المجتمعمانشيت

دار المرأة “عشتاروت” من مكتسبات ثورة روج آفا لدعم حقوق المرأة

تعد المرأة نصف المجتمع وجزء رئيسي لا ينفصل عنه، كما أّنها المكون الأساسي بل تتعدى ذلك لتكون الأهم بين كل فئات المجتمع، شغلت المرأة مكانتها عبر العصور، فكانت فعالة ونشيطة.

إن تحييد دورها وتهميشها واستغلال قدراتها بشكل يفوق طاقاتها واستنزافها يقود لضياع المجتمعات وتشتتها وهدم الأسر، وبما أننا نعيش في مجتمع شرقي تسوده عادات وتقاليد شرقية تفرض قيوداً وشروطاً على المرأة، ونظراً لأهمية دور المرأة وإيمان المجتمع القوي بقدراتها، وبروز دورها الفعال في جميع مجالات الحياة، افتتح الاتحاد النسائي السرياني في الحسكة دار للمرأة باسم “دار عشتاروت”  ليتم فيها رعاية المرأة ـ من كافة مكونات المنطقة ــ  وتوعيتها والاهتمام بشؤونها وحل مشاكلها، حتى تحصل المرأة  على كافة حقوقها في المجتمع كما نصت عليها قوانين الإدارة الذاتية الديمقراطية والعقد الاجتماعي في مناطق شمال وشرق سوريا.

لمعرفة المزيد حول دار المرأة السريانية أجرت صحيفة الاتحاد الديمقراطي لقاءات مع إداريين وأعضاء في الدار الذين أكدوا إصرارهم على العمل المشترك لتحصل المرأة على كافة حقوقها المشروعة كما وتلتزم بالواجبات المترتبة عليها.

عشتاروت تحفظ حقوق المرأة بجميع مكوناتها

عزيزة شيخموس مديرة الدار من المكون الكردي تحدثت: إن الهدف من افتتاح هذه الدار هو حصول المرأة على كافة حقوقها في جميع مجالات الحياة وقدرتها على البقاء في وطنها، نظراً لإيماننا القوي بقدرات المرأة، ودورها في المجتمع.

تابعت شيخموس افتتح الاتحاد النسائي السرياني وتحت شعار دار المرأة السريانية سمي “دار عشتاروت” في الثامن من آذار عام 2017 في بمناسبة يوم المرأة العالمي، عُدَّت كهدية للمرأة في مناطق شمال وشرق سوريا.

وأضافت: إن دار المرأة “عشتاروت” تستقبل جميع النساء من كافة المكونات وتسعى لحل مشاكلهن والحصول على كامل حقوقهن المشروعة.

هي دار للصلح وحل الخلافات التي تعاني منها المرأة لا سيما الخلافات الزوجية التي تحصل بين الرجل والمرأة وشكاوى أخرى تشمل القضايا الاجتماعية والاقتصادية التي تخص الأسرة والمجتمع.

وتابعت عزيزة شيخموس: تتألف الدار من عدة أقسام منها الأرشفة، المالية، الاستشارية، وقسم لاستقبال الشكاوي التي يجب أن تكون من صاحب العلاقة مباشرة.

 وعند البت في الشكوى المُقدَّمَة لنا نحرص في البداية بل نحاول جاهدين إيجاد الحل بين الطرفين المتخاصمين بالتراضي، وإذا لم يتم حل المشكلة ضمن الدار يتم تحويل الشكوى إلى المحكمة عبر محامية الدار كالحالة التي وردتنا قبل فترة من الزمن وهي حالة تم أخذ طفلة رضيعة من والدتها فقمنا بموجب هذه الشكوى بإحالتها إلى المحكمة وتم تشكيل دورية من السوتورو والذهاب إلى بيت المدعى عليه وبموجب الأمر القضائي تم إعادة الرضيعة إلى حضن والدتها.

نحافظ على تلاحم المجتمع والتعايش المشترك بين كافة المكونات ونسعى إلى حل مشاكل المرأة

ذكرت الادارية ندى سليمان في دار المرأة السريانية عشتاروت بالحسكة من المكون العربي: تتألف الدار من ثلاثة مكونات كرد عرب سريان، نحافظ على تلاحم المجتمع والتعايش المشترك بين كافة المكونات ونسعى إلى حل مشاكل المرأة ونيل حقوقها وتوعيتها من خلال مشاركتها في دورات تعليمية للدار للتعرف على حقوقها وواجباتها وكيفية التعامل مع الرجل لتكون يداً واحدة في بناء اسرتها ومجتمعها.

أضافت ندى سليمان: إن الدورات التدريبة تشمل الرجل أيضاً لأن الحياة الزوجية تحتاج إلى مشاركة وتعاون الجنسيين، إنهم من خلال اجتماعاتهم الأسبوعية يعملون على دعم المرأة في كافة الجوانب.

تابعت سليمان: “نقوم بتطبيق قوانين الإدارة الذاتية والالتزام بالعقد الاجتماعي والأمور المتعلقة بالمرأة لنيل حريتها”.

أكدت ندى سليمان في حديثها أنهم في دار المرأة “عشتاروت” يعملن قدر الإمكان إلى الحد من زواج القاصرات لأن أغلب القضايا التي تأتي إلى الدار متعلقة بزواج القاصرات، هذا وبدورنا نعمل على توعية المرأة فكرياً، وإذا لم تستطع دار المرأة أن تجد حلاً لشكاوي الأهالي تحولهم إلى القضاء، ولكن نقف إلى جانب المرأة لضمان حصولها على كافة حقوقها من خلال توعية المجتمع، كون هذه الظاهرة تشكل خطراً على المجتمع والشخص نفسه.

وشددت قائلة: نحاول قدر المستطاع حل كافة القضايا بالتراضي بين الطرفين، وخاصة القضايا الناجمة من الخلاف بين الزوجين بعد سماع المشكلة من الجانبين حتى لا تنتهي بمشكلة أكبر.

بعد تأسيس الإدارة الذاتية أصبحت المرأة ذات فعالية في المجتمع

تحدثت بشيرة جمال الدين محامية تعمل في الدار من المكون السرياني قائلة:

أعمل في مجال حقوق المرأة، فالمرأة ليست نصف المجتمع بل المجتمع بذاته، وضعت الدارعدة قوانين تمنع العنف ضد المرأة كما تمنع زواج القاصرات وعادة التحيير أو الحجر (زواج ابنة العم من ابن عمِّها حتى لو كان من دون رضاهما) بين أبناء العمومة والبدل وانتشار وتعدد الزوجات وخصوصاً في المكون العربي.

تقوم المرأة بتقديم الشكوى إلى الدار ثم تُدرَس الشكوى، ومن ثم ندعو المشتكي والمشتكى عليه ونحاول التراضي بين الطرفين والصلح فيما بينهما.

الدار خطوة إيجابية تستقطب النساء من كافة المكونات التي تعاني من مشاكل أسرية اجتماعية اقتصادية، حيث نكتب التقارير والشكاوي ونقدمها للمحكمة ومن خلال جلسات المحكمة نتوصل إلى الحل أو الفصل.

تابعت محامية الدار قائلةً: كانت المرأة مضطهدة ومحرومة من حقوقها الطبيعية لكن بعد تأسيس الإدارة الذاتية أصبحت تشارك في المجالات السياسية والاقتصادية والعسكرية وتتطور إلى الأفضل للتخلص من الحرمان لأن طبيعة مجتمعنا شرقي ذكوري بذهنيته وتظل المرأة مُعنَّفة مما يتطلب منا أن نكون يداً واحدة ومتكاتفين لمساعدة المرأة المظلومة أياً كانت.

 تقرير: حسينة عنتر 

زر الذهاب إلى الأعلى