالقول:” إنَّ لا جديدَ في الموقفِ التركي, وهو متوقعٌ بكلِّ الأحوال, فالموقفُ السلبيُّ البغيضُ هو موقفٌ مبدئيٌّ للأنظمةِ التركيةِ منذُ عهدِ أتاتوركَ, وإلى يومنا هذا”.

 وقال أيضاً: ” من جانبنا حاولنا تنبيهَ النظامِ التركيِّ من أنَّ هذهِ المواقفَ الخاطئةَ التي يتخذه, ستضرُ حتماً بمصالحِ الشعبِ التركي, ووحدتهِ الوطنية”, ونقول:” إنَّ زمنَ الخنوعِ قد ولَى, وأنَّ الوضعَ الآنَ يسيرُ بعكسِ ما يريدهُ أردوغان ونظامُه, فالرهانُ على القضيةِ الكرديةِ رهانٌ خاسر, وهذهِ الشوفينيةُ البغيضةُ التي يستخدمها أردوغان اتجاهَ كلِّ ما هو كُردي, ستنقلبُ وبالاً على الشعبِ التركيّ, وجميعُ مكوناته من تركٍ وعربٍ وكرد”.

نحنُ نعملُ على جعلِ سوريا دولةً آمنةً تنعمُ بالسلام

وفي سياقِ الحربِ على الإرهابِ من قِبَلِ قواتِ سوريا الديمقراطية قال عباس:” كانت قواتنا الـ  YPG والـ YPJ ضمنَ قواتِ سوريا الديمقراطية سباقةٌ في مجالِ مكافحةِ الإرهاب, وقد خاضتْ هذهِ القوات معاركَ عنيفة, وتصدتْ للقوى الإرهابيةِ المتمثلةِ بداعش وأخواتها, وهزمتها شرَّ هزيمة, وبعدَ تحريرِ كافةِ مناطقنا في مقاطعةِ الجزيرةِ ومقاطعة كوباني, كانَ لا مناصَ من تحريرِ الرقة, العاصمة المزعومة لداعش, فالرقةُ بؤرةُ الإرهاب, وهي التي تمدُ الخلايا النائمةَ بالأوامرِ والأسلحةِ والذخيرةِ لكي تقومَ بأعمالَ تخريبية, وقتلِ مواطنينا, وإثارةِ الرعبِ بينَ الأهالي, وإذا تطلبَ الأمر، لن نحررَ الرقةَ وحدها, بل سنحررُ سوريا كلها, فهدفنا ليسَ مقاطعاتَ الإدارةِ الذاتيةِ وحدها, وإنما كلُّ سوريا, لكي تُصبحَ دولةَ الأمانِ والاستقرارِ وينعمُ المواطنونَ فيها بالعيشِ الكريم”.

وحداتُ حمايةِ الشعبِ حماةُ الإنسانية

كما تحدثَ عباس باختصارٍ عن القرارِ الأمريكيِّ بتسليحِ وحداتِ حمايةِ الشعبِ والمرأةِ قائلاً:” نعتبرهُ قراراً صائباً, لأننا سنحاربُ إرهاباً دولياً بهذهِ الأسلحة, فنحنُ حماةُ الإنسانية, ونحاربُ عوضاً عن العالمِ بِأسْرِه، كما وأننا نرحبُ بأيِّ قرارٍ يَصْدُرُ عن أيةِ قوة تحاربُ الإرهابِ في سوريا”.

نرى الاستفتاءُ شأنٌ داخليٌّ يخص شعب الإقليم

وعن الخطوةِ التي اتخذها إقليمُ كُردستان في الأيامِ القليلةِ الماضيةِ بشأنِ اجراءِ الاستفتاءِ في الإقليمِ تحدثَ عباس قائلاً:” بالرغمِ من أننا نرى أنَّ هذا القرارَ شأنٌ داخلي, يخصُ الشعبَ الكرديَّ في إقليم كردستان العراق, ونرحب به, إلا أننا نرى بأنهُ قبلَ إعلانِ هكذا قرار يجب مناقشتهُ مع أطرافِ الحركةِ الوطنيةِ الكرديةِ في كافةِ أجزاءِ كردستان, لأنها تخصُ الشعبَ الكرديَّ عامةً, ونتائجهُ سواءَ كانتْ سلبيةً أو إيجابية, تؤثرُ على مستقبلنا ككرد”.

وفي ختام اللقاءِ جددَ محمد عباس عضو حركة المجتمع الديمقراطيTEV-DEM, دعوتهُ لجميعِ أطرافِ الحركةِ الوطنيةِ الكردية, في كافةِ أجزاءِ كُردستان, إلى ضرورةِ توحيدِ طاقاتها وإمكاناتها السياسيةِ والميدانية, ووضعها في بوتقةٍ واحدة, عن طريقِ عقدِ اجتماعاتٍ تفاهميةٍ وتشاورية, أو عقدُ مؤتمرٍ وطنيٍّ كردستانيّ, يخرجُ بقراراتَ صائبة, تخدمُ القضيةَ الكردستانيةَ عامة, في هذهِ المرحلةِ الصعبةِ من تاريخنا المعاصر.

زر الذهاب إلى الأعلى