PYDآخر المستجداتالأخبارسورية

تردي الأوضاع الأمنية والاقتصادية وغياب آفاق الحل تدفع بآلاف الأكاديميين والعقول للهجرة

وسط تردي الأوضاع الأمنية والاقتصادية والاجتماعية في العاصمة دمشق يبحث الكثير من الأكاديميين الكوادر العلمية السورية عن طرق وسبل للهجرة خارج البلاد املأ بالبحث عن حياة كريمة وآمنة.

ليس فقط الأطباء والمهندسين والخبرات العملية تهاجر سوريا، الآلاف من الطلاب والوفود العملية اللذين غادروا البلاد بقصد الدراسة وإتمام تعليمهم العالي والتخصصي خلال السنوات الماضية وحتى قبيل الأزمة غادروا البلاد دون عودة، وهذا ما دفع النظام السوري إلى إيقاف إرسال البعثات إلى الخارج.

وبحسب تقارير ترصد هذه الظاهرة.

خلال عام ٢٠٢٢ “ازدادت هجرة العقول في ظل الأزمة السورية بشكل غير مسبوق. وعلى الرغم من عدم وجود إحصائيات رسمية توثق حجم هذه الهجرة. إلا أن العديد من التقارير الصحفية تناولت هذه الظاهرة. فعدد المهاجرين من الأطباء السوريين بلغ 33% ومن الصيادلة 20%.

كما بلغ عدد المهندسين السوريين المهاجرين 8,500 مهندس. وأساتذة الجامعات 1,200 أستاذ. كما أدت الهجرة إلى تناقص حادّ في أعداد الهيئة التعليمية في البلاد. حيث بلغ النقص في جامعة دمشق 43.43% وفي جامعة حلب 45.48%. وهو ما يعني تراجع مستوى التحصيل العلمي في سوريا”.

وبالرغم من توجه النظام إلى فرض بعض القوانين والإجراءات المتعلقة بالبعثات  والكوادر التعليمية وفرض عقوبات وغرامات، ومسألة التسويات، ألا أنها لم تجدي نفعاً، على العكس سياسات النظام والمحسوبيات والفساد المستشري في المؤسسات التعليمية الحكومية زادت من هجرة العقول.

وتعتبر ألمانيا ودول الخليج وكندا من أكثر الدول التي تستقطب الكوادر والخيرات العلمية السورية.

و”يشكل المهاجرون أكثر من ثلثي الخبرات والأدمغة والأكاديميين السوريين كحد أدنى، وأن هؤلاء هم حصيلة تراكم سنوات طويلة من العمل والبناء، والذين كانوا رغم الظروف السيئة التي عاشوها، دعامة البناء الأساسية، والعامل الأهم في أي نهوض مأمول، بعد سنوات الحرب التي دمرت الشطر الأوسع من البنية التحتية والاقتصادية، مع الأخذ بعين الاعتبار أنَّ هذه الهجرة لم تبدأ مع بداية عام 2011 بل هي قائمة ومتنامية منذ سيطرة البعث على الدولة وفرض سلطتها على كل مفاصل ومؤسسات الدولة.

وفي ظل عدم أي استراتيجية للحكومة السورية في تحسين الأوضاع الأمنية والاقتصادية والاجتماعية، وغياب آفاق الحل السياسي، وتمسك النظام بعقليته، يتصاعد وتيرة الهجرة مخلفة آثار كبيرة على كافة الصعد.

 

زر الذهاب إلى الأعلى