الأخبارمانشيت

شيخ عيسى: الحل في سوريا يكمن في وحدة الكرد ووحدة السوريين عموماً

قال الدكتور عثمان شيخ عيسى: “إن المنتدى الدولي المنعقد في مدينة عامودا تشكل خطوة للنضال السياسي والدبلوماسي مع المجتمع الدولي، ويمكن البناء عليها من أجل الضغط على الرأي العام الدولي ليتحرك من أجل إجبار الدولة التركية على إنهاء احتلالها لعفرين ليعود سكانها النازحين إلى ديارهم”.

جاء ذلك في لقاء لصحيفة الاتحاد الديمقراطي مع الدكتور عثمان شيخ عيسى الرئيس المشترك للمجلس التنفيذي لإقليم عفرين سابقاً قبل الاحتلال.

عثمان شيخ عيسى أشار في مستهل حديثه عن أهمية الندوة الدولية المنعقدة حول “التطهير العرقي والتغيير الديمغرافي في عفرين” من قبل قوى الاحتلال التركي ومرتزقته الارهابيين قائلاً: “حقيقة تأتي أهمية هذه الندوة الدولية المنعقدة في مدينة عامودا حول التطهير العرقي والتغيير الديمغرافي في عفرين بأنها تنعقد على تراب روج آفا ويشارك فيها شخصيات أكاديمية وسياسية كردستانية ودولية وفي مرحلة حساسة تمر بها سوريا والمنطقة عموماً، كذلك لما لأهمية مضمون هذه المنتدى  بالنسبة لنا وللمجتمع الدولي على الصعيد الانساني، حقيقة  المرحلة التي مرة بها عفرين وتمر بها لم يستهدف الشعب الكردي فقط بل استهدف هذا الاحتلال حالة الأمن والاستقرار التي كانت تتمتع بها عفرين كذلك استهدف حالة التعايش التي شهدتها عفرين في ظل الإدارة الذاتية الديمقراطية، كما نرى أن النظام التركي ومرتزقته استهدفوا المشروع السياسي والاجتماعي وحالة التعايش بين كل المكونات في عفرين، عفرين كانت مركزاً من مراكز الحضارة الإنسانية ومنطقة سورية مهمة نزح إليها الشعب من مناطق حلب وحماة ودمشق والعديد من المناطق التي اضطر سكانها للنزوح منها والذين وجود في عفرين الملاذ الأمن لهم”.

 وأكد شيخ عيسى على إن هدف الاحتلال لم يقتصر على عدائه ضد الشعب الكردي فقط متابعاً بحديثه:”حقيقة كانت عفرين نموذجاً فتياً لمشروع الإدارة الذاتية الديمقراطية في شمال سوريا، لذا يمكن القول بكل موضوعية إن عفرين احتلت لأنها كانت تمثل نموذجاً للتعايش السلمي الديمقراطي ولأنها رفضت أن تكون جزءاً من الأجندات الإقليمية والدولية على الأرض السورية ولأنها اختارت المقاومة ضد كل المشاريع الإرهابية والاستعمارية والسلطوية.عفرين كانت قد وصلت لسوية عالية بنموذجها ضمن مشروع الأمة الديمقراطية والفلسفة التي استلهمت منها نظام التعايش والتأخي والذي تمثل بنموذج الإدارة الذاتية الديمقراطية الذي انطلق من روج آفا لتعمم في ما بعد على مناطق شمال وشرق سوريا التي تحررت من الإرهاب. بالطبع عفرين استهدفت من قبل دولة فشلت بكل أدواتها وأذرعها المرتزقة الارهابية، لتقوم بجيشها وبترسانتها الحربية بعملية الاحتلال المباشر بعد أن قدمت الكثير من التنازلات للعديد من الانظمة الدولية والإقليمية وفي مقدمتهم روسيا وكسب غطاء أو صمتٍ  دولي لاحتلالها، وكانت هذه العملية بمثابة استعمار للمنطقة فالهمجية والممارسات الوحشية لدولة الاحتلال التركي ارتقت لجرائم الحرب”.

وذَكّرَ شيخ عيسى في حديثه بأن المجتمع الدولي اكتفى بالصمت وغض البصر عن جرائم الاحتلال وممارسات قائلاً: “لا شك بأن الصمت الدولي  حيال الاحتلال التركي والجرائم التي ارتكبها ويرتكبها في عفرين كانت ضربة مؤلمة وقاسية بالنسبة للشعب الكردي، فالمجتمع الدولي والمؤسسات الدولية التي تتدعي دفاعها عن الحقوق والحريات وتتباهى بالديمقراطية، كشفت عن حقيقتها بأنها ليست سوى أقنعة شكلية سقطت بصمتها عن الجرائم التي ارتكبت في عفرين، وثبت لنا وللشعوب التي تناضل من أجل حريتها ووجودها وتدافع عن قيمها وأرضها بأن الحقوق والقوانين والمواثيق الدولية التي يدعيها المؤسسات الدولية الحقوقية والانسانية ليس سوى حبراً على ورق”.

وعن المقاومة عبر الوسائل السياسية والدبلوماسية والفعاليات التي تقام في هذا الإطار قال شيخ عيسى: “بالطبع هناك أشكال ووسائل عدة للمقاومة وهذه الندوة بالنسبة لنا شكل من أشكال المقاومة والنضال عبر الوسائل السياسية والدبلوماسية وعن طريق الشخصيات السياسية الناشطة والمؤمنة بالديمقراطية وبحقوق الانسان والمناهضة لكل اشكال الاستبداد والاحتلال، وهم حقيقة هم اصحاب وجدانٍ وضمير وهم مطلعون على كل ما تعرض له شعبنا من ظلم واضطهاد وتهجير قسري على يد ألة القمع والاحتلال التركي والمجموعات الإرهابية المرتزقة. بالطبع مثل هذه الفعاليات القيمة ضرورية ولها أهمية كبيرة في سبيل عصف الضمير الدولي  وتحريك الراي العام الدولي للقيام بواجباتها والمهام الملقاة على عتقها وبالتالي أجبار الدولة التركية على إنهاء احتلالها لعفرين وللمناطق السورية الأخرى وسحب كل مجموعاتها الإرهابية ومعاقبتها على كل الجرائم التي ارتكبتها بحق سكان عفرين الذين هجروا ونزحوا إلى منطقة الشهباء والمناطق الأخرى، والعمل على عودتهم إلى ديارهم وبساتينهم التي تعرضت للتخريب وللحرق وللتدمير وللنهب وللسلب، وبالتالي يمكن البناء على ما انجز في هذا المنتدى، والعمل على تطويره وعقد العديد من المنتديات والمؤتمرات التي من شأنها أن تكون قوة ضغط فاعلة على أجبار الدولة التركية الرضوخ للقوانين الدولية الانسانية، وأن تكف عن سياستها وتحترم المبادئ والمواثيق الدولية الإنسانية، المنتدى شكل خطوة دبلوماسية جديدة مع المجتمع الدولي، ونأمل بأن تكون هذه الخطوة بادرة لآفاق الحوار والحل للأزمة السورية عموماً وللمأساة التي تعيشها عفرين وشعبها المُهجَّر. وأوكد على أننا بحاجة ماسة لمثل هكذا فعاليات ومنتديات باعتبارنا محوراً يعمل من أجل السلام والحل السياسي ولم نكن يوماً طرفاً معتدياً، لذا فأن السلام والديمقراطية والدفاع عنهما هدفنا الاستراتيجي”.

وفي ختام حديثه أشار الدكتور عثمان شيخ عيسى إلى دور الشعب الكردي في حل الأزمة السورية كمكون من مكونات سوريا قائلاً: “أن محاولات صهر وإبادة الشعب الكردي، يعني القضاء على كل منافذ الحرية والديمقراطية والإنسانية، لذا نجدد ندائنا لعموم المجتمع السوري وبكل مكوناته بأن يتوحدوا في مواجه المشاريع الاستعمارية التوسعية التركية، علينا أن نعلم جميعاً بأن لا حل في سوريا من دون توحد كل المكونات تحت مظلة ديمقراطية قائمة على أساس الاعتراف بالأخر، سوريا لا يمكنها أن تبقى سوريا من دون الكرد ومن دون حلٍ للقضية الكردية في إطار حلٍ ديمقراطي للأزمة السورية، ومن هنا نطالب وندعو الكرد لتوحيد صفهم على أرضهم سوريا لمواجهة كل القوى التي تستهدف الهوية الكردية، وأؤكد مجدداً إن المجتمع الدولي لن يحقق لنا شيءً ما لم نتوحد ككرد وكسوريين جميعاً فالمجتمع الدولي سيرضخ حتماً لقرارنا ولإرادتنا الموحدة وستكون مصلحة الشعب السوري في الحرية والديمقراطية والعيش الكريم فوق كل المصالح والاجندات الدولية، ومن هنا فان حل الأزمة السورية تمر حتماً عبر فهم القضية الكردية في سوريا وحلها ضمن إطار سوريا موحدة لا مركزية وبتوحد كل المكونات السورية سيرسم السوريين خارطة مستقبلهم”.

زر الذهاب إلى الأعلى